رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

ندوة (سعيد العمروسي) تسلط الضوء على مسيرته المسرحية الممتدة

ندوة (سعيد العمروسي) تسلط الضوء على مسيرته المسرحية الممتدة
أعرب الفنان (سعيد العمروسي) عن امتنانه لهذا التكريم

كتبت: سما أحمد

أقام المهرجان القومي للمسرح المصري برئاسة الفنان محمد رياض الذي تنتهي فعاليات دورة الثامنة عشر اليوم، ندوة خاصة لتكريم الفنان الكبير (سعيد العمروسي)، أحد رموز المسرح الشعبي والثقافة الجماهيرية، وذلك في إطار استمرار احتفائه برموز المسرح المصري في المحافظات.

سلطت ندوة (سعيد العمروسي) الضوء على مسيرته الممتدة، وذلك بحضور نخبة من الفنانين والمثقفين والنقاد، في مقدمتهم ابنه الفنان (محمد العمروسي)، والكاتبة والفنانة (نسرين نور) مؤلفة كتاب (سعيد العمروسي.. فارس الخشبة الشعبية) الذي صدر ضمن إصدارات المهرجان، والكاتب الصحفي والمخرج جمال عبد الناصر الذي أدار الندوة، والفنان عادل عبده مدير المهرجان، والناقد أحمد خميس، في حضور إعلامي ونقدي بارز.

استهل الكاتب الصحفي جمال عبد الناصر الندوة بكلمة وجدانية قال فيها: السيدات والسادة، الحضور الكريم.. مساء المسرح، مساء الإبداع، مساء الوفاء لمن جعلوا من الخشبة وطنًا وملاذًا، نجتمع اليوم لنحتفي لا بشخص، بل بتجربة.. لا بفنان فقط، بل بذاكرة مسرحية، نحن اليوم في حضرة الفنان (سعيد العمروسي)، المعروف بـ (فارس الخشبة الشعبية)، الذي لم يكن مجرد ممثل، بل حكاية من صدق وجلد وانتماء.

معنا اليوم أيضًا الكاتبة والباحثة نسرين نور، التي التقطت هذه التجربة النادرة، وغزلتها في كتابٍ يشبه صاحبه: بسيط، عميق، وصادق، كتابها ليس فقط توثيقًا، بل فعل حب، وفاء لجيل، ولخشبة ظلت تنبض رغم الظلال، وللمسرح الذي لا تُقاس عظمته بالأضواء، بل بالتجربة.

في هذه الندوة، نستعرض سيرةً ومسيرة، وننصت إلى شهادة الفنان (سعيد العمروسي)، ، ونتحاور مع الكاتبة التي خاضت مغامرة التوثيق من قلب الذاكرة لا من رفوف الكتب.

من جانبه أعرب الفنان (سعيد العمروسي) عن امتنانه لهذا التكريم، ووجّه شكره للفنان محمد رياض، مشيدًا بمبادرته الجريئة لتكريم الفنانين في المحافظات والذهاب إليهم داخل قصور الثقافة، واصفًا إياها بأنها خطوة فارقة تعكس إدراكًا حقيقيًا لقيمة فناني الأقاليم.

ندوة (سعيد العمروسي) تسلط الضوء على مسيرته المسرحية الممتدة
تحدّث الفنان (محمد العمروسي) عن علاقته بوالده

محطات من رحلته الطويلة

واستعرض (سعيد العمروسي) خلال الندوة محطات من رحلته الطويلة مع المسرح قائلاً: (أحببت المسرح منذ الصغر، رغم كل ما فيه من صراعات وخلافات، وبدأت من حفلات المدرسة، ثم انتقلت إلى مسرح الثقافة الجماهيرية، وقد شاركت في مهرجان 100 ليلة عرض مسرحي الذي أطلقه الدكتور سمير سرحان، ومن أهم أدواري شخصية (المجذوب) في عرض التشريفة، والتي لاقت تفاعلًا كبيرًا من الجمهور وكانت من أسعد لحظات حياتي).

وأكد أن تصفيق الجمهور كان دائمًا هو الجائزة الأغلى بالنسبة له، رغم حصوله على العديد من التكريمات، من بينها تكريمه في مهرجان مسرح بلا إنتاج، معتبرًا أن تكريمه في المهرجان القومي للمسرح المصري هو الأهم في مسيرته.

أشار (سعيد العمروسي) إلى التحديات التي تواجه العاملين في الثقافة الجماهيرية، مؤكدًا أنها ليست مهنة سهلة، بل تتطلب إيمانًا حقيقيًا برسالة الفن، قائلاً: (كنا نعمل دون مقابل يُذكر، نقدم العروض بالمجان، ونصنع بأنفسنا الديكور والملابس، لكننا كنا نحب ذلك بكل ما فينا).

كما استعاد ذكرى حادث حريق بني سويف الذي كان شاهدًا عليه، وتحدث بحزن عن فقدانه للعديد من أصدقائه وزملائه في هذه الحادثة الأليمة التي تركت أثرًا كبيرًا في نفسه.

أما الكاتبة (نسرين نور) فتحدّثت عن كتابها (سعيد العمروسي.. فارس الخشبة الشعبية)، مشيرة إلى أن علاقتها بالعمروسي لم تكن مجرد علاقة مهنية، بل إنسانية وفنية عميقة، وقالت: (تعلمت منه الالتزام في المواعيد، وهو من أكثر الفنانين حرصًا على العمل بعيدًا عن أي صراعات، ولهذا حرصت على توثيق محطات مهمة من مسيرته التي ارتبطت بأحداث فارقة).

كما استعرضت (نور) تجربة العمروسي المسرحية في مركز أبو حمص، حيث كانوا يقدمون عروضهم في الهواء الطلق وفي (الجرن) وسط الجمهور، دون ديكور أو حواجز، وهو ما أضفى على العروض طابعًا فنيًا مميزًا وجماهيرية لافتة.

أكد الفنان محمد رياض رئيس المهرجان القومي للمسرح، خلال الندوة، اعتزازه الكبير بتجربة الفنان سعيد العمروسي قائلاً: (أنا فخور بوجودي في هذا التكريم، وسعيد بأنني تعرفت على هذه المسيرة الفنية الثرية، كل الشكر لك على ما قدمته، ونحن جميعًا نعتز بك وبجهودك المخلصة في خدمة المسرح).

في ذات السياق، تحدّث الفنان (محمد العمروسي) عن علاقته بوالده، مشيرًا إلى أن نشأته كانت مليئة بأجواء فنية، حيث كان يستيقظ على صوت أم كلثوم، ويجد والده يحتسي القهوة ويقرأ في مكتبته العامرة بنصوص المسرح.

وقال: (أحببت المسرح من خلاله، ورافقته كثيرًا إلى العروض، وكنت أراه في كل خطواتي، واختياري لدراسة المسرح كان تعويضًا له، فقد توقف عن استكمال دراسته الأكاديمية، وأردت أن أحقق له هذا الحلم، فكانت المفاجأة أنني التحقت بالمعهد دون أن أخبره، فبكينا سويًا حين علم بذلك).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.