
بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
يبدو ان شيئا ما لايتحرك في كثير من ملفات العمل الوطني إلا بتدخل مباشر من السيد (الرئيس)، فهو يوجه في ملفات كثيرة وفي أمور يمكن أن تنجزها الحكومة ووزرائها وهيئاتها ومسئوليها .ولكن قدر المسئولية القومية علي كاهل السيد (الرئيس) هو مايدفعه للتدخل المباشر.
وفي ملف الميديا تدخل السيد (الرئيس) من قبل في ملف الدراما رغم أنه كان واضحا للخبراء والمسئولين أن الملف تجاوز كل الخطوط، ولكن لم يتحرك أحد حتي تدخل السيد (الرئيس).
ومن لحظتها دارت ماكينة اللجان والجلسات واللقاءات من الحكومه والوزارات والهيئات ومازلنا في انتظار خريطة طريق الدراما المصريه مستقبلا، وماهى ملامحها ومحتواها ودورها في الحفاظ على هوية مصر وروافد الشخصية المصرية واستعادة الريادة المصرية وقواها الناعمة.
وفي الأسبوع الماضي عقد السيد (الرئيس) لقاءا مع رئيس الحكومة ورئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ورئيسى الهيئة الوطنية للصحافة والهيئه الوطنية للإعلام، ورغم أن مشكلة تراكم ديون المؤسسات الإعلامية، وتأخر مستحقات العاملين فيها، وتردي أحوال بيئة العمل.
وتدني المحتوى المقدم، والخروج من مضمار المنافسة قائم، ومشهد إعلامي لايلائم قامة مصر أبدا، وقصور في التسويق لصورة مصر خارجيا، وفي ربط أبناء الوطن بالخارج بوطنهم، وكثير من حملات التوعيه والتوجيه والتعدديه الإعلامية والتنوع الإعلامي، وربط أطراف الوطن، وشروحات دور مصر الإقليمي.
وتقديم كفاءات مصر وخبراتها، و دعم الهوية وروافدها، والحفاظ علي الشخصية المصرية ومكوناتها، ودعم الانتماء وترسيخه، وبث الأمل في غد أفضل، ومحاربة الشائعات والفتاوى، وتقديم صحيح الدين، وصورة المجتمع الحقيقية، وغياب رؤي القيادات والمنفذين.

تشابه المحتوي وتكراره
وغياب الخطط والأهداف القومية، وتسطيح المحتوى، وتغييب المشاهد، وتشابه المحتوي وتكراره على النوافذ الإعلامية، وضآلة نسب المشاهدة، وقلة الإيردات، وصخامة المصروفات، وإقصاء الخبرات، وتكرار الوجوه، وتسيد المشهد لغير أهل الخبرة والإختصاص، وحالة الرفض وعدم الرضي عن المشهد الإعلامي من القيادة والحكومه والنواب والخبراء والجماهير.
رغم كل ماسبق، ورغم العلم به، ورغم ظهور ملامحه وأثره، لم يتحرك أحد لإصلاح الوضع الإعلامي، اللهم إلا بعض التصريحات عن بعض الأمنيات التي لم تتحقق ولم يتم وضع آليات لتنفيذها قبل التصريح بها!
وما ان تدخل السيد (الرئيس) لإصلاح حال الإعلام ووضع خارطة طريق له، وتحقيق التنوع الإعلامي، والحرية الإعلاميه وعودة الكفاءات والاستعانه بالخبرات، واكتشاف المواهب، وترسيخ الهوية، وتدعيم الشخصية المصرية، وعدم تغييب الشعب، وحرية تداول المعلومات، ورقمنة التراث وحفظه.
وإطلاق المواقع العالمية للإعلام المصري، وإكرام أصحاب المعاشات، واحترام من خدم وطنه في مجاله، من لحظتهاوظهر سيل من التصريحات لإصلاح الحال!، فهل هذا دور الرئيس؟، وهل كل ذلك كان خافيا!
وهل كنا ننتظر تدخل القائد؟، وأين أولي الأمر في الإعلام؟، وماذا سيفعلون بعد التوجيه الرئاسي؟، الأمر يستحق مؤتمرا وحوارا وطنيا للإستفادة بأراء كل الخبرات لصالح الوطن وإعلامه، من أجل خارطة طريق قوميه وخطة إعلامية وطنية محددة الأهداف وآليات التنفيذ والمتابعه وطرق البث ورجع صداه.
والوقوف علي مردود كل ذلك علي مصر وأهلها وريادتها وقواها الناعمة، فالمشهد وتأثيره يستحق حوارا وطنيا مخلصا دون إقصاء أو تشكيك أو مجامله لأصدقاء الدراسة أو السكن أو النادي أو الدفعة.
فمصر أهم وصورتها كذلك، وصوتها وصورتها يستحقون فعل الكثير، ولدينا كثر من خبراء المحتوى والتسويق والإنتاج والريادة والمنافسة والتخطيط والإدارة، وكفانا مجاملة ورد جميل مستحق.

خارطة طريق الإعلام
إن إعلامنا بعافية حبتين وعلينا إيقاظه وإصلاحه وبثه وتقوية تأثيره، وليكن عنوان حوارا الوطني هو (خارطة طريق الإعلام، من كل المصريين) ذوي الصله بصناعة الإعلام وأهله، ولتكن محاور حوارانا هى:
(١) مراجعة عدد الشاشات والمحطات ومحتواها ومدى الحاجه اليها.
(٢) مراجعة الهياكل وما ينقصها من بوكسات عصرية.
(٣) مراجعة منظومة الإدارة والأمية المعلوماتية.
(٤) مراجعة خبرات التسويق والتسعير.
(٥) مراجعة تردي ادوات العمل وبيئته.
(٦) وضع خطه قوميه محددة الأهداف وترجمتها لمحتوي جيد تنافسي.
(٧)وضع آلية تنفيذ ومتابعه وقياسات جماهيريا وبيعيا.
(8) وضع أسس لمنافسة المحتوى واستعادة الريادة، وعودة القوى الناعمة.
(9) أن تضم الخطة محورا برامجيا وآخر وثائقيا وثالث دراميا.
(10) تغيير الوجوه في التقديم والضيوف ومقدمي الخدمة
(11) امتداد التغطية لأطراف الوطن وشرائح شعبه.
(12) مراعاة الحرية الإعلامية والتعددية والتنوع.
(13) ترجمة الخطة لمحتوي يحافظ علي الهوية ويربط أبناء الوطن بالخارج ويعلي قيم العمل والإنتاج والقدوة.
حفظ الله مصر وأعلى صوتها وأصلح إعلامها.. آمين، وتحيا مصر.