رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

في مئوية (هدى سلطان) نكشف سر إخفاء ألبوم صور(إمرأة في الطريق) عن فريد شوقي!

في مئوية (هدى سلطان) نكشف سر إخفاء ألبوم صور(إمرأة في الطريق) عن فريد شوقي!
قدمت (هدى سلطان) عبر مشوارها القصير مع الغناء، روائع غنائية لا تنسى

بقلم الكاتب الصحفي: أحمد السماحي

نحيي هذه الأيام مئوية الفنانة الكبيرة متوحشة الموهبة (هدى سلطان) التى برعت في الغناء والتمثيل في آن واحد، فهى من أصحاب الأصوات المبهجة التى تفتح شهية المستمع للاستماع، وما أن تتذوق الأذن صوتها حتى تتأهب كل المشاعر لإلتهامه واستيعاب كل نبرة فيه.

قدمت (هدى سلطان) عبر مشوارها القصير مع الغناء، روائع غنائية لا تنسى، مثل (إن كنت ناسي أفكرك، لاموني، يا ضاربين الودع، الدنيا أيه من غير أمل، من بحري وبنحبوه، رجع الهوى تاني..

وعمري ما دقت الحب، يا حلاوة الورد، يا جمال الورد، على باب حارتنا الواد القهوجي، أمم جمال ولا تخف،  طول ما أنت معانا ياريس، يا ولاد اتلموا، أنا حرة مانيش عايزة أصالحك) وغيرها من الأغنيات التى تألقت وهي تؤديها.

في مئوية (هدى سلطان) نكشف سر إخفاء ألبوم صور(إمرأة في الطريق) عن فريد شوقي!
هدى سلطان.. في أرابيسك

شهادة أسامة أنورعكاشة

كما برعت (هدى سلطان) في التمثيل وجسدت نماذج مختلفة للمرأة المصرية من مختلف الطبقات، سواء في السينما أو التليفزيون أو المسرح، وإن كانت الذاكرة المصرية لا تحفظ لها أعمالها المسرحية مثل (وداد الغازية، الحرافيش، الملاك الأزرق، 8 ستات) وغيرها لأن التليفزيون لم يعرض لها أي مسرحيات بسبب سرقة تراثه!

لكن الحمد الله أن السينما والتليفزيون حفظت لنا أرشيف هذه الفنانة المعجونة بالموهبة، التى قال عنها الكاتب الكبير (أسامة أنور عكاشة): (اكتشفت من خلال أدائها للشخصيات التى كتبتها لها أنها موهبة ضخمة، إستطاعت أن تدعم الموهبة بنوع من الذكاء الفطري..

وأستطيع أن أقول أنها تتمتع بذكاء الأداء في تناول الشخصية، تعرف بالتحديد ماذا يريد الكاتب من الشخصية التى كتبها، وتضبط أداءها على مقاسها تماما، بلا مبالغة وبلا إسترخاء في تشخيصها).

في مئوية (هدى سلطان) نكشف سر إخفاء ألبوم صور(إمرأة في الطريق) عن فريد شوقي!
من منا ينسى لها (نفيسة هانم) في رائعة (ليالي الحلمية)

عظمة موهبتها في التليفزيون

رغم موهبتها الضخمة التى يقول عنها الكاتب (أسامة أنور عكاشة)، لكن هذه الموهبة شديدة التنوع والإختلاف والتمرد لم تظهر واضحة مضيئة في السينما ـ باستثناء أفلام قليلة ـ لكنها ظهرت في التليفزيون بقوة.

من منا ينسى لها (نفيسة هانم) في رائعة (ليالي الحلمية) فهي هنا المرأة التى تعيش في قصور، وعلى قمة الهرم الاجتماعي، لكنها لا تنظر من أعلى على من يسكنون عند السفح، وإنما تنزل إليهم لأنها ببساطة تعرفهم وتفهم جوهرهم وتتواصل مع قيمهم وتؤمن بها مثلما تتعاطف وتتفهم مشاكلهم.

ومن لم يشعر بالحميمية الشديدة والحب، وهو يتابع (أم حسن) في مسلسل (أرابيسك) الأم القوية التى تسكن في حي شعبي، والممسكة بمقاليد الأمور، صاحبة العقل المدبر والباع الطويل من تجارب الحياة التى أمدتها بزاد كان زوادها في رحلة الأيام.

ومن لا يذكر الحاجة (آمنة بنت بحري) في رائعة (زيزينا) زوجة الأب والأم التى تتحمل نزوات الزوج، وبطشه المعنوي لها وتبعة سلوكه المنفلت، وتربي أولاده من زوجاته الآخريات بنفس الأخلاص.

ويظل الزوج كما هو يتحرك في كل اتجاه من أجل إدارة وكالته التجارية، أو وراء نزوات قلبه، وتبقى هي في مكانها داخل البيت ـ القلعة ـ التى يجب أن تبقى صامدة.

ومن منا لم يمنحها شهادة التفوق ووسام الحب والأعجاب وهي تؤدي دور الأم القوية (فاطمة تعلبة) في مسلسل (الوتد) التى تشد أزر الأسرة حتى لا تشرد أو تتوه أو تفقد مكانتها وسطوتها.

في مئوية (هدى سلطان) نكشف سر إخفاء ألبوم صور(إمرأة في الطريق) عن فريد شوقي!
من أهم الأفلام التى قدمتها (هدى سلطان) ويعتبر نقلة فنية لها

إمرأة في الطريق

من أهم الأفلام التى قدمتها (هدى سلطان) ويعتبر نقلة فنية لها، ولكل من شارك في بطولته، وكتابته، وإخراجه، فيلم (إمرأة في الطريق)، حيث وصلت في هذا الدور إلى درجة الدهشة الفنية، وكانت تجسيدا لصورة الغريزة الطبيعية المطلقة.

فهي (لواحظ) غازية الموالد سيئة السمعة التى تزوجت من شاب ضعيف فاسد ومدلل يهيم بها غراما، وينصاع لأوامراها كالطفل، ويتحول بتأثير سحرها الأنثوي الطاغي إلى (شرابة خرج)!، وبالتعبير البلدي لا يملأ عيونها!.

وقد تزوجته لكي تصبح بالقرب من شقيقه (صابر) القوي المليئ بالرجولة والشهامة، الذي يرفض حبها وتوسلاتها ومحاولاتها المستمرة في الإيقاع به.

وكانت طوال الفيلم تمثل الغواية، المشتعلة بنار الحب والشهوة الحسية، واستطاعت بأنوثتها الطاغية وقوة موهبتها أن تكون هي (لواحظ) على مستوى الشكل والمظهر الخارجي، وعلى مستوى التفاصيل الصغيرة الموحية، مثل تأوهاتها من سخونة الأرض التى تسير عليها وهي حافية القدمين.

أو في حركة الساقين العاريتين وهي تضرب بهما في الماء، أو شفايفها وهي (تلوك اللبانة)، وغيرها من التفاصيل التى إشتغلت عليها وأكدت موهبتها، وهي في قمة فتونتها الأنثوية.

في مئوية (هدى سلطان) نكشف سر إخفاء ألبوم صور(إمرأة في الطريق) عن فريد شوقي!
إخفاه الجميع خوفاً من غضبه بسبب المشاهد الساخنة بين زوجته (هدى سلطان)

يخفون الصور من وحش الشاشة

عن هذا الفيلم يقول (رشدي أباظة) في كتاب (رشدي أباظة .. أسطورة الأبيض والأسود): كان عام 1958 هو عام السعد والسعادة علي.

 فقد كان صديقي المخرج (عز الدين ذو الفقار) الذي قدمني في أربعة أفلام يعد لفيلم جديد بطولة (فريد شوقي وهدى سلطان وشكري سرحان، وكي رستم) بعنوان (امرأة في الطريق).

ونظراً لانشغال (فريد) بالعمل في أكثر من فيلم رشحني (عز الدين ذوالفقار) لبطولة الفيلم، ورغم حاجتي لهذا الدور الصعب والمتميز في تلك الفترة إلا أنني رفضت قبول الدور قبل استئذان صديقي (فريد شوقي) الذي رحب بهذا الترشيح.

وليس هذا فقط، ولكنه تمنى لي النجاح في التجربة الصعبة، وقال لي أنه الذي رشحني لمخرج الفيلم الذى سعد جدا بهذا الترشيح!.

وفي أحد أيام التصوير، جاء (وحش الشاشة) إلى موقع التصوير في طريق مصر- إسكندرية الصحراوي، وفور وصوله طلب الاطلاع على ألبوم صور الفيلم.

 فأخفاه الجميع خوفاً من غضبه بسبب المشاهد الساخنة بين زوجته (هدى سلطان) وبيني، ولكن الأمر لم يظل سراً، فعند عرض الفيلم الذي حقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً، ارتفعت أسهم نجوميتي وأصبح أتصدر قائمة نجوم الشاشة العربية.

في مئوية (هدى سلطان) نكشف سر إخفاء ألبوم صور(إمرأة في الطريق) عن فريد شوقي!
نجح الفيلم وكان نقطة انطلاق لبطل جديد على الشاشة هو (رشدي أباظة)

فريد شوقي يتحدث

عن فيلم (إمرأة في الطريق) يقول (فريد شوقي) في مذكراته التى كتبتها الناقدة الكبيرة (إيريس نظمي): لم يعد شرطا أن أظهر مع زوجتى (هدى سلطان) فى نفس الأفلام.

 وذات ليلة قالت لي هدى: أريد أن ألعب دور البطولة فى هذه القصة، وأشارت إلى سيناريو وحوار (إمرأة في الطريق) الذي أضعه مع سيناريوهات آخرى بجوار سريري.

 وقالت لي: (لازم يا فريد تنتج قصة هذا الفيلم)، ووافقتها، وبدأنا الإعداد للفيلم، وبدأت الصحف والمجلات تكتب عن بطولتي للفيلم، لكنني وجدت نفسي في حيرة، لإننى كنت مرتبطا ببطولة مجموعة من الأفلام وبدأت تصوير بعضها بالفعل.

 ولا يوجد لدي وقت لتصوير فيلم آخر هو (إمرأة في الطريق) فبعت القصة والسيناريو والحوار للمنتج الصديق (حلمي رفلة)، ورشحت صديقي النجم (رشدي أباظة) لدوري فى الفيلم وهو (صابر).

ونجح الفيلم وكان نقطة انطلاق لبطل جديد على الشاشة هو (رشدي أباظة)، وقد تندهشون اذ قلت لكم أنى لم أشاهد هذا الفيلم حتى الآن، ففيه بعض المشاهد والمواقف المثيرة التى لا تعجبني كزوج غيور.

في مئوية (هدى سلطان) نكشف سر إخفاء ألبوم صور(إمرأة في الطريق) عن فريد شوقي!
هدى سلطان في (عودة الابن الضال)

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.