رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

في انتفاضة هوليود.. (هانا أينبندر) تهتف للفلسطينيين!

في انتفاضة هوليود.. (هانا أينبندر) تهتف للفلسطينيين!
انتقدت الممثلة (هانا أينبندر)، سياسات الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) تجاه فلسطين وملف الهجرة
في انتفاضة هوليود.. (هانا أينبندر) تهتف للفلسطينيين!
أحمد الغريب

بقلم الكاتب الصحفي: أحمد الغريب

الأحد الماضى.. فجأت الممثلة الأمريكية اليهودية، (هانا أينبندر)، الحضور في حفل توزيع جوائز إيمي لعام 2025، بالهتاف لفلسطين بعد تسلمها جائزة أفضل ممثلة مساعدة..

خلال كلمتها على المسرح، انتقدت الممثلة (هانا أينبندر)، سياسات الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) تجاه فلسطين وملف الهجرة، قبل أن تختتم حديثها بالهتاف “الحرية لفلسطين.

لكن الأكثر من هذا .. كان حديثها بعد الحفل، (إنه بوصفها يهودية ترى أنه من واجبها التأكيد على أن اليهود منفصلون عن دولة إسرائيل،  ديننا وثقافتنا منفصلان تماما عن هذا الكيان الإثني القومى)

وقد أعربت (هانا أينبندر) عن تأثرها العميق إزاء الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، ومشددة على أنها ستواصل التنديد بالمؤسسات التي تشارك إسرائيل في حرب الإبادة الجماعية”، ومعربة عن اعتزازها بكونها جزءا من الحملات المناهضة للاحتلال.

في انتفاضة هوليود.. (هانا أينبندر) تهتف للفلسطينيين!
لم تكن (هانا أينبندر)، وحدها صاحبة الحضور في وجه الإجرام الإسرائيلي

عمال السينما من أجل فلسطين

لم تكن (هانا أينبندر)، وحدها صاحبة الحضور في وجه الإجرام الإسرائيلي، بل كان هناك بيان لافت وقعه عدد من أكبر نجوم هوليود في العصر الحالي، ومعهم آلاف المهنيين من صناع السينما ، هذا البيان غير المسبوق، تعهد الموقعون عليه بمقاطعة كل المؤسسات السينمائية الإسرائيلية بسبب الحرب على غزة، وهو حدث مهم ولافت، لذلك كانت آثاره لافتة داخل إسرائيل وبين داعميها من المؤسسات السينمائية الدولية.

التعهد الذي أصدرته مجموعة (عمال السينما من أجل فلسطين) بالولايات المتحدة الأمريكية ووقعه أكثر من 4000 ممثل ومخرج ومنتج من جميع أنحاء العالم المهنيين في مجال السينما العالمية، دعا بشكل واضح إلى مقاطعة المؤسسات الإسرائيلية، بما في ذلك المهرجانات ودور السينما والمحطات الإذاعية وشركات الإنتاج.

بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، فقد تضاعف عدد الموقعين على المبادرة أكثر من 3 أضعاف منذ إصدارها لأول مرة يوم الاثنين، عندما وقع عليها 1300 من العاملين في هذا المجال.

ومن أبرز من وقعوا على المبادرة، بحسب الإعلام الإسرائيلي، (أوليفيا كولمان)، و(إيما ستون)، و(مارك روفالو)، و(تيلدا سوينتون)، و(ريز أحمد)، و(خافيير بارديم)، و(أفا دوفيرناي)، و(يورغوس لانثيموس).

في انتفاضة هوليود.. (هانا أينبندر) تهتف للفلسطينيين!
حنين مجدلي

عدم القدرة على وقف الإبادة

هذا التصعيد اللافت، سلطت عليه الضوء، صحيفة (هآرتس) في مقال رأي للكاتبة (حنين مجدلي)، بتأكيدها على أن رابطة منتجي الأفلام والتلفزيون الإسرائيليين سارعت لإصدار بيان تؤكد فيه أن الموقعين على التعهد يستهدفون الأشخاص الخطأ، إذ زعموا أن الفنانين هم الأصوات الرئيسية التي تسمح للجمهور بسماع ومشاهدة تعقيدات الصراع، بما في ذلك الروايات الفلسطينية وانتقادات سياسات الدولة الإسرائيلية.

تحدثت (مجدلي) عن أفلام تتعارض مع الرواية الإسرائيلية الرسمية، ومن بينها أفلام تناولت نكبة 1948، لكنها استغربت أن يرى صانعو الأفلام الإسرائيليون أنفسهم ضحايا في هذه القصة.

وتساءلت: (هل يعبّر صانعو الأفلام الإسرائيليون عن معارضتهم بشكل ملموس عن طريق رفضهم الخدمة في جيش الاحتلال والمشاركة في نظام يرتكب جرائم ضد الإنسانية؟ أم أن احتجاجهم يقتصر فقط على مجال الإبداع الفني؟.

مع تأكيدها على إنه وبحسب مجموعة “عمال السينما من أجل فلسطين، إذا أرادت المؤسسات السينمائية الإسرائيلية مواصلة العمل مع الموقعين على التعهد بالمقاطعة، فإن خيارهم واضح: إنهاء التواطؤ في الإبادة الجماعية والفصل العنصري في إسرائيل، والاعتراف بالحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني.

مع تأكيدها على أن اليسار مثلا يبدي معارضة للاحتلال، لكنه لا يزال يلتزم بواجباته عندما يصدر الجيش إخطارات استدعاء طارئة.

وقالت: (أنا على دراية كبيرة بهذا المنطق المختل. جوهره بسيط: معارضة الاحتلال، والإيمان بصدق أنه خطأ وغير أخلاقي، لكن دون اتخاذ أي إجراء ملموس، مثل رفض الخدمة في الجيش أو الالتحاق بالخدمة الاحتياطية).

كما شددت على أن الإسرائيليين، بمن فيهم اليساريون، إما غير قادرين أو غير راغبين في ممارسة ضغط كاف على الحكومة لوقف الإبادة الجماعية، مبرزة أنه لهذا السبب يجب على العالم أن يتدخل حيث يفشل الإسرائيليون.

وأوضحت أن المقاطعة ليست عملا انتقاميا (بل آلية تصحيحية)، وخاطبت الغاضبين قائلة: “المقاطعة قد تعزلكم وتجعلكم منبوذين على الساحة الدولية، ولكن فقط إلى أن تدركوا أن إعلانا أجوف مثل (ليس باسمي) أبعد ما يكون كافيا، لأنها، في الحقيقة، باسمكم”.

في انتفاضة هوليود.. (هانا أينبندر) تهتف للفلسطينيين!
مجموعة (باراماونت) سارعت من جهتها، لإدانة مقاطعة المؤسسات السينمائية الإسرائيلية بسبب الحرب

إدانة المقاطعة

المثير للسخرية والدهشة، إن مجموعة (باراماونت) سارعت من جهتها، لإدانة مقاطعة المؤسسات السينمائية الإسرائيلية بسبب الحرب على غزة، وقالت في بيان إن (إسكات الفنانين المبدعين على أساس جنسيتهم لا يخدم قضية السلام).

ووفقا لهآرتس (باراماونت) هى مجموعة إعلامية أمريكية ضخمة متعددة الأنشطة مقرها مدينة نيويورك، وتدير أكثر من 170 شبكة إعلامية وفنية، أن باراماونت دانت تعهد آلاف الممثلين والمخرجين والمنتجين من أنحاء العالم المختلفة بمقاطعة المؤسسات السينمائية الإسرائيلية التي يقولون إنها متواطئة في الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.

وقالت (باراماونت) في بيان لها: (نحن لا نتفق مع الجهود الأخيرة لمقاطعة صانعي الأفلام الإسرائيليين)، وتابعت أن إسكات الفنانين المبدعين الأفراد على أساس جنسيتهم لا يعزز التفاهم أو يخدم قضية السلام، نحن بحاجة إلى مزيد من المشاركة والتواصل، وليس أقل.

في حين أكدت (مجموعة عمال السينما من أجل فلسطين) – لوكالة أسوشيتد برس – أن مبادرتها (تستند إلى نضالات تاريخية)، لا سيما الحركة الدولية الناجحة لإنهاء نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، حسب ما أوردته صحيفة (هآرتس).

وشددت على أنه إذا أرادت المؤسسات السينمائية الإسرائيلية مواصلة العمل مع الموقعين على التعهد، فإن خيارهم واضح: (إنهاء التواطؤ في الإبادة الجماعية والفصل العنصري في إسرائيل، والاعتراف بالحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني بموجب القانون الدولي).

في انتفاضة هوليود.. (هانا أينبندر) تهتف للفلسطينيين!
سينثيا نيكسون
في انتفاضة هوليود.. (هانا أينبندر) تهتف للفلسطينيين!
مورغان سبيكتور

تصاعد الضغوط

الإعلام الإسرائيلي، من جانبه يرى أن تلك الخطوة، ربما جاءت ضمن سلسلة من رسائل مفتوحة وقعها فنانون وأدباء من مختلف أنحاء العالم، مع تصاعد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية لوقف حربها المستمرة منذ نحو عامين في غزة.

مع الحديث عن إنه في خطوة متزامنة، زار النجمان الهوليووديان، (سينثيا نيكسون) و(مورغان سبيكتور)، مبنى الكونجرس الأمريكي لدفع أعضائه لدعم مشروع قانون (حظر القنابل)، الذي يهدف إلى منع الولايات المتحدة من إرسال أسلحة هجومية لإسرائيل.

كما نظم الفريق مؤتمرًا صحفيًا و جلسة إحاطة تشريعية بحضور أعضاء الكونجرس، وقالت (نيكسون): (القضية الفلسطينية لم تعد خطًا أحمر في السياسة الأمريكية كما كان يُعتقد سابقًا، وغالبية الأمريكيين يرون أن تمويل القنابل لدولة تمارس الفصل العنصري أمر خاطئ).

وأضاف (سبيكتور) أن موقف العاملين في صناعة السينما مهم، مشيرًا إلى أن أكثر من 4000 شخص من العاملين في السينما وقّعوا على عريضة لمقاطعة المؤسسات السينمائية الإسرائيلية المشاركة في الانتهاكات والتمييز العنصري ضد الشعب الفلسطيني.

في انتفاضة هوليود.. (هانا أينبندر) تهتف للفلسطينيين!
شهدت خلال الأسابيع الأخيرة، تصاعدًا ملحوظًا في الحراك الشعبي التضامني مع فلسطين

حراك شعبي أمريكي

الثابت هو أن الولايات المتحدة، شهدت خلال الأسابيع الأخيرة، تصاعدًا ملحوظًا في الحراك الشعبي التضامني مع فلسطين، على خلفية استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتركزت الفعاليات في مدن عدة مثل واشنطن العاصمة، ونيويورك، وشيكاغو، ولوس أنجلوس، وهيوستن، حيث نظم ناشطون مظاهرات ووقفات احتجاجية.

وإجمالاً.. عكست هذه الفعاليات التضامنية اتساع نطاق المشاركة المجتمعية في الولايات المتحدة، حيث تجاوزت مظاهرات الشوارع لتشمل نشاطات تعليمية وثقافية وفنية داخل الجامعات والمراكز المدنية، كما أظهرت المبادرات الشعبية قدرة المجتمع المدني على التعبير عن رفض العدوان بطريقة سلمية وفعّالة، مع تعزيز التضامن مع الشعب الفلسطيني.

كما يأتى هذا الحراك في وقت يشهد فيه الصراع تصعيدًا متواصلًا، مؤكدًا على أهمية الضغط الشعبي في التأثير على السياسات الدولية ومطالبة الحكومات باتخاذ خطوات حقيقية لحماية المدنيين وضمان حقوقهم الأساسية.. وللحديث بقية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.