رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(مديحة يسري).. جمالها حرمها من أن تلعب أدور الأم الشعبية، أو الفقيرة! (1/2)

(مديحة يسري).. جمالها حرمها من أن تلعب أدور الأم الشعبية، أو الفقيرة! (1/2)
(مديحة يسري) عملت في السينما بشكل خاص لسنوات طويلة منذ بداية الشباب

* في الستينيات صارت (مديحة يسري) أماً لشباب في سن الزواج والحب في أفلام شهيرة

* مراحل الانتقال من دور العاشقة الي دور الأم لم تكن حادة بل مقبولة

* لم تقم أبداً بدور الأم الشعبية أو الأم الفقيرة، وكانت أغلب أدوارها الأم البديلة في أسرة فقدت أمها

(مديحة يسري).. جمالها حرمها من أن تلعب أدور الأم الشعبية، أو الفقيرة! (1/2)
محمود قاسم

بقلم الباحث والناقد السينمائي : محمود قاسم

في تقارير مكتوبة عن (مديحة يسري) كفنانة متفردة، فإنها كانت المرأة الأكثر جمالاً في تاريخ السينما الطويل، فهي ذات لون بشرة فريد، ليس له مثيل، كما أنها ذات وجه يبعث على الارتياح بالإعجاب، ويوحي بالرومانسية العميقة.

لذا كانت هي البطلة المفضلة أمام العديد من المطربين والنجوم الكبار مثل (محمد أمين، محمد فوزي، فريد الأطرش، أحمد سالم، عماد حمدي، أنور وجدي)، وأسماء أخري كثيرة.

كما أن (مديحة يسري) عملت في السينما بشكل خاص لسنوات طويلة منذ بداية الشباب، وحتي قبل رحيلها بسنوات قليلة، وهنا نتوقف عندها كفنانة انتقلت لتجسد أشهر أدوار الأم حيث تغيرت علي يديها صورة الأم التقليدية.

وذلك عندما اشتد بها العود، وتجاوزت سن الأربعين، ولكنها في سنوات الثلاثينيات من العمر كانت أماً لصبيات صغيرات، قد تنتمي الي البرجوازية المصرية، أو الي الطبقة المقتدرة، أو الثرية.

(مديحة يسري).. جمالها حرمها من أن تلعب أدور الأم الشعبية، أو الفقيرة! (1/2)
من أبرز أدوار (مديحة يسري) كأم في الخمسينيات ما رأيناه في فيلم (حياة أو موت)

مديحة يسري.. حياة أو موت

 من أبرز أدوار (مديحة يسري) كأم في الخمسينيات ما رأيناه في فيلم (حياة أو موت) إخراج كمال الشيخ 1954، فهي الزوجة ابنة الأسرة المقتدرة، المتزوجة من موظف لم يتعلم الشكوى، إلا بعد أن تم فصله من عمله.

 فلم تحتمل هذا النوع من الحياة، حيث الحاجة قبل الاستجابة، ولديها ابنة تتركها يوم عيد الأضحى مع أبيها وحدهما، كي تعود الي منزل والديها، حيث هناك كافة ما تريد من مطالب اعتادت عليها.

هنا هي أم للبنت الصغيرة التي سوف تذهب للبحث عن دواء لأبيها المريض، هذا الدواء سيكون به سم قاتل، لذا فإن الأم سرعان ما تلبي نداء الزوجية والأمومة، وتسرع الي بيتها كي تمنع حدوث كارثة في اللحظة الأخيرة قبل أن يضع (أحمد إبراهيم / عماد حمدي) الدواء في فمه.

(مديحة يسري).. جمالها حرمها من أن تلعب أدور الأم الشعبية، أو الفقيرة! (1/2)
(مديحة يسري) هى الزوجة والأم لطفل صغير تفقد بصرها

مديحة يسري .. مؤامرة

في فيلم (مؤامرة) للمخرج كمال الشيخ أيضاً، (مديحة يسري) هى الزوجة والأم لطفل صغير تفقد بصرها بسبب تصرفات تحوط زوجها وتمنعه عنها.

 وتستيقظ الأمومة فيها بقوة بعد أن استردت بصرها وتشاهد خصيمتها تكاد تؤذي رضيعتها الصغيرة، إنها تنقذ أسرتها في لحظة توقد عظيم للأمور.

 وهكذا صارت (مديحة يسري) أماً، يكبر أبنائها عاماً وراء أخر مع نهاية الخمسينيات، مثلما حدث في فيلم (عواطف) إخراج حسن الإمام عام 1959، فهي أم تدفع ثمن خيانة قديمة قامت بها أمها هي قبل سنوات، بسبب هذه التضحية تتفرق الأسرة ثم تنكشف الأسباب الحقيقية.

(مديحة يسري).. جمالها حرمها من أن تلعب أدور الأم الشعبية، أو الفقيرة! (1/2)
في الستينيات صارت (مديحة يسري) أماً لشباب في سن الزواج والحب في أفلام شهيرة

مديحة يسري.. ومرحلة الستينات

في الستينيات صارت (مديحة يسري) أماً لشباب في سن الزواج والحب في أفلام شهيرة، خاصة مع المخرج حسن الإمام، وأيضاً مع مخرجين أخرين منهم (سعد عرفة، وعاطف سالم، وأحمد بدرخان).

 نعم كانت البنات في فيلم (العريس يصل غداً) إخراج فطين عبد الوهاب، أكثر جمالاً من الأم التي مات زوجها منذ فترة، وترك لها ابنتان لا يقلان عنها جمالاً، هما سعاد حسني، وليلي شعير.

وفي هذا السن المسمى وسط العمر كان عليها أن تقع في الحب مجدداً وأن تتزوج، وعليها أن تدبر لابنتيها زواجاً مقبولاً، حتي يمكنها أن تحصل علي الرجل الذي أحبته.

وهو (عماد حمدي) الذي كان لها حبيباً وزوجاً في أفلامهم السابقة، هي قصص حب متشابكة أبطالها حسناوات جداً، وعليه فإن مراحل الانتقال من دور العاشقة الي دور الأم لم تكن حادة بل مقبولة.

ففي تلك الفترة جسدت (مديحة يسري) دور الأم في فيلم (الاعتراف)، وإذا كانت الأم في الفيلم السابق هي ابنة الطبقة الراقية، المقتدرة، فإن الأم هنا هي إمراه من طبقة متوسطة تعاني من الحاجة الي المال، فتضطر الي الانحراف.

 وكانت ابنتها في هذا الفيلم هى (فاتن حمامة) التي عملت معها من قبل في فيلم (لحن الخلود).

(مديحة يسري).. جمالها حرمها من أن تلعب أدور الأم الشعبية، أو الفقيرة! (1/2)
ما يهمنا هنا أن (مديحة يسري) ظلت في تلك الفترة تتأرجح بين قصص الأفلام

مديحة يسري.. الخطايا

كما أن (مديحة يسري) في هذا الإطار الجديد بدأت تميل زيادة الوزن غير الملحوظ، وقامت بدور زوجة لرجل مقتدر أخطأت في شبابها دون أن تتعمد ذلك، ثم عادت الي زوجها (عماد حمدي) وذلك في فيلم (الخطايا) إخراج حسن الإمام.

 وفي هذا الفيلم هي أم لشابين في كلية الهندسة، هما (عبد الحليم حافظ، وحسن يوسف)، وعم قريب قد تصير جدة، باعتبار أن الابن الأكبر واقع في غرام زميلته، هذه الفتاة هي ابنة لتاجر إقطاعي ثري.

 بما يعني أن الأم هنا لديها أسرة ذات مكانة عالية ثقافياً وتعليمياً، لكن الماضي هنا يطاردها عندما يكبر الأولاد وتتكشف جريمة أخلاقية ارتكبت معها منذ سنوات.

ما يهمنا هنا أن (مديحة يسري) ظلت في تلك الفترة تتأرجح بين قصص الأفلام، فهي المرأة الناضجة التي تنافس بنات صغيرات على قلوب رجال وقعت في غرام كل منهم.

 مثلما حدث في فيلم (سلاسل من حرير) أمام محرم فؤاد الذي شعر بالحب تجاه فتاة تناسبه سناً، هي (زيزي البدراوي)، فتركت له ساحة المنافسة.

وفي فيلم (الساحرة الصغيرة) فإنها تقع في غرام (رشدي أباظة)، وتنافسها على حبيبها (سعاد حسني)، وهي التي تكسب الجولة في نهايتها.

هكذا بدأت مرحلة جديدة في حياة تلك النجمة الجميلة (مديحة يسري)، فهي لم تقم أبداً بدور الأم الشعبية أو الأم الفقيرة، وكانت أغلب أدوارها الأم البديلة في أسرة فقدت أمها، وعليها أن تلعب دوراً في حياة هذه الأسرة، مثلما حدث في فيلم (النصف الأخر) إخراج أحمد بدر خان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.