رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

مهرجان (العلمين): حفلات الغرض منها نفخ جيوب المطربيين بالمال وليس أكثر من هذا؟!

مهرجان (العلمين): حفلات الغرض منها نفخ جيوب المطربيين بالمال وليس أكثر من هذا؟!
عمرو دياب
مهرجان (العلمين): حفلات الغرض منها نفخ جيوب المطربيين بالمال وليس أكثر من هذا؟!
أنغام

كتب: أحمد السماحي

من المهرجانات التى من المفترض أنها مهمة!، مهرجان (العلمين) الذي بدأ منذ أيام وبالتحديد يوم 18 يوليو دورته الثالثة، ويستمر معنا حتى 29 أغسطس الجاري.

 أقيم المهرجان لأول مرة عام 2023 ، وكان يهدف إلى تنشيط الموسم السياحي الصيفي بالساحل الشمالي لمصر، والترويج لمدينة العلمين الجديدة.

والحقيقة أن مهرجان (العلمين) وبعد دوراته الثلاثة، وقع في فخ الملل والتكرار، بإستضافة مجموعة معينة من كبار نجوم الغناء في مصر والعالم العربي.

وبعد عن هدفه الأساسي، وأصبح لايهدف إلى تنشيط السياحة ولا الترويج لمدينة العلمين، ولا يتمتع بأي هوية، ولا أي رسالة، إلا رسالة واحدة هي دفع ملايين الجنيهات لنجوم الصف الأول من نجوم الغناء في مصر والعالم العربي لكي تنتفخ جيوبهم بالمال!.

ولسنا بالتأكيد ضد نجوم الصف الأول من الغناء، وربنا يزيدهم (كمان وكمان) خاصة أن معظمهم أصدقاء، وشرف لأي مهرجان أن يستضيفهم، لأنهم قادرين بطلاتهم وتاريخهم الفني أن يضيئوا أي مكان.

 لكننا ضد التفكير العقيم من المسئولين عن مهرجان (العلمين)، فهؤلاء المسئولين ينظرون تحت أقدامهم!، ويفكرون بعقلية قديمة، ليس فيها مواكبة لروح العصر إلا الديكور والأضاءة، التى تصاحب المطربيين على المسرح!.

كما أنهم ليس لديهم أي إبتكار، ولا تجديد، تفكيرهم ينصب فقط في إستضافة كبار نجوم الغناء المشهورين، لغرض تجاري بحت، هو المكسب المادي، بعيدا عن المكسب الأدبي.

مهرجان (العلمين): حفلات الغرض منها نفخ جيوب المطربيين بالمال وليس أكثر من هذا؟!
كاظم الساهر
مهرجان (العلمين): حفلات الغرض منها نفخ جيوب المطربيين بالمال وليس أكثر من هذا؟!
تامر حسني

المكسب المادي والأدبي

كان من الممكن أن يحقق المسئولين عن مهرجان (العلمين) المكسب المادي والأدبي والمعنوي، ببعض التجديد، والأفكار الغنائية المختلفة، لكنهم للأسف الشديد يفكرون، وكأنهم في مصر الخمسينات، وعلى طريقة الرائد الإذاعي (جلال معوض) الذي كان مسئولا عن حفلات (أضواء المدينة) في الخمسينات.

وياريتهم حتى وصلوا لتفكير هذا الرائد الإذاعي الأصيل الذي أشعل (اضواء المدينة) بأشكال مختلفة من الغناء، وقدم كرنفالات غنائية مبهجة مليئة بالطرب والرقص والتمثيل، والفكاهة.

وطاف الوطن العربي بحفلات (أضواء المدينة)، واكتشف كثير من نجوم الغناء في مصر والعالم العربي، لكن للأسف الشديد القائمين على مهرجان (العلمين) ينتجون حفلات تشبه كل الحفلات التى تقام في معظم الدول العربية، ليس فيها أي جديد!

الجديد هو المكان الساحر الذي تقع فيه مدينة (العلمين)، التى تحولت من مدينة ألغام، إلى مدينة أنغام مليئة بالسحر والجمال.

وهنا يحضرني عدة أسئلة: هل أحضر المسئولين عن مهرجان (العلمين) مطربيين عرب أصحاب تاريخ فني كبير لم يسبق لهم الغناء في مصر؟!، خاصة وأن العالم العربي الآن يشهد كتيبة من أصحاب الأصوات الرائعة التى لم يسبق أن وجدت من قبل في أي زمان.

هل قدم المسئولين عن مهرجان (العلمين) أصوات مصرية وعربية جديدة لم يسبق أن أستمعنا إليها؟، هل قدموا أفكار غنائية خارج الصندوق؟ وهل وهل وهل؟، ومليون هل؟!

الأجابة بالتأكيد لأ!، لهذا يبدو لي أن المسئولين عن مهرجان (العلمين) ولأنهم لا يدفعون من جيوبهم!، يحبون (الفشخرة) الكدابة!، وبسبب هذا الغرض يتسابقون في إستضافة كبار نجوم الغناء الذين يأخذون أموالا طائلة، ولا يستفيدون من هؤلاء النجوم إلا إستفادة وقتية، هي مدة وجود المطرب على خشبة المسرح.

ولن أذكر كيف يستفيدون من وجود مطربيين كبار مثل (أنغام، وأصالة، وعمرو دياب، وتامر حسني، ومحمد منير، وتامر عاشور)، الذين أحيوا وسيحييون هذه الدورة من المهرجان، حتى لا يقتبسوا وينفذوا هذه الأفكار!

وقد يقول قائل الآن : (لكن المهرجان ناجح)، أي نجاح تقصد عزيزي؟! هذا النجاح هو نجاح للمطربيين الكبار الذين يحييون ليالي المهرجان.

وهؤلاء المطربيين قادرين على النجاح في أي مهرجان وأي مكان وأي زمان، برصيدهم الضخم من الأغنيات الناجحة، ومحبة الجمهور لهم.

مهرجان (العلمين): حفلات الغرض منها نفخ جيوب المطربيين بالمال وليس أكثر من هذا؟!
أصالة
مهرجان (العلمين): حفلات الغرض منها نفخ جيوب المطربيين بالمال وليس أكثر من هذا؟!
ويجز

أي متعهد حفلات شاطر

و(يا سيدي خليني معاك للنهاية وأقولك المهرجان ناجح، ربنا يزيده نجاح كمان وكمان)، لكن ماهي مقاييس النجاح بالنسبة لك؟! هل المكسب المالي، أي متعهد حفلات شاطر يحقق نجاح يفوق نجاح (العلمين) بمراحل!.

نجاح (العلمين) التجاري  ـ  لو كان ينجح بالفعل، لأن حتى الآن لم يخرج أحد المسئولين عن المهرجان، وتحدث عن نجاحه أو فشله! ـ  راجع إلى عدم وجود حفلات غنائية فى مصر طوال العام، فمصر كانت ولسنوات مضت لا تغنى!.

 والحفلات الوحيدة التى كانت موجودة ومنذ سنوات طويلة هى التى تنتجها وزارة الثقافة متمثلة في حفلات دار الأوبرا المصرية، ومهرجانى (القلعة)، و(الموسيقى العربية).

 وباقى الحفلات هى حفلات تجارية متباعدة لكبار المطربين مثل (عمرو دياب، وأنغام، ومحمد منير، وتامر حسني، ومحمد حماقي، ورامي صبري، وأمال ماهر) من مصر مع إضافة أسماء عربية مثل (راغب علامه، عاصى الحلانى، صابر الرباعي، وائل جسار، ماجدة الرومى) وغيرهم.

لسنا ضد مهرجان (العلمين) في الجزء الخاص بالغناء الذي ننتقده الآن، لأننا بحاجة إليه بقوة في ظل حالة الفوضى الغنائية الحادثة الآن والفرقعات الغنائية الكاذبة.

لكننا كنا نحلم بمهرجان يحمل أفكارا غنائية، وليس مجرد حفلات لكبار النجوم، كنا نحلم بمهرجان يليق بعظمة مصر التى أبهرت العالم بفنها وتراثها الغنائي الذي مازال زادا وزوادا لكل المتعطشين للرقي والجمال.

وبالمناسبة في الفترة الأخيرة ومع بداية المهرجان طلب مني أكثر من زميل، وزميلة رأيي في مهرجان (العلمين) لنشره عبر مطبوعتهم أو مواقعهم المختلفة، فأمتنعت عن الأجابة، حتى لا يغضب مني القائمين عن المهرجان.

ولأنني لا أريد أن أكون من حملة المباخر التعيسة التى خرجت تحرق البخور الذى لا رائحة له قبل، وأثناء انعقاد المهرجان كأنها بمنزلة العصبة التى توضع على عين أحدهم حتى لا يرى الحفرة التى فى طريقه!.

 وفي النهاية لأنني على يقين أن رأيي الذي كتبته الآن لن ينشر! في مواقع الزملاء الذين أحبوا أن يأخذوا رأيي في مهرجان (العلمين)، ما ذكرناه خلال السطور السابقة كلمة حق لمهرجان ولد كبيرا، لكنه مع الوقت بدأ يتراجع ويدور في حلقة مفرغة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.