رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

إبراهيم رضوان (حسين إبراهيم) (8).. (نرجس) تحضر حفل تكريمى من حسنى مبارك

إبراهيم رضوان (حسين إبراهيم) (8).. (نرجس) تحضر حفل تكريمى من حسنى مبارك
أنا بانتظار حسني مبارك لكي يكرمني

بقلم الشاعر الكبير: إبراهيم رضوان

أصبح (حسين إبراهيم) يلازمني كظلي في كل مكان أذهب إليه.. يحاول جعلي أعتمد عليه كليًا ليضمن أني لن أستغني عنه.. حتى أنه يذهب إلى السوق لشراء كل ما يحتاجه المنزل.. اصطحبته معي إلى القاهرة..

فرح جدًا بشقتي هناك في الحي العاشر في مدينة نصر، والتي طلبها لي الأديب (يوسف القعيد) عن طريق مقالة في مجلة الأهرام الاقتصادي، وقد قطع الكفراوي وزير الإسكان أجازته ليسلمها لي..

خاصة بعد أن كتب (سمير رجب) أيضًا أنني أسافر يومًا من المنصورة إلى القاهرة، وأنني خجلت ومنعني حيائي من أن أتقدم بالمذكرة التي في جيبي الرئيس محمد حسني مبارك أثناء تكريمي في مسرح الجلاء لأطلب لي مقرًا في القاهرة..

إبراهيم رضوان (حسين إبراهيم) (8).. (نرجس) تحضر حفل تكريمى من حسنى مبارك
وهل من ينتظر الرئيس ينتظره هنا؟

بمناسبة حسني مبارك

في يوم التكريم.. طلب مني (حسين إبراهيم) أن يحضر لمقابلة الرئيس ليخبره أن والدته عندها 80 سنة ومطلوبة في بيت الطاعة، وعليه أن يلغي هذا القانون.. قائلًا لي: إن نرجس ستفرح جدًا إذا شاهدته وهو يصافح حسني مبارك في التلفزيون..

ظننت من تكرار الاسم أن نرجس هذه والدته.. فكرت في ترضيته معتمدًا على أن الحرس سيمنعونه منذ البوابة الأولى، والتي بالفعل استوقفوني عندها يسألونني:

(ما اسمك؟).

قلت لهم: (إبراهيم رضوان).

قالوا لحسين: (وأنت؟).

قال لهم: (أنا الدكتور (حسين إبراهيم) المسؤول عن إعداد الأغذية لسيادة الرئيس (مبارك).. الغريب في الأمر أنه استطاع أن يقتحم 18 بوابة بدون أن يخرج بطاقته وبدون أي مشكلة!!.. سألته عن السر فأجاب مبتسمًا: إن دعوات نرجس تحميه من كل شر.. لكنه أثناء محاولته اجتياز البوابة رقم 19 استوقفته المخابرات يسألونه عن صفته وبطاقته.

وحينما طالعوا الدفاتر لم يجدوا له اسمًا فيها، فأمروه في غضب بالعودة قبل أن يتم القبض عليه واتهامه بالتسلل إلى مقر الرئيس لاغتياله..

خرج (حسين إبراهيم) وقال لي: إنه سينتظرني في الخارج، رغم إني طلبت منه أن يأخذ مفتاح الشقة ويسبقني إليها..

دخلت إلى مسرح الجلاء.. ذهبت إلى كشك المشروبات.. أحضرت أحد الكراسي الخشبية وطلبت بعض المشروبات.. حضر (مدحت صالح) لكي يأخذ بعضها أيضًا.. تبادلنا التحية وسألني:

–        لماذا تجلس هنا يا أستاذ؟

–        أنا بانتظار حسني مبارك لكي يكرمني.

–        وهل من ينتظر الرئيس ينتظره هنا؟

–        أين كنت سأنتظره إذن؟

–        من سيكرمون في هذه الليلة متواجدين الآن في حجرة الشؤون المعنوية التابعة للقوات المسلحة.

إبراهيم رضوان (حسين إبراهيم) (8).. (نرجس) تحضر حفل تكريمى من حسنى مبارك
نادية مصطفى

أغنية (سلامات سلامات)

ذهبت معه إلى هناك حيث تجمع بالفعل مجموعة كبيرة من الفنانين المشاركين في الاحتفال.. كنت مشاركًا بأغنية (سلامات سلامات) التي ستغنيها (نادية مصطفى) من ألحان (جمال سلامة).. جلست معهم حتى انتهت (نادية مصطفى) من غناء الأغنية التي تابعتها مباشرة في التلفزيون الموجود معنا في الحجرة.. الكل بدا يهنئ نادية حين جاءت تصافحنا، وفجأة قالت لي وهي تكاد تبكي:

–        لماذا لا تهنئني على نجاح الأغنية يا حضرة الشاعر، رغم أنك أنت الذي كتبتها؟..

لم أجد جوابًا فأكملت نادية في تأثر بالغ:

–        هل أقول لك أنا عن السبب؟ السبب أنني (نص نص) بالنسبة للسيدة شادية التي غنت لك في العام الماضي أغنية (وحياة رب المداين).

اعتذرت لنادية أنني بطبعي خجول ولا أجيد المجاملة.. رغم إدراكي أن الوسط الفني يعيش على النفاق أو لعديد من العيوب الأخرى..

صافحتني المطربة (منى عبد الغني) وكانت تراني لأول مرة.. قالت لي: نفسي أعمل معاك حاجة غير أوبريت (يا جريد النخل العالي).. قلت لها في براءة: (وأنا كمان والله يا منى، نفسي أعمل معاكي حاجة)، انطلق الضحك من كل الموجودين الذين قالوا لها: (مش هاتعرفي تسلكي مع الشاعر إبراهيم رضوان)، رغم أنني لم أنتبه إلى مغزى ضحكاتهم إلا فيما بعد..

لم أرتح يومًها لشخصية المغني السوري الأصل وزوج نادية مصطفى الفنان (أركان فؤاد)، الذي اشتهر بعد أغنية (بدنا نتجوز ع العيد).. رغم أنه غنى لي أغنية (ع الفرسة وراك)..

نادوا اسمي.. أسرعت في اتجاه القاعة التي يجلس فيها الرئيس.. استوقفتني المخابرات قبل أن أدخل، وطافوا بجهاز يشبه الميكروفون على حقيبتي الجلدية الصغيرة التي اعتدت حملها في كل مكان.. طلبوا مني أن أسلمهم الحقيبة على أن يسلموها لي بعد مقابلة الرئيس..

فقلت: (إنكم قمتم بالكشف على الحقيبة ولم يتضح لكم أن فيها متفجرات أو قنابل).. صممت على عدم تسليمها لهم بحجة أن بها كل متعلقاتي الشخصية وكل أوراقي.. أصروا علي أخذها.. أقسمت أنني لن أدخل بدونها..

بعد النداء على اسمي أكثر من مرة سمحوا لي بالدخول، ليتفاجأ حسني مبارك بدخول شاب عليه وفي يده اليسرى حقيبة.. صافحني في ريبة دون معانقة كما فعل مع من سبقوني.. لفت نظري أن الرجل كان ينظر نحوي بكراهية شديدة جعلت القشعريرة تنتابني.. بعكس السيدة (سوزان مبارك) التي استقبلتني بحفاوة باسمة هى والمشير أبو غزالة وزوجته وسائر الموجودين..

كان (فتحي عبد الستار) من أعز أصدقائي ينقل الحفل على الهواء.. تعمد أن يتوجه بالكاميرا نحوي منذ دخولي حتى انتهت المقابلة وخرجت من المسرح.. مئات السيارات الفارهة في انتظار الفنانين..

بحثت عن (حسين إبراهيم) لنعود إلى شقتنا على الأقدام.. قال لي (حسين إبراهيم) مبتهجًا وكأنه كان يتابع كل تفاصيل الحفل: إن نرجس سعيدة جدًا لهذا التكريم.. أخبرته أنني شخصيًا لست سعيدًا به..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.