
بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
اقتربت انتخابات مجلس الشيوخ، وتم إعلان القوائم، والفردي، وتمت التحالفات، وتمت عملية نجاحهم لعدم وجود قوائم منافسة، وتساءل الكثيرون، كيف يتم وضع مرشحين في خارج دوائرهم؟، وكيف لأبناء الدائرة أن يشاركوا بالترشح في هذه (الانتخابات) في دوائرهم.
وتحدث البعض عن تبرعات مليونية لوضع الإسم في القوائم مضمونة النجاح، وتساءل البعض هل هذا ثمن العضوية، وهل العضوية يتم شراؤها؟، وهل هناك ضروره إذن لإجراء (الانتخابات) التي تكلف غالبا مليار جنيه في طبع الاستمارات وتوزيعها، وإعداد اللجان وتجهيزها.
وانتداب المشرفين والقضاة وحوافزهم، وانتشار الجيش والشرطة لتأمينهم، ونقل الصناديق وفرزها، وإعلان نتائج (الانتخابات) وتوثيقها، ثم الإعادة إن كانت هناك إعاده أصلا.
واستكمالا للشكل الديمقراطي بدأت جهات الإعلام من مجلس أعلي وهيئة وطنية ونقابة في إعلان أسماء أعضاء لجان الرصد الإعلامي، وهم إما المكررون في كل لجان الرصد في كل مرة أو مجاملات لإناس لاعلاقه لهم أصلا بثقافة السياسة والتنوع الحزبي و(الانتخابات).
وهكذا تكتمل صورة عدم الملائمة للقوائم والانفاق والرصد في ظل ظرف وطني ملئ بالتحديات الداخلية والخارجية اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا لا يحتمل مثل هذه التركيبة الإنتخابيه التي نعيشها، ومع إستكمال كل ادوات الترشيح والتبرع والرضا الأمني وحتمية الإنفاق الإنتخابي وصورية عمليات الرصد وضعف كوادرها.
كما ضعفت كوادر القوائم يظل السؤال الأهم: هل عمليه (الانتخابات) مهمة الإجراء، أم القوائم ناجحه بلا منافس؟، وهل إجرائها صوري ويكلفنا مليار جنيه في ظرف نحن أحوج مانكون فيه للجنيه الواحد، ام إجرائها ضروري لشكل العمليه الديمقراطية؟

صورة ديمقراطيه لعملية (الانتخابات)
وإن كان ولابد من إجرائها والإنفاق السخي عليها، فكان لزاما قبل عقد التحالفات الحزبية وقبل المفاضله بين اكتر المتقدمين تبرعا، وبين أكبرهم حيازة للرضا الأمني، وقبل توفير النفقات من قوت يومنا، وقبل مسارعة الهيئات بتشكيل لجان الرصد ومكافآتهم.
كان الأهم والأصح والأدق، أنن نسارع جميعا إلي الناخبين المواطنين الذين بدون نزولهم وتواجدهم داخل وخارج اللجان لن تكون هناك صورة ديمقراطيه لعملية (الانتخابات).
فكان لزاما علي لجنة شئون الأحزاب أن تبث تنويهات أو توضيحات أو خريطة انتخابيه لتعريف الناخبين بأحزاب مصر وبرامجها وقادتها ومرشحيها وانتمائها السياسي، حتي يعرف الناخب من ينتخب؟
ولماذا وكان لزاما على هيئات الإعلام ورجاله وخبرائه شرح وتوضيح وبيان ذلك للمواطنين من خلال تنويهات مفصلة وأحاديث مطولة وأفلام وثائقيه حول الحياه السياسيه والحزبيه والإنتخابيه في مصر.
وذلك إرساءا لثقافة الانتخابات) وثقافة العمل السياسي العام، وثقافة المشاركة المبنية علي علم، أما أن نبث تنويهات للمشاركه فقط والمواطن يعلم ان النتائج محسومه مقدما والمرشحون ناجحون ولافضل لهم علي نائبهم.
والفضل يرجع لحزبه وماله وتقريره الأمني، فهذا يضعف آمال الناخب في مرشحه ويلغي التزام النائب أمام جماهير دائرته، وإذا كان لدينا هيئة عليا للانتخابات أو مفوضية، ولدينا لجان رصد قومية، فلماذا لايكن لدينا انتاج توعوي قومي يتبع إما مفوضية الإنتخابات او المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام.
ويشارك في صناعة هذا المحتوي سياسيون وإعلاميون ومسئول الإعلام في الأحزاب،لصنع محتوي إعلامي جيد عن أحزاب مصر وتحالفاتها، وبرامجها، وقادتها، ومرشحيها وشرح القوائم والتحالفات، والنظم الإنتخابية الفردي منها والقوائم، وأي البرامج الحزبيه أقرب لواقعنا وأي البرامج تلبي متطلبات المواطن.
وكيف تقوم العلاقه بين المرشح ودائرته، وشروحات كثيرة يحتاجها المواطن حتي يقرر ويختار بشكل صحيح، وعندها سنختار نوابا جادون في عملهم السياسي لا في صفقاتهم الشخصيه لتعويض ما تم التبرع به لكرسي النائب.

بريق الحياة الحزبية
عندها سنميز بين فكر الأحزاب، وبرامجها، وبين واقعيه أفكار الحزب وأحلامه،عندها سيكون لدينا مجالس متجردة من الولاء إلا للوطن وأهله، وليس ولاءا لحزب أو ممول او جهة أمنية، عندها سيكون المجلس مشرعا جيدا، والنائب مسئولا ناصحا، والعمل السياسي مباراة في حب الوطن وأهله.
وسيعود لمصر بريق الحياة الحزبية وطعم سماع الصوت الآخر، ويعود لهذا التعدد والتنوع الحزبي والسياسي، وتصبح المشاركه تجربة صائبه وعندها نخرس الأصوات الشامته داخليا وخارجيا، عندها نفتخر بتجاربنا الديمقراطيه كما تفتخر دولا صغيرة بتجاربها في منطقتنا.
لعلها ضربة البدايه في انتاج وبث هذا المحتوي الانتخابي، وبعدها نرى أحزابنا في الشارع ملتحمه متجاوبه، ومعها نري صورة ديمقراطية حقه لعملية انتخابية سليمة تفرز نوابا يشرعون ويراقبون لصالح الوطن والمواطن الذي له وحده حق الفضل علي النائب بعد الله والوطن.
أعتقد أن الوقت يسمح بذلك والظروف تدفعنا والحاجه تسحبنا لذلك، فهيا نفعل ذلك لمصر وأهلها ونوابها ومجالسها وسمعتها ومستقبلها وأجيالها.. ألا هل بلغت، اللهم فاشهد، آمين.. حمى الله مصر وتحيا دوما مصر، المحروسة بفضل الله الودود..آمين.