رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

علي عبد الرحمن يكتب: أهلا بالتيك توك، ووداعا للتعليم، وأين (التشريعات)؟!

علي عبد الرحمن يكتب: أهلا بالتيك توك، ووداعا للتعليم، وأين (التشريعات)؟!
ظل هذا الفضاء مفتوحا بلا فلتره أو أخلاقيات

بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن

هذا الفضاء السيبراني المفتوح، الذي يضم كل شئ، صالح أو طالح، من النصائح اليومية والمواعظ وتجارب الحياه حتي صناعة المتفجرات وطرق القتل والتدمير.. فضاء أطل علينا منذ زمن، وقدمنا له تشريعات منظمه للإنترنت وجرائمه وشرطة خاصه به، ولكن (التشريعات) كانت قانونيه وليست تنظيمية.

ولم نضع له (ستايل بوك) ينظم قواعده وأخلاقياته وممنوعاته ومسموحاته، ورغم وجود المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام، وهو المخول بإعطاء التصاريح ورقابة المواقع الألكترونيه ومحتواه ا،ورغم وجود نقابة للإعلام الإلكتروني، والتي تنظم أخلاقياته وتضع ضوابطه.

ورغم وجود سلطات دينيه وخبراء الأخلاق، ورواد المجتمع، ظل هذا الفضاء مفتوحا بلا فلتره أو أخلاقيات فضلا عن (التشريعات)، مما أدي لظهور تطبيقات محتواها هابط ومخل وظهور محتوي لا أخلاقي وعبثي ولا إنساني.

وظهرت حالات الثراء علي توافه القوم، تارة بسبب نشر أسرار البيوت، وتارة بمحتوي فاضح، وأخرى برقصات وإيحاءات جنسية، وتارة بحركات كلها هبل وعبط وسفالة واستهزاء بقيم المجتمع وأخلاقياته في غيات التشريعات الحاكمة.

وبعد حروب الفيسبوك وبوستاته المتجاوزة وصور الإنستجرام الجريئه، جاء تطبيق التيك توك، وبدلا من تداول المعلومات والتجارب والخبرات والمعارف، ذهب التطبيق بنساء قاع المجتمع إلي محتوي لا أخلاقي، ومحتوي راقص خليع، ومحتوي مسئ أهبل، وحركات لا تستقيم مع فكر بشر سوي.

وجاء بفتيات ضائعات يقدمن محتوي مثل الإساءة إلي الأب والأسرة والمجتمع والثوابت الأخلاقية وفجأه أصبحن مشاهير علي حساب سمعة مصر وأهلها، وأخلاقهم ومبادئهم، وظهر عليهن الثراء السريع، وأصبحن أصحاب فيلات وسيارات وحسابات وسفريات وصفحات ومشروعات.

وأبحن كل ممنوع من أجل كبس والأسد والعوائد، ولم يحاسبهن أحد، ولم يوقفهن احد، ولم يردعهن أحد، وتمادين في محتواهم المسئ أمام أعين اجهزة الدوله وسلطاتها وخبراء القيم والمبادئ.

علي عبد الرحمن يكتب: أهلا بالتيك توك، ووداعا للتعليم، وأين (التشريعات)؟!
أصبحت حديث الشباب والفتيات، ومحط أنظار بعض أخوتنا العرب!؟

حدودا ملزمة وتشريعات خاصة

وتخيلت أن متابعة الإنترنت ستضع لهن حدودا ملزمة أو أن (التشريعات) الخاصة بالإنترنت ستطالهن، أو أن المجلس والنقابه وسلطات الدين والأخلاق ستنذرهن، ولكن شيئا من ذلك لم يحدث، وأصبحن نجوما ومشاهير، لم ينقصن إلا أن يقدمن برامج تليفزيونية أو أفلاما وأغاني، أو يرشحن أنفسهن لمهام تليق بشهرتهن واموالهن وأصبحن صناعا للمحتوي!، ومؤثرين في المجتمع!

بل إنها أصبحت حديث الشباب والفتيات، ومحط أنظار بعض أخوتنا العرب!؟، وأخيرا اتجهن للتجني على الأنساب وسمعة البعض، وأصبحن يكلن الاتهامات جريا وراء الجماهيريه والثراء.

وأخيرا استيقظ مجتمعنا وطالب محامون مصريون بالقبض عليهن ومحاسبتهن عن إلقاء التهم عبثا وعن المحتوي المسئ لمجتمعنا وثوابته وأخلاقياته، وها قد تم القبض وستتم المحاسبة.

ولكن لابد من وضع الضوابط و(التشريعات) وإيجاد تقنية الفلترة والحجب لكل محتوي مسئ، أو حتي الاستجابه لدعوات الكثيرين من خبراء المجتمع وجماهيره المطالبه بحجب تطبيق التيك توك كله، ولكن حتى لو تم حجب التطبيق فمن الممكن أن يظهر بعده تطبيق أكثر سوءا وإنحلالا.

إذن الحل في مدونة سلوك ملزمه لهذه التطبيقات،ورقابه تقنيه للفلتره والمنع، ووضع (التشريعات) الصارمة للمتجاوز، وإلا سيتحول معظم شبابنا لصناع المحتوي ويصبحوا مؤثرين، وستستباح أسرار بيوتنا، وتنهدم منظومة مبادئنا، جريا وراء الثراء والشهرة.

عندها لاداعي للمذاكرة والدروس ومصروفات الدراسة ومصاريف المواصلات والإعاشه وتكاليف مشروعات التخرج وقلق وتوتر النتائج ودوامة البحث عن وظيفه وأمراض البطالة النفسية وصدمة البيوت في بطالة أبنائهن من حملة المؤهلات العليا او الدراسات العليا، طالما هذا الطوفان الهادر يجتاح بيوتنا ويزحف على حياتنا بشكل مخيف.

ما الجدوى إذن بعد 16 أو 17 عاما أويزيد من معاناة التعليم والمذاكرة والبحث والدراسة ثم يقبع الخريج داخل حجرته متوحدا مع محموله معتزلا أهله مستحيا من بطالته وفشله.

علي عبد الرحمن يكتب: أهلا بالتيك توك، ووداعا للتعليم، وأين (التشريعات)؟!
سارعت شريحة كبيره من شباب مصر وفتياتها برغبتهم في التحول إلي (التيك توك)

ساقطات، تافهات، ثريات

وكما نلاحظ فللأسف، فقد سارعت شريحة كبيره من شباب مصر وفتياتها برغبتهم في التحول إلي (التيك توك) كوسية تحقق لهم الثراء والشهرة السهلو، ووداعا للتعليم والدراسات والأبحاث، والبطالة والفشل، وعدد من الجنيهات لايكفي لأسبوع أو نصف شهر.

ما الجدوى وهؤلاء الشباب يرون ساقطات، تافهات، ثريات، مشهورات، في زمن (التيك توك) ومشاهيره ومؤثريه وصناع محتواه؟، أرجو صحوة تقيم هذه التطبيقات وأثرها، ومتابعتها وفلترتها، وضوابطها وأخلاقياتها، ووضع (التشريعات) التي تحاسبهم.

وذلك ترتيبا على أنها مصر، ذات القيم وصاحبة الأخلاق، ومهد التدين، والالتزام، بلد الأزهر والكاتدرائية، مسرى الأنبياء وأرض الرسالات.. حفظ الله مصر وأهلها، ووقاهم شر تطبيقات الإنترنت.. آمين، وتحيا دوما مصر..اللهم آمين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.