رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(محمد هنيدي).. ذكاء في اختيار المواقف التى يقول فيها (الإيفيهات) في السينما والمسرح

(محمد هنيدي).. ذكاء في اختيار المواقف التى يقول فيها (الإيفيهات) في السينما والمسرح

(محمد هنيدي).. ذكاء في اختيار المواقف التى يقول فيها (الإيفيهات) في السينما والمسرح
تجربة (محمد هنيدي) في مسرحية (حزمني يا) هى الأشهر حيث بدأ العمل في المسرحية بدور صغير
(محمد هنيدي).. ذكاء في اختيار المواقف التى يقول فيها (الإيفيهات) في السينما والمسرح
محمود قاسم

بقلم: الباحث والناقد السينمائي: محمود قاسم

يعتبر (محمد هنيدي) هو الممثل الأخير في صف طويل من النجوم المضحكين الذي برع في إلقاء (الإيفيهات)، سواء في المسرح أو السينما، وحتى في الأعمال التليفزيونية خاصة الأولى منها.

وقد امتزجت هذه الظاهرة بذكاء ملحوظ جدا، وقدرة على التكيف مع الموقف، والبحث عن المصطلح اللغوي المناسب للموقف، الذي يلقيه فيضحك الناس.

ولعل تجربة (محمد هنيدي) في مسرحية (حزمني يا) هى الأشهر حيث بدأ العمل في المسرحية بدور صغير ملأه بالإيفيهات التي تزداد ليلة وراء أخري، فصار واحداً من نجوم العمل.

 وفي السينما عمل (محمد هنيدي) ثنائي مع زميله النجم الراحل (علاء ولي الدين) ذكر الناس بالبدين والنحيف (لوريل، وهاردي).

إلا أن فيلم (اسماعيلية رايح جاي) كان شرارة التدفق، والناس تراه يغني (كامننا)، ولقد لاحظت في الفيلم أن الجمهور يضحك كلما عاود (محمد هنيدي) الظهور، كأن طلته في حد ذاتها إيفيه!

لفت فيلم (إسماعيلية رايح جاي) الذي يدور حول طموح ثلاثة شبان، والذي حقق خلال عامي ( 1997ـ 1998) أكبر إيرادات في تاريخ السينما وقتها حوالي 16 مليون جنية، لفت الفيلم الأنظار إلى موهبة (محمد هنيدي).

وفي عام 1998 استعان المخرج سعيد حامد، بالممثل الشاب الجديد (محمد هنيدي) لبطولة فيلم (صعيدي في الجامعة الأمريكية) ليستفيد من النجاح الذي حققه، وجاء الفيلم كأفضل توليفة حول النجم الجديد.

(محمد هنيدي).. ذكاء في اختيار المواقف التى يقول فيها (الإيفيهات) في السينما والمسرح
مع حنان ترك في فيلم (جاءنا البيان التالي)
(محمد هنيدي).. ذكاء في اختيار المواقف التى يقول فيها (الإيفيهات) في السينما والمسرح
مع حنان ترك في كواليس (إسماعيلية رايح جاي)

نجم ينتمي لعالم الكوميديا

وهو نجم ينتمي في المقام الأول لعالم الكوميديا، حيث لا يشترط فيه أن يكون وسيما، بقدر ما هو (سمة) خاصة في الجسم، وطريقته في نطق الكلمات.

فإذا كان الفنان المصري القديم (شالوم) مجرد شخص له من التلقائية ما يثير الضحك في الأفلام التى أخرجها له (توجو مزراحي) في الثلاثينات، فإن (شلاضيم) إسماعيل ياسين، التى كان دائم السخرية منها هى سبب آخر لاستمرار نجوميته لأكثر من عشر سنين.

ثم الحركات البهلوانية لـ (فؤاد المهندس)، و(تبريقة) عينين (عادل إمام)، وكان جسم (محمد هنيدي) الصغير، وطريقة نطقه للكلمات تدفعك للدهشة كيف أن فتاة جميلة مثل (منى زكي) في فيلم (صعيدي في الجامعة الأمريكية) تهيم به من اللحظة الأولى، وتحبه بشدة.

وهو الذي لا يملك من الجاذبية سوى بلاهته في داخل أحداث الفيلم، هذه البلاهة التلقائية التى تكون السبب الرئيسي للإضحاك.

إذن فنحن من خلال وجود (محمد هنيدي) ندخل مع السينما المصرية مرحلة جديدة للكوميديا، وأيضا شكلا مختلفا لنجومية هذه الأفلام، ومن المهم أن نشير إلى ما كان يتمتع به (هنيدي) في عالم الكوميديا في نهاية التسعينات.

فالمشاهدون الذين كانوا يدخلون الأفلام، وعلى طريقة الارتباط الشرطي ما أن يظهر (محمد هنيدي) حتى يضحكوا، وهى ظاهرة حدثت في فيلم (إسماعيلية رايح جاي).

لكن من الواضح أن الأرتباط الشرطي لم يكن صحيحا في فيلم (البطل) الذي قدمه في نفس عام فيلم (إسماعيلية) حيث أن جمهور الشباب الذي يرتاد السينما قد صدم كثيرا بأن الشخصية التى جسدها (هنيدي) كانت لمناضل سياسي، تم تعذبيه، ومات في نهاية الأحداث.

الغريب أن (محمد هنيدي) لم يكن مضحكا بنفس القوة في أعماله الأولى، فمن يشاهد أعماله الفنية في هذه الفترة لا يضحك، عدا مشاهد قصيرة شاهدناها في أفلام مثل (المنسي) و(قشر البندق).

وإن بدا خفيف الظل في مسلسلي (العرضحالجي) و(البخيل وأنا)، ولعل بداية نجاحه جاءت مع مسرحية (حزمني يا) وكان على (محمد هنيدي) أن يشارك نجوما آخرين في الكوميديا من أجل إحداث الضحك.

(محمد هنيدي).. ذكاء في اختيار المواقف التى يقول فيها (الإيفيهات) في السينما والمسرح
مع لقاء الخميسي في (عسكر في المعسكر)
(محمد هنيدي).. ذكاء في اختيار المواقف التى يقول فيها (الإيفيهات) في السينما والمسرح
مع هاني رمزي في (همام في أمستردام)

تعددت أدوار (محمد هنيدي)

ولم يتوقع أحد لـ (محمد هنيدي) أن ينفرد بالقمة بهذه السرعة، وهناك فرق بين ما أحدثته ظاهرة (عادل إمام) في السينما، وبين (محمد هنيدي).

 فالأول كان مضحكا منذ اللحظة الأولى التى اعتلى فيها خشبة المسرح، وظل يقوم بدور (السنيد) المضحك لعدة سنوات قبل أن يكبر حجم أدواره، ويقوم بالبطولة المطلقة في نهاية التسعينات.

اما (محمد هنيدي) فقد تعددت أدواره، منذ أول أفلامه عام 1979 في فيلم  (إسكندرية ليه)، مرورا بـ (يوم مر يوم حلو، إسكندرية كمان وكمان، قلب الليل، الهروب، اللعب مع الشياطين، شحاذون ونبلاء، الفضيحة، سوق النساء، لحم رخيص، هدى ومعالي الوزير، الحب في الثلاجة، والبطل).

وفي كل هذه الأفلام لم يحدث التماس أو اقتراب حقيقي مع الجمهور، إلى أن بدأ يكشف عن وجه الكوميدي في أفلام مثل  (إسماعيلية رايح جاي، صعيدي في الجامعة الأمريكية، همام في أمستر دام، بلية ودماغه العالية، جاءنا البيان التالي، صاحب صاحبه، يا أنا يا خالتي، فول الصين العظيم، وش إجرام، عندليب الدقي) وغيرها، فأحبه الجمهور وتعلق به في الكوميديا فقط!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.