بقلم المخرج: عمر علي
أن تكون مخرجاً مثل (خالد جلال) تعرف كيفية إدارة العمل سواء المسرحي أو السينمائي، فهذا شئ يمكن أن تتعلمه بالدراسة الأكاديمية أو بالممارسة أو بعملك كمساعد لعدة فترات، أو كما يحدث هذه الأيام عن طريق بعض الورش أو الكورسات الإلكترونية.
ولكن أن تكون ذات عين ثاقبة في اختيار المواهب الجديدة وتعليمها بل وتقديمها للسوق الفني والتجاري لدرجة أن تصبح رائداً في هذا المجال ، يسعى إليك جميع المنتجين والمخرجين والكتاب وحتى النجوم الكبار ليشاهدوا أحدث إكتشافاتك ، فهذا هو الصعب الذي لا يتفوق فيه الكثيرين.
هذا هو ما فعله المخرج المبدع (خالد جلال) عبر سنوات تجاوز العشرين من خلال إدارته لمركز الإبداع الفني في دار الأوبرا المصرية وإخراجه للعديد من العروض التي يقدم من خلالها العديد من المواهب الذين يصبحون نجوماً في سماء الفن بعد ذلك وإذا ذكرنا الأسماء سنجد أنهم جميعاً هم من يتصدورن المشهد في مجال التمثيل حالياً.
ويمكننا أن نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر (بيومي فؤاد، نضال الشافعي، محمد شاهين، محمد فراج، محمد ثروت ، سامح حسين ، عمرو عبد العزيز ، حمزة العيلي، محمد سلام ، محمد علي رزق، سارة عادل، محمد فهيم، إسلام إبراهيم، محمد عز، ميرنا جميل، علي ربيع).
كل هؤلاء وأكثر خريجين مركز الإبداع وجميعهم يعترفون بأستاذيته ويدينون له بالفضل في تقديمهم للساحة الفنية.
هو أيضاً يعترف بفضل أستاذته عليه ويعترف بفضل من ساعدوه وهو في بداية الطريق مثل الدكتور سناء شافع والناقدة الكبيرة نهاد صليحة ووزير الثقافة الأسبق فاروق حسني الذي كان صاحب فكرة بناء مركز الإبداع منذ بداية الألفينات.
ولا ينسى (خالد جلال) فضل النجم الكبير الراحل (صلاح السعدني) الذي كان أول من دعمه من النجوم الكبار وقدمه للوسط الفني وعرفه على المنتج المسرحي الكبير (عصام إمام) الذي أنتج أول مسرحيتين يقدمها في القطاع الخاص (لما بابا ينام) و(هلاهوطة وبركوتة).
عرض بعنوان (حواديت)
وأيضاً الكاتب الكبير الراحل (لينين الرملي) الذي منحه واحداً من أروع نصوصه وكانت أول فرصة إخراج عرض كبير على مسرح الدولة بمسرحية (تحت تشوف مأساة) التي لاقت نجاحاً كبيراً وجسدها بطولتها النجوم الشباب آنذاك (مصطفى شعبان ونور ولقاء الخميسي).
حالياً يقدم (خالد جلال) واحداً من أحدث إبداعاته بمركز الإبداع الفني وهو عرض تخرج قسم التمثيل من الدفعة الثالثة من ستوديو المواهب (دفعة علي فايز) والعرض بعنوان (حواديت) ، وهو ينتمي إلى النهج الذي اعتاد عليه في عروض المركز ، وهو المسرح الحر الذي لا يلتزم ببنية النص التقليدي ذات البداية والوسط والنهاية.
بل عبارة عن مشاهد متفرقة أو لوحات يتحدث كل منها عن موضوع محدد منفصل عن ما قبله. الحواديت التي يقدمها العرض الجديد هي مشاكل شتى في المجتمع سواء كانت السرقة أو إكئتاب المراهقين أو مشاهير السوشيال ميديا الذين باعوا مواهبهم من أجل المال.
وكالعادة تنوعت المشاهد بين الكوميديا السوداء والتراجيديا وأعتمدت بشكل كبير على أداء الممثلين أنفسهم وتغيير الملابس مع بعض الديكورات البسيطة للغاية.. أكثر المشاهد التي لفتت الانتباه وحظيت على رد فعل قوي من الجمهور هو مشهد الانتحار الذي كان بطله (عمر حمدي).
ومشهد الولادة الذي كانت بطلته ياسمين عمر ومشهد الفرح الذي كانت بطلته إسراء حامد ومشهد الزوجة المقهورة الذي كانت بطلته مي حسين.
يقدم في هذا العرض مجموعة من الوجوه الجديدة سيكون لهم شأن كبير في الحياة الفنية ، هم بالتأكيد صفوة من تقدم للمركز في هذه الدفعة الذي يتقدم له ما يزيد عن الألفين ممثل وممثلة ، يختار منهم ستون في النهاية.
عرض جديد ومهم ينصح بمشاهدته وينصح برعاية المواهب التي تظهر فيه . عرض بالتأكيد إلى السجل الحافل لعروض (خالد جلال) بمركز الإبداع ويؤكد فيه أنه بحق الأستاذ وجواهرجي المواهب.