(محمد الجبالي): ما شجعني على غناء (الكل في هذي الديار) أنها تعبر عن حالنا الآن

كتب: أحمد السماحي
قرر المطرب التونسي (محمد الجبالي) أن يصوغ من مشاعره لغة ينفرد بها، واحساس يتميز به، وطريقة تحدد اتجاهه وأن يضع احساسه في خدمة موهبته، ليقدم فنا مميزا بخصوصيته.
منذ أيام قليلة طرح (محمد الجبالي) عبر قناته الخاصة على قناة الـ (اليوتيوب) أغنية جديدة أو بصورة أدق (موال) بعنوان (الكل في هذي الديار مدرس) وهي صرخة غنائية تكشف الكذب والزيف والأوهام والادعاءات التى نعيش فيها حاليا، خاصة في عالم (السوشيال ميديا).
وجاءت الأغنية بصوت (محمد الجبالي) التى غناها على هيئة (موال) بتصرف، كتحفة فنية من قطع الفسيفساء، ولفتة فنية رائعة، من فنان يدرك مسئوليته كمطرب تجاه العصر الذي يعيشه.
(محمد الجبالي) أكد لـ (شهريار النجوم) أنه وجد الكلمات من سنة تقريبا على موقع (اليوتيوب)، وغير معروف قائلها، وعندما بحث عن قائلها من خلال بحثه في العديد من المواقع، لم يعرف إسمه.
ولكنه وجد فقط أشخاص يلقون نفس الكلمات شعرا على عدة مواقع، مما جعله يُقين أنها من الشعر القديم.
وأضاف أن الكلمات عجبته جدا، ومسته من الداخل، حيث وجدها تعبر عن الوضع الراهن في زماننا، فالكل خاصة على مواقع (الأنترنت) أصبح عليم وخبير بكل شيئ، ويفتي في كل شيئ، وغاب عن حياتنا التخصص.

سجل الموال بتصرف
وصرح (محمد الجبالي): أنه سجل (الموال) بتصرف، في الاستديو مع الموزع التونسي (حمدي المهيري)، ونال إعجاب كثير من الزملاء، والأصدقاء، وكل من استمع إليه من الجمهور.
وكثير من هؤلاء طلبوا منه أن يختار كل فترة نص باللغة العربية الفصحى ويغنيه بنفس الطريقة، طريقة الموال.
تقول كلمات موال (الكل في هذي الديار مدرس):
الكل في هذي الديار مدرس، والكل فيها شاعر وأديب
والكل إن شئت البناء مهندس، والكل إن شئت الدواء طبيب
والكل في علم الحديث محدث، والكل في علم الكلام خطيب
والكل قد درس الحقوق وعلمها، والكل في علم القضاء رهيب
والفقه عند الناس أمر هين، فالكل يفتي دائما ويصيب
ما عاد في هذي الديار تخصص، هذا لعمري مخجل ومعيب
لو كلنا علم الحدود لعقله، ما عاد فينا جاهل وكذوب.