رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(يخلق من الشبه أربعين).. تتشابه الوجوه، لكن الروح لا تتكرر

(يخلق من الشبه أربعين).. تتشابه الوجوه، لكن الروح لا تتكرر
كما تتكرر الزهور في الحقول في إطار (يخلق من الشبة أربعين)،
(يخلق من الشبه أربعين).. تتشابه الوجوه، لكن الروح لا تتكرر
رضا العربي

بقلم الفلكي: رضا العربي

يخلق من الشبه أربعين: فلسفة الوجوه المتكررة لا أدري إن كانت هذه العبارة مثل شعبي أم حكمة فلسفية توارثناهاعبر الأزمنة المختلفة لكني بحدثي اعتبرها مثل شعبي موروث يقول المثل الشعبي: (يخلق من الشبه أربعين).

جملة قصيرة، لكنها تحمل من العمق ما يجعلها أقرب إلى حكمة كونية لا إلى مثل دارج، فالدهشة التي تعترينا حين نرى وجهًا يشبه آخر ليست مجرد انفعال عابر، بل مواجهة مباشرة مع لغز الوجود: كيف يستطيع الخالق أن يعيد تشكيل الملامح مرارًا، وكأن الوجوه نماذج متكررة.

ومع ذلك لا يفقد كل إنسان فرادته؟ الوجه البشري هو البوابة الأولى إلى الإنسان.. فيه تُكتب الحكايات الصامتة: خطوط الجبهة، انكسارات العينين، ارتعاش الفم.. لكنه، مهما بلغ من قوة التعبير، يظل سطحًا لا يكشف سوى القليل، ومع ذلك (يخلق من الشبه أربعين)

وحين نقع على شبيهٍ لشخص نعرفه، فإننا نرتبك: أهو هو؟ أم أن الذاكرة تلعب بنا؟ عندها نتعلم أن التشابه خداع بصري، وأن الروح – تلك التي لا تُرى – هي وحدها التي تكتب الاختلاف الحقيقي.

التكرار، والدوران هما قانونا الكون.. النهار يشبه النهار، والفجر يتكرر كل صباح، والأمطار تعود في مواسمها، ومع ذلك يظل لكل يوم نكهته الخاصة، ولكل مطر أثره المختلف. على هذا النحو يتجلى الإنسان: تتكرر الوجوه كما تتكرر الزهور في الحقول في إطار (يخلق من الشبة أربعين)، لكن لا زهرة تشبه الأخرى في عبيرها، ولا إنسان يشبه الآخر في جرحه أو في فرحه. حين نلتقي شبيهًا، فإننا لا نلتقيه وحده، بل نلتقي ذاكرتنا.

نسقط على ملامحه ما اختزنّا من مشاعر تجاه الأصل: حبًا كان أم بغضًا، حنينًا أم خيبة. وكأن الشبيه لا يعيش بذاته، بل يعيش بما نحمله نحن في داخلنا.. إنه مرآة تعكس أعماقنا أكثر مما تعكس صورته. الثقافات كلها عرفت الشبيه. في الغرب ظهر (الدوبلغانجر)، القرين أو الظل الذي يلاحق الإنسان، علامة على قدره أو نذيرًا بمصيره.

(يخلق من الشبه أربعين).. تتشابه الوجوه، لكن الروح لا تتكرر
تتردد أصداء الحديث الشريف: (الأرواح جنود مجندة

الأرواح جنود مجندة

وفي تراثنا العربي، تتردد أصداء الحديث الشريف: (الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف).. هنا لا يكون التشابه في الوجه فقط، بل في جوهر الروح، وكأن الأرواح ذات أنساق متشابهة تتجاذب بعضها بعضًا عبر حجاب الجسد.

 لكن، أين تكمن الفرادة؟ إذا كان من الممكن أن نجد أربعين وجهًا يشبه وجهنا، فماذا يبقى لنا؟ يبقى ما لا يُستنسخ أي: التجربة.. فكل إنسان نصّ غير مكتمل، قصيدة لا تُكتب مرتين. قد تُشبهني الملامح مع غيري، لكن لا أحد يشبهني في دمعة بكيتها، أو ذكرى أحملها، أو لحظة انتشاء عابرة لا يعرفها سواي.. المثل الشعبي، في جوهره، ليس احتفاءً بالتكرار بقدر ما هو تأكيد على التفرّد.

إنه يقول: نعم، قد تتشابه الوجوه، لكن الروح لا تتكرر.. وما الإنسان إلا توازن دقيق بين الظاهر المتكرر والباطن الفريد.. إن (يخلق من الشبه أربعين).. ليست جملة نلقيها عند المصادفة في الشارع، بل حكمة فلسفية تُذكّرنا بسرّ الوجود: أن الخالق جمع بين القدرة على التكرار بلا نهاية، وبين القدرة على منح كل كائن نكهته الخاصة، مع انه (يخلق من الشبه أرعين).

 تتشابه الوجوه كالأمواج، لكن كل موجة تحمل ماءها، وحركتها، ورحلتها الخاصة.. هكذا نحن: قد (يخلق من الشبه أربعين)، لكننا في النهاية لا نُخلق إلا مرة واحدة.. جميل هذا الكلام لكن مع الأسف العلم الفلكي نسفه نسفا نحن البشر نتكرر ولنا أشباه بل نسخ كربونية وتكرر بعدد معين ثابت عبر الازمنه وهو أربعين مرة كيف هذا ومتي يحدث وما أصل الحكاية.. انتظروني ف المقال القادم أنا وأنا وأشباهي الكونية من نجوم الفن والأدب والصحافة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.