رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

علي عبد الرحمن يكتب: (ماسبيرو) ومشروعات أخرى!

علي عبد الرحمن يكتب: (ماسبيرو) ومشروعات أخرى!
جاءت محاولات عديده للنهوض به، تارة عبر تطوير المحتوى، وتارة عبر استقدام خبرات

بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن

لا أحد ينكر أن (ماسبيرو) كان صوت الوطن وصورته، ويجب أن يظل كذلك دوما، وهو جزء فعال من ثورات التحرر والتحول في مصر ودول أخرى من منطقتنا وأحيانا خارجها ،وقدم عبر تاريخه دعما ونضالا وتربية وتوجيه وتعليم، وساهم في دعم الهويه وترسيخ روافدها، وخدم قوى مصر الناعمة كثيرا، ونشر ودرب وأفاد كثيرا.

ولكن أصاب (ماسبيرو) ما أصاب مؤسسات أخري من الترهل الإداري ونمطية الآداء وضعف المحتوي وقلة المشاهده وضعف الإيرادات وضآلة التأثير والخروج من سباق المنافسه الإعلاميه بالسوقين المصري والعربي.

ثم جاءت محاولات عديده للنهوض به، تارة عبر تطوير المحتوى، وتارة عبر استقدام خبرات، وأخرى عبر تغيير القيادات، وأخيرا عبر تدخل أجهزه لمحاولة النهوض به.

وكل هذه المحاولات لم يصاحبها استدامة الإنتاج الجماهيري الجاذب، ولا بث المواد ذات الجماهيرية، ولا سياسات تسويقية تنافسية عصرية، وازاد الترهل، وضعف المحتوى، والبعد عن المنافسه والإيردات، حتي تم تغيير القيادة العليا، والتي جاءت بأحلام وأفكار في ظاهرها رائعة.

ولكنها تصطدم بصعوبة التنفيذ لحاجة هذه الأفكار والمشروعات لتدفقات ماليه ضخمه ورؤي عصريه وكوادر متحرره فكريا وبيئة عمل ملائمه تحوذ رضا العاملين في، ومن هذه الأفكار عودة (ماسبيرو) عبر إنتاج برامجي عصري جاذب وعروض درامية حديثة.

وهذا يتطلب تمويلا ليس بالقليل، ثم جاءت فكرة ترجمة الدراما والبرامج والوثائقيات وهذا أيضا يتطلب تمويلا وأجهزة وكوادر، وتلا ذلك قناة للأطفال وهذه مهمه ليست باليسيرة.

وأعقب ذلك منصة (ماسبيرو)، وقنواته الرقميه وهذا يتطلب مراجعة حقوق الملكية والبث، وجودة المتاح، وملائمته لأذواق المشاهدة الحالية، كما تم الإعلان عن منتدي القاهرة للإعلام وهو يأتي وسط منافسه عربيه شرسه، وقد يصاحبه عودة مهرجانات الإعلام وأسواق إنتاجه ومعارض معداته.

علي عبد الرحمن يكتب: (ماسبيرو) ومشروعات أخرى!

علي عبد الرحمن يكتب: (ماسبيرو) ومشروعات أخرى!
إذن الأفكار جيدة، والمشروعات طموحة، وطرحها هو قذف حجر في بحيرة الإعلام الرسمي الراكدة

إذن الأفكار جيدة

وهذا الأمر عاجل لأن مصر غابت عنه كثيرا وبعدت عن أجندة صناعة الأحداث الإعلامية كثيرا.. إذن الأفكار جيدة، والمشروعات طموحة، وطرحها هو قذف حجر في بحيرة الإعلام الرسمي الراكدة، وكل ذلك جميل، ينقصه فقط حسابات تنفيذ وتمويل وأثر وعوائد واستمرارية وضمان تنفيذ كل فكرة أو مشروع.

ومع هذا السيل من الأفكار الطموحة، والمشروعات المهمة التي كثر الإعلان عنها وينتظرها الرأي العام يجب مراجعة كل فكرة تم طرحها للوقوف على آليات تنفيذها، أما فكرة إذاعة الدراما فهي الفكرة الذهبية المضمونة في نسب الاستماع ونسب الإعلانات لو تم التخطيط لها بمهنية، سواء فيما يبث او سرعة إيقاعه أو جاذبية تقديمه أو حداثة فواصله.

خاصة وان لدي (ماسبيرو) أرشيفا دراميا حصريا مهما أخذت منه المنصات وهذه فكره تكلفتها صفرية لأن ستديو البث وتردده متوفر والكوادر والمحتوي موجود، يتبقي الفواصل والإنتاج القصير الجديد ووضع خريطة برامجيه مهنية عصرية تنافسية جاذبه وفريق تسويق عصري بصلاحيات ذات حوافز وسياسة تسعيرية ملائمة للسوق ولمحتوي الإذاعة.

وهنا ستنجح الفكره وستعود معها نسب الإاستماع ونسب الإعلانات وكمية العوائد، ومن بين أفكار (ماسبيرو) الأخيره (مركز الدراسات)، و(أكاديمية التدريب)، وهما فكرتان قديمتان في الطرح وسبق ترديدهما من قبل ولكن لم تنفذا.

أما عن مركز الدراسات فكانت فكرة عندما كان (ماسبيرو) مجلة الشعر ومجلة الفن الإذاعي ومجلة الإذاعه والتليفزيون، وكان زملاء لنا في قطاع المتخصصه قد قاموا بالفعل بطبع إصدارات تتبع ما كانوا يسمونه مركز دراسات (ماسبيرو) في عقولهم.

وأذكر أنهم أصدروا مؤلفين أحدهما كان يحمل عنوان (ثقافة الفقراء) إن لم تخونني ذاكرتي، وكان خلف هذه الفكره الزملاء (عبد الناصر وصفي وإيهاب حفني) وآخرون وكانت تحديات تلك الفتره 2012 تحول دون إطلاق المشروع.

أما الآن فالظرف مواتي ولعل المركز يصدر دراسات متخصصة في علوم وتقنيات الإعلام الرقمي والكيانات الإعلامية والإعلانية العربية كالشركات ومدن الإنتاج ومناطق التصوير المفتوحه وتقنيات المستقبل وإقتصاديات الإعلام وتنافسيته ورصد مظاهر الإعلام العربي ونفقاته وإنتاجه والجديد في إعلام الغرب.

علي عبد الرحمن يكتب: (ماسبيرو) ومشروعات أخرى!
نتمني كلنا ذلك لماسبيرو ولمصر، ووصولا لأكاديمية (ماسبيرو)

أفضل مشروعات التخرج

وأفضل المناهج لطلبة الإعلام، وأفضل مشروعات التخرج وأفضل الرسائل العلمية التطبيقية ولا يغفل تاريخ الإعلام ورواده ومتحفه، عندها يصبح المركز وأحداثه من ندوات وورش عمل وحلقات نقاشية يصبح منارة بحثية لماسبيرو وقطاع الإعلام في مصر والعالم العربي,.

ونتمني كلنا ذلك لماسبيرو ولمصر، ووصولا لأكاديمية (ماسبيرو)، فقد كان معهد الإذاعه والتليفزيون ومجلته الفن الإذاعي كانا في ريادة مسيرة التدريب والبحث والنشر الإعلامي، ولطالما كانا مرجعا للباحثين والدارسين، أما دمج هذا المعهد ومعهد تدريب الأفارقه في أكاديميه فهذا حلم قديم أيضا كان ينتوي من هذه الأكاديميه تدريبا وبحثا وتدريسا.

وتم إقتطاع مسيرة التدريس في أكاديمية علوم الإعلام التابعه لمدينة الإنتاج، ونتمني ان تصبح جامعه لعلوم الإعلام وتقنياته، وظلت مسيرة التدريب في معاهدها، ولنهمس في أذن القائمين علي الفكرة أن التدريب من حولنا قفز قفزات كبيره في أفكار وعناوين الدورات وفي محاورها وفي القائمين علي التدريب واعتمادهم.

وفي المحتوي التدريبي وتدقيقه وفي أدوات التدريب ووسائله سواء بالمحاكاة أو بالعصف الذهني أو بورش العمل أو بالتعاون مع المدرب أو بتطبيقات الذكاء الإصطناعي، أو بنمط اعتماد الشهادات وجهة الاعتماد او بقياس الأثر التدريبي وحتي في طريقة عقد حفلات التخرج ومن يحضرها ومحتواها.

كل ذلك مهم للأكاديمية، وكذا أقسام التدريب فيها وجمهورها المستهدف وموقعها الإلكتروني وصفحاتها للتواصل وأمور كثيره تخص التدريب التخصصي العصري، لأن المنافسه أيضا هنا شديده وألأساليب متطورة وجديدة، وأكاديمية (ماسبيرو) لها حاجة ماسه في استهداف كوادر الهيئة بعد ضعف عمليات التدريب وغياب نظام الابتعاث.

مما أدي للبعد عن مجريات سوق العمل الإعلامي تخطيطا وإنتاجا وتسويقا وتفاعلا، وتستهدف أيضا خريجي كليات وأكاديميات ومعاهد الإعلام وهم كثر، وتستهدف أيضا طلاب المدارس والجامعات في مجال التربية الإعلامية، وقواعد التعامل مع وسائل الإعلام الرقمية والتقليدية.

بل وتستهدف الأسر توعية وتوجيها، إنها مشروع لو أحسنت دراسته لحسنت نتائجه، ولعل كلمتي الأخيرة هى أن هذه المشروعات البحثية والتدريبية لا ينبغي أن تبعدنا عن هدف (ماسبيرو) الأصلي، وهو الإنتاج الجديد والجيد والجاذب برامجيا ووثائقيا ودراميا.

وكذا التسويق والعوائد والتأثير وأيضا تحديث معدات العمل، وتطوير بيئة العمل وأدواته حتي يعود (ماسبيرو) عملاقا فاعلا في حياة مصر والعرب آمين.. وفق الله كل من يعمل خيرا لمصر وأهلها، وألهمه الصواب والتوفيق، وتحيا دوما مصر بصوتها وصورتها المحروسة دائما بفضل الله العظيم.. آمين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.