كتب: أحمد السماحي
في شهر مارس الماضي استقبل الكاتب (أحمد المسلماني) رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، الكاتب والسيناريست الكبير (محمد السيد عيد) للتفاوض معه على إنتاج مسلسل (طلعت حرب).
وذلك في إطار عودة الإنتاج بالتليفزيون المصري بعد غياب 10 سنوات، حيث كان آخر مسلسل تم إنتاجه هو (دنيا جديدة) تأليف مصطفي إبراهيم، وإخراج عصام شعبان، وبطولة حسن يوسف وأحمد بدير، وقد تم إنتاجه عام 2015.
ويومها انتشر هذا الخبر في كل المواقع، خاصة مع تأكيد الكاتب (أحمد المسلماني) على بدء العمل قريبا، وعقد مؤتمراً صحفياً عقب شهر رمضان الماضي بشأن الحديث عن تفاصيل مسلسل (طلعت حرب).
والذي يتحدث عن قصة حياة رائد الاقتصاد المصري، وخطة الإنتاج المشترك المستقبلية بين التليفزيون، ومدينة الإنتاج الإعلامي.
وسعدنا جميعا بهذه التصريحات العنترية، خاصة أنهم زينوها بكلمات رنانة من نوعية مثل هذه الأعمال الدرامية التى على شاكلة مسلسل (طلعت حرب) تؤكد تعزيز القيم في صناعة الدراما والسينما.
وضرورة مواجهة موجات العنف والجريمة وتعاطي المخدرات ، وإشعال الصراع المجتمعي، وترويج الابتذال اللفظي والانحراف السلوكي، وتدمير قيم العائلة .
ومرت الأيام والأسابيع والشهور، ولم يحدث شيئا، ونظرا لعدم اتخاذ أي إجراءات في شأن إنتاج هذا المسلسل المهم الذي يتحدث عن فترة مهمة في تاريخ مصر وعن رجل عظيم من رواد التنوير في مصر.
يبدو أنهم لا يجدون تمويلا
اتصل (شهريار النجوم) بمؤلف المسلسل الكاتب والسيناريست الكبير (محمد السيد عيد) وسألناه عن ماذا حدث لمسلسل (طلعت حرب)؟، ولماذا لم يبدأ التصوير به، فأعرب عن حزنه الشديد لعدم تنفيذ أي شيئ حتى الآن!.
وقال بكلمات تأن من الإحباط والضيق: (لا حس ولا خبر عن المسلسل!) رغم مرور حوالي 5 شهور على جلوسي مع رئيس الهيئة الوطنية للإعلام!، ومنذ انتهاء الجلسة وحتى الآن صمت كامل!، يبدو أنهم لا يجدون تمويلا!
حتى المؤتمر الصحفي الذي تم الإعلان عنه يومها، والذي كان مقررا عقده بعد شهر رمضان الماضي للحديث عن تفاصيل مسلسل (طلعت حرب) لم يتم هو الآخر، ألف خسارة.
وصرح مؤلف (مشرفة رجل لهذا الزمان، وعلي مبارك، وقاسم أمين): ما يحزنني أننا في حاجة ماسة إلى هذا المسلسل وغيره من الأعمال الهادفة التى توثق تاريخ مصر، لتعريف الأجيال الجديدة بتاريخها، مرة آخرى يا ألف خسارة!.
ولنا كلمة
الحقيقة أنه منذ الإعلان عن إنتاج مسلسل (طلعت حرب)، ونحن على ثقة تامة أنه لن يتم!، ولو تم لن يستكمل! لسبب بسيط أن المسئولين في الشركة (المتحدة للخدمات الإعلامية) التى تعتبر واحدة من أكبر الكيانات الإعلامية في المنطقة العربية بأكملها، لن يسمحوا بخروج هذا المسلسل أو غيره للنور!
وذلك لأنهم هم الجهة الوحيدة في الدولة المسئولة عن الإنتاج الدرامي، وصعب جدا أن يسمحوا لجهة أخرى مملوكة للدولة أن تنتج هى الأخرى، وكأن كل الجهات المملوكة في الدولة ليس لديها ما تفعله غير الإنتاج الدرامي!
وما حدث لمؤتمر (مستقبل الدراما في مصر)، وعدم نشر أي أخبار عنه، بعد عقده، أكبر دليل على صحة كلامنا!