كتبت: صبا أحمد
أُقيمت مساء يوم الأحد الماضي 17 أغسطس، على قاعة السينما في مسرح (الرشيد) في العراق، أربعينية الفنانة الراحلة (إقبال نعيم)، بحضور معاون المدير العام السيد كاظم الزبيدي، الذي ألقى كلمة نيابة عن الدكتور جبار جودي مدير عام دائرة السينما والمسرح ونقيب الفنانين العراقيين، استذكر فيها مسيرة الفقيدة الزاخرة بالعطاء والإبداع في مجال المسرح والفن العراقي.
وشهدت مناسبة أربعينية (إقبال نعيم) حضور عدد كبير من أهل الراحلة، وزملائها، وأصدقائها، ومجموعة من كبار الفنانين والمحبين، الذين عبّروا عن حزنهم العميق لفقدان قامة فنية وأكاديمية أثرت الساحة الثقافية لعقود طويلة، سواء من خلال أعمالها المسرحية أو عبر دورها الأكاديمي في إعداد أجيال جديدة من المبدعين.
وتخللت فعالية أربعينية (إقبال نعيم) كلمات تأبينية وشهادات حية من زملاء درب الراحلة، سلطت الضوء على إرثها الفني، وإنجازاتها في الإخراج المسرحي، ودورها الريادي كإحدى أبرز الشخصيات النسائية في مجال الثقافة والفنون في العراق.
وتضمنت الفاعلية ايضاً عرض فلم تناول أبرز محطات بداياتها الفنية، وحتى آخر اعمالها من اعداد الفنان حسين زنكنة.
المولد والبدايات
يُذكر أن الدكتورة (إقبال نعيم) وُلدت في العاصمة بغداد في يناير عام 1958، وهي شقيقة الفنانة والمخرجة المسرحية عواطف نعيم، وتخرجت في معهد الفنون الجميلة ببغداد.
وبدأت مسيرتها الفنية مع فرقة المسرح الحديث، وعدد من الفرق المسرحية المحلية، قبل أن تنضم إلى الفرقة القومية للتمثيل، حيث أثبتت مكانتها كأحد أبرز الممثلات العراقيات على خشبة المسرح.
وعلى مدار حياتها الفنية قدّمت (إقبال نعيم) أكثر من مئة عمل مسرحي، من بينها مسرحية (الرهن) التي حازت عنها جائزة أفضل ممثلة من المركز العراقي للمسرح عام 1985.
وكذلك مسرحية (ألف أمنية وأمنية) التي نالت فيها جائزة أفضل ممثلة في دور ثان عام 1987، كما أخرجت عددا من الأعمال المسرحية وأسهمت في تدريب أجيال جديدة من الفنانين، وشغلت مناصب عدة في الوسط الثقافي، وكانت من الأصوات البارزة في تطوير المسرح العراقي.
ورغم أن ظهورها السينمائي كان محدودا فإن (إقبال نعيم) تركت بصمتها في أفلام مثل (حب في بغداد) عام 1987، و(ستة على ستة) عام 1988، بالإضافة إلى مشاركتها في الفيلم المصري العراقي (مطاوع وبهية) بطولة كرم مطاوع، وسهير المرشدي.
وفي عام 2010 حصلت (إقبال نعيم) على درجة الدكتوراه في الفنون المسرحية من جامعة بغداد لتجمع بين المجالين الفني والأكاديمي، وتواصل مساهمتها في الساحة الثقافية عبر التدريس والمشاركة في الندوات والمؤتمرات المسرحية، وقد ترك رحيلها فراغًا كبيرًا في الوسطين الأكاديمي والفني.
