رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

عصام السيد يكتب: لعن الله (الجوائز).. والتجاوز

عصام السيد يكتب: لعن الله (الجوائز).. والتجاوز
رئيس المهرجان الفنان القدير (محمد رياض)

بقلم المخرج المسرحي الكبير: عصام السيد

انتهت منذ أيام قلائل الدورة الثامنة عشر من المهرجان القومى للمسرح المصرى بإعلان (الجوائز)، وهى أضخم دورة على الإطلاق منذ إنشائه عام 2006 ، ليس من حيث عدد العروض – فلقد سبقتها دورة اتسعت لعدد 70 عرض مسرحى – ولكنها الأطول من حيث المدى الزمنى فقد بدأت الفاعليات منذ اكثر من شهرين.

وهى الأكبر من حيث التنوع مابين عروض وورش وندوات ومحاضرات، والأكثر اتساعا لأنها امتدت الى خارج العاصمة وغطت محافظات عدة، فلقد احتوت هذه الدورة على 22 ورشة و محاضرة في التمثيل و الإخراج و الالقاء والسينوغرافيا والتذوق الموسيقى والإيقاع الحركى والكتابة المسرحية.

و4 ندوات موزعة على محافظات القاهرة والإسكندرية وطنطا و بورسعيد وأسيوط، و عروض مسرحية من الفائزة العام الماضى قدمت في المحافظات، كل هذا اجتمع لتصبح الدورة فارقة وغير مسبوقة.

لتحقق الشعار الذى وضعه رئيس المهرجان الفنان القدير (محمد رياض)، ونفذه بنجاح (مهرجان المسرح المصرى في كل مصر)، ومع كل هذا الجهد لم يسلم المهرجان من الهجوم أو السخرية أو التقليل والتسفيه.

ولكن كما هى العادة في معظم الدورات كانت الاعتراضات الأقوى والأعنف والأكثر تجاوزا إلى درجة السب بعد إعلان النتائج، فكثيرين يرون انهم أحق بـ (الجوائز) ممن فازوا، وأن لجنة التحكيم جانبها الصواب، وأن النتائج تكشف عن عدم كفاءة اللجنة، وأن إحدى الخطايا أن اللجنة لم تتضمن ناقدا مسرحيا.. و أن.. و أن..

والحقيقة أنها ليست المرة الأولى التى يتم الاعتراض فيها على (الجوائز)، ففى معظم الدورات كانت تدور المعارك بعد اعلانها، ففى أحد الدورات – على سبيل المثال – تناقل البعض حوارات على لسان أعضاء لجنة التحكيم لو صحت لوجبت محاسبتهم ، كما ترددت شائعات عن عقاب احد العاملين بجهة ما لعدم فوز تلك الجهة بـ (الجوائز) برغم وجوده فى لجنة التحكيم!

ومن قبل وبالتحديد عام 2013 وصل الأمر للشكوى لوزير الثقافة الذى شكل لجنة للتحقيق!، وفى دورة أخرى وقف أحد المؤلفين معترضا على حجب جائزة التأليف المسرحى وطالت الاتهامات رئيس لجنة التحكيم لانه مؤلف!

عصام السيد يكتب: لعن الله (الجوائز).. والتجاوز
هناك بالفعل مسابقات تقام لكل من المسرح الجامعى ومسرح الثقافة الجماهيرية

قواعد ترتكن إليها لجان التحكيم

ورغم أنى كتبت عن موضوع (الجوائز) الخاصة بالمهرجان ثلاث مرات من قبل، أجدنى مضطرا للعودة للكتابة، فالمشكلة فى رأيي تكمن فى أمرين:

الأول: أن الكل ينسى أن (الجائزة) – أى جائزة – لا تعنى سوى أنك كنت الاأضل فى هذا العرض، فى هذه الليلة، وسط تلك العروض الأخرى من وجهة نظر تلك اللجنة، وأي تغيير فى ظرف من هذه الظروف – كتغيير لجنة التحكيم مثلا أو مشاهدته فى ليلة أخرى أو وسط عروض مختلفة – من الممكن ألا تفوز بها.

الثانى: عدم وجود قواعد ترتكن إليها لجان التحكيم، فالمسابقة تضم محترفين و هواة برغم اختلاف قواعد الإنتاج بينهما وأسلوبه وحجمه!، سيقول البعض أن كل العروض تنتمى الى فن المسرح، اذن هل يستطيع احد ان يمنع لجان التحكيم من التعاطف مع عرض بلا إمكانيات أمام عرض تتوفر له كل الإمكانيات؟

وهل يستطيع أحد أن يمنع لجنة أخرى من أن تنبهر بعرض فيه إمكانات ضخمة على حساب عرض أفضل بلا امكانيات؟.. انهما سؤالين متناقضين وكلاهما بلا إجابة!، وهل هناك معايير محددة توضع أمام لجنة التحكيم لتعريف من هو الممثل او المخرج الصاعد؟

 وما يزيد الاحتقان فى موضوع (الجوائز) أن بعض المسئولين يعتبرون فوز الجهات التى يرأسونها فوزا شخصيا لهم، وهم بذلك يكرسون لتقسيمات وانقسامات غريبة، ألا يكفينا أن (الجوائز) دائما ما تأخذ بعدا إقليميا يفتت الحركة المسرحية، بل أن الغريب أن يشيع بعض النقاد أن فوز العروض الجامعية فى أحد الدورات بمعظم (الجوائز) شهادة وفاة للمسرح المحترف!

والغريب أيضا أنه برغم (خناقة) كل عام يصر كثيرون على أن يظل هناك تسابق، متناسين أن هناك عدة مسابقات تسبق المهرجان، فهناك بالفعل مسابقات تقام لكل من المسرح الجامعى ومسرح الثقافة الجماهيرية.

عصام السيد يكتب: لعن الله (الجوائز).. والتجاوز
لعن الله الجوائز و التجاوز!

جذب مزيد من الجماهير

فلماذا لا يلغى التسابق ويعود المهرجان كما كان في نسخته الأولى التي أقامتها وزارة الثقافة تحت اسم (مهرجان الشباب والربيع) في السبعينات ليصبح (بانوراما) للمسرح المصرى يستمتع فيها الجمهور بأفضل انتاجات الفرق كل فى مجالها الانتاجى، واحتفالا بالمسرح و المسرحيين وطريقا لجذب مزيد من الجماهير.

و يكفى للفرق المشاركة شرف المشاركة.. سيقول البعض أن هذا سيقضى على المنافسة، ولكن أليست معركة كل عام بعد (الجوائز) ستقضى على ماهو أهم من المنافسة: ستقضى على الود بين المسرحيين انفسهم و تقيم بينهم عداوات؟

أعتقد أن الأمر يحتاج الى إعادة نظر في المهرجان وفي فلسفته وتوجهه وموعد انعقاده، وأيضا المعوقات التي تصادفه من الناحية المادية واللوجستية، وأن يتم طرح ذلك للنقاش العام من خلال لجنة المسرح بالمجلس الاعلى للثقافة.

ويشارك فيه الجميع من كافة تخصصات وأفرع العملية المسرحية والإنتاجية لنصل الى مقترحات محددة تنشد مهرجانا أفضل وأشمل وأكثر نضجا، ونعفى أنفسنا من سيل التجاوزات التي تعقب إعلان النتيجة.

وكما أقول دائما: لعن الله الجوائز و التجاوز!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.