رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

علي عبد الرحمن يكتب: (الإعلام) صداع مجتمعي!

علي عبد الرحمن يكتب: (الإعلام) صداع مجتمعي!
مازالت ماكينات (الإعلام) تدور كدوران الثور في الساقيه

بقلم الإعلامي: عبد الرحمن

يعد (الإعلام) – أكاديميا – رائدا للتنوير والتثقيف والترفيه وبناء المجتمعات، وتطبيقيا معلما ومربيا وناصحا ودافعا للأمام، ولكنه عندنا يبعد كثيرا عن الأكاديمية والتطبيق.

فلا دراساتنا في كليات ومعاهد (الإعلام) يتم تطبيقها، ولا تطبيقات الإعلام علي أرض الواقع تمت بصله لأصول المهنه وقيمها، مما جعل إعلامنا غير مرضي عنه من كافة شرائح المجتمع؟

وقد بح صوت الجميع من أخطاء (الإعلام) فلا هو يربي ولا ينور ولا يثقف ولا يحفز ولا يعبر عن دولة وطموحاتها وتحديات المرحله،فقد إنغمس إعلامنا في ما يهمه من ملاسنات وشائعات وخرافات وطبخ وتسفيه وتسطيح وضآلة محتوي وعجز عن المنافسة.

ورغم كل ذلك مازالت ماكينات (الإعلام) تدور كدوران الثور في الساقيه فلا هو يري ما أمامه ولا هو يتوقف ولا هو يدري لماذا يدور هكذا مغطي العينين، ورغم نداءات القياده والحكومه ونواب الشعب وأساتذة وخبراء (الإعلام) والمواطنين بضرورة إصلاح المسار فمازال الثور يدور ومازالت الساقيه تسحب ماءا.

ورغم كثرة الوسائل الإعلاميه المتشابهة، ورغم ثبات الوجوه علي الشاشات ورغم الإسراف في الإنفاق ورغم ضعف المحتوي وتسطيحه، ورغم الخروج من دائرة المنافسه وطبعا مسار الريادة.

رغم كل ذلك لم يحرك ذلك ساكنا لدي أهل (الإعلام)!، هل لأنهم معزولون عن مجتمعهم؟، أم لأن (الإعلام) لم يعد له أب يوجهه؟، أم لتعدد جهات التوجيه التي أضاعت بوصلته؟ أم لأن الهدف ماديا وليس وطنيا؟، أم لغياب خبرات مقصاه عن المشهد؟، أم لغياب صناع محتوي وتخطيط وتسويق وتوزيع عن المشهد؟

المهم أن لدينا مشكلة في المحتوي الإعلامي طالت صورة الدولة ووصلت لأبنائها في الخارج وشوهت كثير من قيمنا وزرعت كثير من السلوكيات المدمرة وأحبطت كثير من جماهيرنا.

علي عبد الرحمن يكتب: (الإعلام) صداع مجتمعي!
لم يثر حفيظة أهل (الإعلام) التغول الحاصل إعلاميا في منطقتنا في مجالات البث والإنتاج

صورة أفضل لإعلام الغد

وأمام كل ذلك لم يسارع المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام ولا هيئات (الإعلام) ولا نقاباته ولا كلياته ولا خبرائه بعقد أحداث ترصد هذا الخروج عن صحيح الطريق، وتضع تصورا علميا واقعيا لصورة أفضل لإعلام الغد، ولا أصبح عندنا دليلا لإعلام الجمهورية الجديدة وعصر التحول الرقمي.

ولم يثر حفيظة أهل (الإعلام) التغول الحاصل إعلاميا في منطقتنا في مجالات البث والإنتاج ومحاولات السيطرة على العقول ومحاولات استدعاء الماضي من ممالك وامبراطوريات، ولا حتي جودة الإنتاج ورسائله التي تسوق لدوله ومموليه ولا هذا الكم من التراجع في المحتوي وتنوعه وتأثيره؟

وبعد أن فاض الكيل، وانفلت لجام التوجيه، وعاش (الإعلام) من خلال محتواه البرامجي والدرامي عاش يلهو ويشوه وينشر سلوكا فاسدا، تدخلت القيادة في إفطار العائلة المصريه من العام الماضي لتوجه بأن الدراما تجاوزت كل الخطوط فلسنا مجتمع عشش وعشوائيات ولسنا تجار آثار وحشيش ومواد مخدره ولسنا مجموعة من الخونة والمتآمرين والبغاة.

وليس هذا مجتمعنا أصلا، كيف والدراما مرآة الواقع، أي واقع هذا ومن أين أتو به؟، وأين جهات مراجعة النصوص وجهات المشاهدة قبل البث؟، بل وأين ضمائر الوطنيين الخائفين علي صورة المجتمع وأهله،وجاء التوجيه الرئاسي بضرورة إصلاح المشهد الدرامي ليعبر عن حقيقة مجتمعنا المعتدل المتعايش البسيط المكافح الطامح في غد أفضل، المتماسك إجتماعيا وأخلاقيا ودينيا.

وكالعادة تم عقد اللجان وتعددت اللقاءات وتدخلت الحكومه والوزارات المختصة والهيئات، وعلا ضجيج الدراما والحديث عن مستقبلها وتوصيات الغد وخارطة الطريق القويم.

ثم نام الجمع فلم نر وثيقة ولا توصيات ولا خطه ولا حوار مجتمعي ولا أي إصلاح في مسار الدراما حتي أطلت علينا الميديا ببوادر مسلسلات رمضان القادم، فإذا هى أجزاء تكمل مسلسلات سابقه بنفس الوجوه ونفس المحتوي وكأن شيئا لم يكن وكأنه لايوجد توجيه سابق بإصلاح المسار وكأنه لم يجتمع احد ولم تناقش أية مشكلات.

ولم يلتقي أهل الدراما ولم يكن من شئ ننتظر خروجه من هذه الاجتماعات واللجان وأكملت ماكينة الدراما دوانها كالثور المغطي عينيه في الساقيه.واعلنت علي مسلسلات رمضان القادم.

علي عبد الرحمن يكتب: (الإعلام) صداع مجتمعي!
تمادي (الإعلام) في سطحيته وتفاهاته، تاركا مهمة الثقافه والتنوير وتاركا مهمة التوثيق والأرشفة

تمادي (الإعلام) في سطحيته

ثم تمادي (الإعلام) في سطحيته وتفاهاته، تاركا مهمة الثقافه والتنوير وتاركا مهمة التوثيق والأرشفة، ومعرضا عن شرائح أطراف الوطن، ومتناسيا ضعف محتواه وناسيا فقدانه للريادة، وخارجا من سباق المنافسه ومهرولا نحو الخرافات والملاسنات والشائعات، وغير مدرك لتحديات (الإعلام) من حولنا.

وثانية تدخل السيد الرئيس مطالبا بخطة لتطوير (الإعلام) وبخارطة طريق لإصلاح مساره، وكالعاده دارت اللجان والإجتماعات، وانتشرت التصريحات، وتدخلت الحكومه لمتابعة ماتم من إجراءات نحو تصويب مسار(الإعلام)، ونحو دليل عصري لإعلام مصر يلائم جمهوريتها الجديده ويناسب قيمتها وقامتها.

ويسترد لها ريادتها المفقودة ويعيدها فائزة إلي مارثون المنافسه الإعلاميه، يقدم محتوى جيدا، متنوعا، يحقق حرية إعلامية، ويصاحبه تغيير الوجوه، وإشراك الخبرات التي تم إقصاؤها، وإفراد مساحه للرأي الآخر، ناقلا للبيانات والحقائق، وإلا يتم تهميش المواطن أو تغييبه.

ومازال الإعلام بمشاكله وإخفاقاته وعدم تلبيته لتطلعات الوطن وطموحات أهله يمثل صداعا مجتمعيا يستهلك كثيرا من طاقتنا وجهدنا من أجل إصلاحه.. حمي الله مصر، وأصلح إعلامها، وتحيا دوما مصر.. اللهم آمين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.