رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(مديحة يسري).. نجحت في تقديم دور الأم الثرية، وختمت حياتها مع (الإرهابي)! (2/2)

(مديحة يسري).. نجحت في تقديم دور الأم الثرية، وختمت حياتها مع (الإرهابي)! (2/2)

(مديحة يسري).. نجحت في تقديم دور الأم الثرية، وختمت حياتها مع (الإرهابي)! (2/2)
ظلت (مديحة يسري) على جمالها، فهي لا تزال الأم الجميلة التي تجذب الرجال من كافة الأعمار

*في حقبة السبعينات ظلت (مديحة يسري) على جمالها، فهي الأم الجميلة التي تجذب الرجال من كافة الأعمار.

*بعد فترة إختفاء لسنوات بسبب زواجها من أحد مشايخ التصوف، ظهرت من جديد كأم ملتزمة، في فيلم (خائفة من شيء ما).

*تبدو بيوت الأمهات في الأفلام التي قامت ببطولتها (مديحة يسري) في المرحلة الأخيرة من العمر متشابهة.

(مديحة يسري).. نجحت في تقديم دور الأم الثرية، وختمت حياتها مع (الإرهابي)! (2/2)
محمود قاسم

بقلم الباحث والناقد السينمائي : محمود قاسم

مع بداية السبعينيات تغيرت الأدوار الي حد ما، وظهر نجوم جدد في التمثيل والإخراج، وكافة تفاصيل العمل الفني، وظلت (مديحة يسري) على جمالها، فهي لا تزال الأم الجميلة التي تجذب الرجال من كافة الأعمار.

ولعل أبرز هذه الأمثلة هو فيلم (الحب الحرام) إخراج حسن الإمام عام 1971، فهي هنا أم لابنة جميلة جسدتها (ميرفت أمين) التي تقع في غرام شاب سيء السلوك يكون سبباً في مصرع هذه الفتاة.

 ثم يرمي بشباكه على الأم التي تعرف الحقيقة، وتقرر الانتقام من هذا الشاب الذي يرسم عليها مشاعر مليئة بالكذب والخداع، وتظل تمثل البراءة عليه الي أن يتم الانتقام منه.

في تلك السنوات تزوجت (مديحة يسري) من أحد المتصوفين وابتعدت عن السينما، ولم تعد إليها مرة أخري إلا في أواخر العقد.

(مديحة يسري).. نجحت في تقديم دور الأم الثرية، وختمت حياتها مع (الإرهابي)! (2/2)
في أسرة يعاني الأبناء فيها من مشاكل عديدة مثلما حدث في فيلم (خائفة من شيء ما)

خائفة من شيئ ما

بعد فترة اختفاء لسنوات قليلة ظهرت (مديحة يسري) من جديد في نفس الدور الذي عرفناها به كأم ملتزمة، في أسرة يعاني الأبناء فيها من مشاكل عديدة مثلما حدث في فيلم (خائفة من شيء ما) إخراج يحي العلمي.

 حيث هناك طالبة جامعية تركب سيارة مع شخص لا تعرفه دون أن تأخذ حذرها، وهو يدفع لها بزجاجة عطر مخدرة ويصحبها معه الي بيته!

وهناك وقبل أن يغتصبها، يهجم علي المنزل لص غريب يقوم بإنقاذها وقتل هذا المتحرش، وفيما بعد تساق الأبنة الي المحاكمة ويطلب منها أن تكون شاهدة علي ما حدث.

 ما يعني أن الأم حائرة أمام ابنتها الواقعة في جوف الخوف، ولا تريد أن تبوح بالحقيقة، حيث لا تريد أن تعترف على القاتل الذي أنقذها، كما أنها تواجه مصيراً غامضاً باعتبار أنها متهمة بالقتل.

(مديحة يسري).. نجحت في تقديم دور الأم الثرية، وختمت حياتها مع (الإرهابي)! (2/2)
ما جسدته (مديحة يسري) في فيلم (خائفة من شيئ ما) صورة لا تختلف كثيراً عما قدمته الممثلة الجميلة فيما بعد

الأمهات الملتزمات أخلاقيا

ما جسدته (مديحة يسري) في فيلم (خائفة من شيئ ما) صورة لا تختلف كثيراً عما قدمته الممثلة الجميلة فيما بعد، وهي تسير داخل قطار العمر، بعد أن زحفت عنها أدوار الرومانسية والبطولة لتكون في الصف الثاني، صف الأمهات الملتزمات أخلاقياً.

وفي هذه الفترة فيلم (الكف) إخراج محمد حسيب، وهي هنا زوجة لمستشار قضائي تمت قراءة فنجانه ذات يوم، وأخبره العراف أنه سينجب ثلاثة أبناء، سوف يموت كل منهم بعد توقيع عقد قرانه بقليل.

 أي أن الأم أرتضت بضربات القدر، خاصة أن زوجها لم يخبرها بهذه الأمور فصدمت كل مرة بفاجعة رحيل ابنها وهو في قلب فرحته.

 وتبدو الأم هنا صبورة، متزنة، مؤمنة بالله، كما أنها هي التي تواسي زوجها في المصاب.

 كما نري فإن الأم الجميلة هنا في الفيلم هي (مديحة يسري) التى تنتمي الي الأسر المصرية الراقية، التي حصلت علي قسط متميز من الثراء والتعليم.

 فابنها الثالث قد تعلم في أوروبا، وأحب ابنة شريك أبيه الذي يعرف السر، سر النبوءة، أي أن كل هذه الأسرة صاحبة ثقافة مرموقة وتربية عالية.

وفي نهاية الفيلم يبدو القدر، وقد تلطف بعض الشيء بمصير الابن الثالث الذي ينجو مع عروسه في حادث سقوط طائرة كادت أن تودي بهما.

(مديحة يسري).. نجحت في تقديم دور الأم الثرية، وختمت حياتها مع (الإرهابي)! (2/2)
بدت كأنها هي نفس المرأة مثل فيلم (لا تسألني من أنا)

لا تسألني من أنا

هكذا تتعاقب العقود، وتجيد (مديحة يسري) أداء دور الأم، التي بدت كأنها هي نفس المرأة مثل فيلم (لا تسألني من أنا) إخراج أشرف فهمي، فهي هنا المرأة التي لم يرزقها الله بالأولاد أو البنات.

وتتفق مع خادمتها أن تبيع لها إحدى بناتها مقابل مبلغ تستطيع به هذه المراة أن تربي بقية أسرتها، وبذلك فإن المصير الذي آلت إليه هذه الابنة المتبناة يختلف تماماً عن إخوتها الذين لا يعرفون الحقيقة.

وتكبر الأبنة وهى ثرية متعلمة في أحسن الكليات، والأخرين يعانون من الحاجة والفقر، أي أننا هنا أمام امرأتين، الأولي أم بالتربية، والثانية أم بالبطن، لكنها أبداً لم تترك ابنتها تغرب عن عينيها، وقد اعتادت أن تناديها هذه الابنة بـ (دادا).

(مديحة يسري).. نجحت في تقديم دور الأم الثرية، وختمت حياتها مع (الإرهابي)! (2/2)

(مديحة يسري).. نجحت في تقديم دور الأم الثرية، وختمت حياتها مع (الإرهابي)! (2/2)
الدور نفسه كرره المخرج (أحمد يحيي) مع (مديحة يسري) في فيلم (الصبر في الملاحات)

الصبر في الملاحات

الغريب أن الدور نفسه كرره المخرج (أحمد يحيي) مع (مديحة يسري) في فيلم (الصبر في الملاحات) في النصف الثاني من الثمانينيات.

فهي إمراه ثرية، ذات مكانة اجتماعية، وتقوم بشراء ابنة بالتبني عن طريق مؤامرة أدت دخول الأم الأصلية السجن، وصار عليها أن تتبني إحدى بنات هذه الأم.

وكانت هذه الأبنة هي بطلة الفيلم (نبيلة عبيد) التى جسدت دور حضرة الضابط (وفاء) التى تعمل كضابط شرطة في الداخلية، وتتزوج من مستشار قانوني.

ومن جديد فإن الأم بالتبني يجب عليها أن تدفع ثمن الحقيقة، لكن الأم أبداً لا تكون شريرة، وهذه هي الإضافة التي حدثت في السيناريو الذي كتبه سمير عبد العظيم.

(مديحة يسري).. نجحت في تقديم دور الأم الثرية، وختمت حياتها مع (الإرهابي)! (2/2)
ختمت حياتها في السينما في فيلم (الإرهابي) عام 1994 من إخراج نادر جلال

مديحة يسري والتليفزيون والإرهابي

مثل كافة نجمات عصرها وكل العصور، فإن (مديحة يسري) عملت بالتوازي بين السينما والتلفزيون، وقامت بأداء نفس دور الأم في مسلسلات منها: (رحمة، وهوانم جاردن سيتي، ولؤلؤ وأصداف، والباقي من الزمن ساعة) وغيرها.

وكانت الممثلة قد ختمت حياتها في السينما في فيلم (الإرهابي) عام 1994 من إخراج نادر جلال، أمام كل من زوجها في الفيلم صلاح ذو الفقار، والفنان عادل إمام.

وكانت أماً لثلاثة أبناء جميعهم طلاب متميزون في الجامعة وهذه الأسرة ليبرالية، تضع علي الجدران صوراُ للثائر (جيفارا) ولوحات فنية.

كما أن أفراد الاسرة ملتزمون بالشعائر الدينية، حتي وإن بدا أنهم متحررون أمام ذلك الضيف الذي أتت به الأبنة الكبرى الي البيت لمعالجته بعد أن صدمته بسيارتها.

وحتي لا تتعرض لأي نوع من العقاب فإن الأسرة تستضيف هذا الشخص دون أن تعرف حقيقته وتعامله علي أنه الأستاذ الجامعي المثقف المتعلم دون معرفة أنه متطرف، قتل عن عمد أحد رجال الفكر، وصار هارباً بعد أن غير من هيئته.

تبدو بيوت الأمهات في الأفلام التي قامت ببطولتها (مديحة يسري) في المرحلة الأخيرة من العمر متشابهة، فهي بيوت أشخاص لهم مكانة اجتماعية متميزة.

ويتسمون بالحرية، فضلاً عن الثراء، فالابنة الكبيرة هنا تعتقد أن هذا الغريب شاعر وتقع في غرامه، كما أن الأم تبدو بالغة التعاطف معه وكأنه ابن لها.

وفي نهاية الفيلم فإن الأسرة تحاول إرجاع هذا المتشدد الي الاعتدال، وهو الذي رأي الأمر بنفسه، أي أننا أمام علاقة متضادة بين الشاب وبين تلك الأسرة، وأيضاً الضيف القبطي الذي يزورهم من وقت لآخر.

تلك محاولة للتعرف علي واحدة من الأمهات الجميلات في سينما القرن الماضي، وكانت (مديحة يسري) أبرز وجه فيهم، انتقلت من الأدوار الصغيرة الي النجومية الخارقة ونافست بنات جيلها، خاصة المطربات، ولم تكن وحدها بل هناك أسماء أخري سنتحدث عنها تباعاً مثل (مريم فخر الدين، وسميرة أحمد، وفاتن حمامه، وشادية، وسميرة أحمد)، وأخريات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.