كتبت: سدرة محمد
نشرت قناة ON أمس الأحد، البرومو الترويجي لبرنامج (كلمة أخيرة) حيث ظهر الإعلامي (أحمد سالم) في الفيديو استعدادًا لتقديم البرنامج خلال الفترة المقبلة، ويُعد برنامج (كلمة أخيرة) الذي كانت تقدمه الإعلامية الكبيرة (لميس الحديدي) أحد أبرز البرامج الحوارية في مصر، وناقشت من خلاله العديد من الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المهمة التي تمس المواطنين.
وكانت أعلنت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، إيقاف برنامج الإعلامية لميس الحديدي (كلمة أخيرة) عن العرض على قناة ON، وذلك بعد نحو 15 يومًا من توقف بثه المفاجئ، عقب إذاعة حلقة تناولت حادث التصادم على الطريق الدائري الإقليمي، الذي أسفر عن وفاة 18 فتاة من جامعات العنب أثناء أعمال صيانة للطريق.
وقالت الشركة في بيان رسمي إنها اتفقت مع (لميس الحديدي) على عدم تجديد التعاقد، وأضاف بيان الشركة على لسان (الحديدي) أنها توجه الشكر للشركة المتحدة، إلا أن هذا الشكر لم يرد في البيان الصادر عن الحديدي نفسها عقب بيان الشركة؛ إذ اكتفت فيه بتوجيه الشكر لفريق عمل البرنامج والجمهور فقط.
اختلاف الصياغة بين البيانين يشي بأن إنهاء التعاقد لم يكن بالتراضي، وهو ما أكدته مصادر من داخل فريق البرنامج وفريق عمل قناة ON موضحة أن إلغاء البرنامج جاء بعد خلاف حول الخطوط الحمراء بعد تغطية حادث الطريق الإقليمي، وليس مجرد عدم اتفاق على تجديد التعاقد لخلاف مادي أو بنود التعاقد.
الحلقة التي تسببت في الأزمة
في السبت 28 يونيو الماضي، ظهرت (لميس الحديدي) في أول حلقة من برنامجها (كلمة أخيرة) بعد حادث التصادم على الطريق الدائري الإقليمي، الذي راح ضحيته 18 فتاة من جامعات العنب، على طريق يشهد أعمال صيانة وإصلاحات رغم افتتاحه قبل 6 سنوات فقط.
تضمنت الحلقة متابعة إخبارية موسعة للحادث. وطالبت (لميس الحديدي) خلال الحلقة بضرورة محاسبة المسؤولين عن تحويل الطريق إلى (طريق موت)، وقالت في مقدمة برنامج (كلمة أخيرة) : (لازم حد يُحاسب في العلن، وليس في السر، خَلّوا الناس قلبها يبرد، خَلّوا الناس تشعر بالعدل، خَلّوا الناس تحس أننا في دولة قانون بجد).
وانتقدت غياب رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي عن تقديم واجب العزاء لأسر الضحايا في المنوفية، كما لفتت إلى أن (مدبولي) لم يتطرق في المؤتمر الصحفي الذي عقده صباح يوم الحادث إلى الكارثة من الأساس.
لم تكتفِ (الحديدي) بذلك، بل استضافت المتحدث باسم محافظة المنوفية هاتفيًا، والذي قال نصًا: (الطريق لا يتبع المحافظة أو وزارة النقل، بل يتبع في إدارته الشركة الوطنية للطرق التابعة للقوات المسلحة).
استمرت (لميس الحديدي) في تقديم برنامج (كلمة أخيرة) خلال أيام 29 و30 يونيو، وحتى الثلاثاء 1 يوليو، وهو نهاية الحلقات الأسبوعية، إذ يُعرض البرنامج أربعة أيام أسبوعيًا، من السبت إلى الثلاثاء، لكن في السبت التالي، 5 يوليو، لم يظهر البرنامج كالمعتاد، واستمر منعه من البث حتى إعلان الشركة المتحدة قرارها بعدم تجديد التعاقد مع الحديدي، اليوم 16 يوليو الجاري.
التوقف الثاني للبرنامج
جدير بالذكر أنه لم يكن إيقاف برنامج (كلمة أخيرة) في 1 يوليو الجاري هو الأول؛ إذ سبق أن أوقفت القناة البرنامج في يوليو من العام الماضي 2024، بزعم تطوير و(رفع كفاءة) برامج التوك شو في الشركة المتحدة، ولم يعد البرنامج إلى الشاشة إلا في يناير 2025.
عقب التوقف الأخير للبرنامج في 1 يوليو، عقدت لميس الحديدي اجتماعًا مع إدارة الشركة المتحدة، التي عرضت عليها عدة خيارات لاستمرار البرنامج، من بينها خضوعه لرقابة مشددة، والالتزام بسيناريو معدّ سلفًا لا تخرج فيه عن النص أثناء البث، بحسب مصدر في القناة.
رفضت (الحديدي) ما وصفته بـ (التدخلات الكبيرة) في عملها، وطلبت إما عودة البرنامج بوضعه السابق مع الحفاظ على سقف تحريري مقبول، أو إنهاء التعاقد بالتراضي، مؤكدة أنها تشعر بـ (عدم الارتياح).
وانتهى الاجتماع باتفاق على المغادرة، مع الإعلان بأن السبب هو (عدم الاتفاق على تجديد التعاقد) كحل توافقي يحفظ ماء الوجه للطرفين.