رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمود حسونة يكتب: (عادل إمام).. إطلالة تبهج قلوباً وتخرس ألسنةً

محمود حسونة يكتب: (عادل إمام).. إطلالة تبهج قلوباً وتخرس ألسنةً
صورة يمكن أن تغير مزاج شعب، قد تدخل في قلبه الحزن والخوف والهلع

بقلم الكاتب الصحفي: محمود حسونة

الصورة التي أطلّ علينا من خلالها (عادل إمام)، ليست مجرد صورة بل هى حدث مهم شغل الناس، إطلالته من خلالها أبهجت الملايين وأسعدت قلوب محبيه وفي ذات الوقت أخرست الحاقدين المفبركين بين يوم وآخر للشائعات المغرضة عنه.

قال الإنجليز قبل أكثر من قرن أن الصورة تساوي ألف كلمة، وفي زمن الفبركة والتزييف والخداع والذكاء الاصطناعي كثير من الصور لا تساوي ولا كلمة بل لا تساوي الذي تهدره في النظر إليها، وهذا لا ينفي أن بعض الصور لا تساوي ألف كلمة ولكنها تساوي ملايين الكلمات.

فصورة يمكن أن تغير مزاج شعب، قد تدخل في قلبه الحزن والخوف والهلع، وأخرى قد تدخل إلى قلبه الفرح والبهجة والسعادة والأمل، وتحيي بداخله ذكريات من زمن جميل ولى، ولكن لا زالت بصماته تترك آثارها داخل ملايين البشر.

والصورة التي نشرها المخرج (رامي عادل إمام) لوالده النجم الكبير وزعيم جمهورية الفن (عادل إمام) متوسطاً أفراد أسرته بمناسبة خطوبة حفيده وحامل اسمه (عادل رامي عادل إمام)، أو (عادل إمام جونيور) تحمل قيمة كبرى مستمدة من قيمة الزعيم الفنية.

الصورة لم تسعد المصريين فقط ولكنها أسعدت كل عشاق (عادل إمام) والمؤمنين بفنه على مستوى العالم العربي وفي بلاد المهجر، وبمجرد أن نشرها نجلاه (رامي ومحمد) كادت تلف الفضاء الإلكتروني كاملاً، تجولت في كل الكوكب، تم تشييرها من المصريين والعرب وبعض من غير العرب.

كلنا كنا ننتظر هذه الصورة، وبمجرد الإعلان عن موعد زفاف (عادل رامي عادل إمام) على محبوبته مدربة اللياقة البدنية (سارة أشرف)، انتظر الناس إطلالة من الزعيم خلال الحفل.

محمود حسونة يكتب: (عادل إمام).. إطلالة تبهج قلوباً وتخرس ألسنةً
إطلالة تطمئن قلب محبيه عليه وعلى صحته وترد على من يستهدفونه بالشائعات

إطلالة تطمئن قلب محبيه

هى إطلالة تطمئن قلب محبيه عليه وعلى صحته وترد على من يستهدفونه بالشائعات من وقت لآخر، فضول الناس انصرف عن متابعة الزفاف ومن سيحضرونه وفستان العروس وكرنفال الأزياء المصاحب والذي تعرض فيه نجمات الفن والمجتمع أحدث التصاميم وأغلى المجوهرات.

حيث تركز على البحث عن زعيم الفن وصانع الضحك وجامع الناس على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم ومستوياتهم وأعمارهم حول الشاشات وقت عرض أعماله، وناشر الفرح في القلوب والبهجة في الوجدان والحكمة في القرار.

لم يظهر الزعيم (عادل إمام) في حفل الزفاف، وانتشرت أخبار عن تغيبه لظروف صحية، وبدأت الشائعات تتجدد، رغم أن كل أفراد العائلة يعيشون فرحة عادل الصغير، وانهالت على مواقع التواصل سيول من الصور التي نشرها فنانون وفنانات ومدعوون متباهين بحضور حفل زفاف الزعيم والذي أقيم في فيلا الجد بالمنصورية.

الكل يهنئ العريس والجد ومعهما الأب وباقي العائلة، والبعض يتساءل عن سر غياب نجم القرن، حتى نشر (رامي) صورة والده وهو يتوسط العروسين وباقي أفراد العائلة، أبناءً وأحفاداً، وتزين معه الصورة رفيقة الدرب وشريكة النجاح وسيدة الرقي زوجته السيدة هالة الشلقاني، التي شاركته صناعة عائلة محترمة، طيبة السمعة، جميع أفرادها مهذبون متواضعون ناجحون متألقون.

مصدر البهجة في الصورة ليس شخص (عادل إمام) فقط، ولكن كل العائلة، فهي عائلة النجم الأكبر قيمة والأنجح والأكثر إبداعاً وإضحاكاً، وصاحب الأعمال التي عبّرت عن وجه مصر الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والفكري على مدار سنوات نجوميته.

ورغم ذلك فهي تختلف عن غيرها وتختلف الصورة الذهنية الموروثة والآنية عن عائلات الفنانين، عائلة مستقرة متوحدة آمنة، لا تعرف الطلاق، تقدس القيم الأسرية، لكل فرد فيها مساحة مطلقة من الحرية ولكنها الحرية المسؤولة لا المنفلتة، تترجم في بنيانها الفكري والاجتماعي والسلوكي فكر عادل إمام الفني والإبداعي.

وكأنها التعبير الأفضل عن كل القيم التي دعا إليها عبر أعماله خلال تاريخ ممتد من العطاء والتفرد، إنها حقاً عائلة مصرية أصيلة، تعبر عن أصالة هذه الأرض وهي تنظر إلى المستقبل وتتسلح بأدواته وتعيش الحاضر بمعطياته متخلية فقط عن أمراضه.

لعل هذه الصورة تخرس الألسنة التي تخرج من وقت لآخر ناشرة ومروجة لإشاعة عن صحة الفنان الكبير، والذي ظل على مدار حياته هدفاً لأصحاب النفوس المريضة الذين يختلقون على الرموز ما ليس بهم، ولأنه الرمز الأشهر والأكثر شعبية وصاحب مساحة الحب والإعجاب الأكبر في قلوب عشاق فنه.

محمود حسونة يكتب: (عادل إمام).. إطلالة تبهج قلوباً وتخرس ألسنةً
أعماله ظلت خالدة في الوجدان الجمعي لشعب يعشق رموزه ولا يلتفت لمن يحاولون النيل منهم

أعمال ستظل محط إعجاب أجيال

فقد كان بالتوازي صاحب النصيب الأكبر من الشائعات، أمرضوه وأماتوه وقتلوه مراراً وهو لا يهتم بما يقولون ويواصل رحلته الإبداعية من دون أن تستوقفه شائعاتهم خلال مراحل حياته العملية.

واليوم بعد أن قرر الابتعاد واكتفى بما قدم من أعمال ستظل محط إعجاب أجيال، يواصلون استهدافه بشائعاتهم المسمومة وهو يستمتع بوقته وسط عائلته الكبيرة دون أن تستوقفه شائعاتهم، والتي لا تساوي في نظره الحبر الذي تُكتب به، ولذا فإن الصورة التي أبهجت الناس تساوي ملايين الكلمات وترد على آلاف المغرضين.

وتكفي لزرع الطمأنينة في قلوب المحبين على نجمهم الذي سيظل مفضلاً لسنوات بعد أن عجزت الأيام عن تعويض الجمهور عنه، ليظل تاركاً فراغاً نتمنى أن تملؤه الأيام بموهوب ومحبوب مثله تنجبه هذه الأرض الطيبة التي طالما أنجبت رموزاً عبر تاريخها، ظلت خالدة في الوجدان الجمعي لشعب يعشق رموزه ولا يلتفت لمن يحاولون النيل منهم.

الزعيم (عادل إمام) شارك في الاحتفال بزفاف حفيده بطريقته، لم يظهر في زحام الحفل، ولم يلتق ضيوف الزفاف، وترك الكل يضرب أخماساً في أسداس حتى أطل في هذه الصورة، والتي استهدف بها مشاركة حفيده فرحه وطمأنة الناس عليه من دون ضجيج.

وكأنه يبلغ رسالة للجميع بأنه قد اختار الراحة والاستمتاع بالعائلة ما تبقى له من عمر (أطاله الله) وأنه حسم أمره بالابتعاد عن الأضواء والضوضاء بعد أن تشبع شهرة ومجداً ولا يحتاج من الناس وبينهم أيضاً المشاهير سوى احترام قراره وتركه يعيش اختياره.

من يعرف (عادل إمام) يعرف أنه نجم بمساحة ليست لها حدود ولكنه رغم ذاك فهو الإنسان المصري البسيط، الفنان المتواضع، الزعيم الذي لا يقبل ألقاباً ولا يحب الإفراط في المديح، ويكفيه فقط أنه عادل إمام.

الغريب أن بعضاً ممن عاشوا حياتهم ينتقدون أعمال (عادل إمام) ويحاولون النيل منه، استفاقوا مؤخراً وأدركوا أن (الزعيم لا يزال يحتفظ بمكانته في قلوب الجمهور المصري والعربي).

ومن المؤكد أنها ليست استفاقة بقدر ما هى كلمات محسوبة منهم، فقد هاجموه في عز نجاحه ومجده للفت الأنظار إليهم عملاً بمبدأ (خالف تعرف)، وهم اليوم يمتدحونه ويعترفون بقيمته بعد أن نالوا من هجومهم عليه على مدار تاريخه ما كانوا يستهدفونه منه؛ فعلاً (اللي اختشوا ماتوا).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.