
بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
انطلق ماراثون (الانتخابات) لمجلس الشيوخ إولا ثم لمجلس النواب، وبعد عمليات التقديم من المرشحين وبقية إجراءاتها المطلوبه لدفع المرشح إلي هذا السباق، تبدأ حملات الترويج والدعايه للمرشحين والأحزاب وبرامجهم، ثم يأتي دور الفارس الأهم وهو المواطن صاحب الصوت في (الانتخابات) الذي يقرر من سينجح ومن الخسران.
وبناءا على هذه الأهمية القصوى لصوت المواطن في (الانتخابات)، كان لزاما علينا أن يكون صاحب هذا الصوت المصيري ملما وعارفا لفسيفساء الخريطه الحزبية في مصر.
وهنا يأتي دور مؤسسات الدولة من مدرسة وجامعة ومسجد وكنيسة وناد ومؤسسات كل يقوم بدوره في تبصير وتنوير وتثقيف الجمهور والناخب، حتي يحسن اختياره وحتى يختار الأفضل لمنطقته ووطنه.
وحتى يجيد النصج لغيره عن وعي وبصيرة، فالأسرة مسئولة عن تعريف أولادها بـ (الانتخابات) وأهميتها وبرامج الأحزاب وجديتها، هذا أمر هام، والمدرسه والنادي ودور العبادة ومؤسسات التعليم، وطبعا الأحزاب والسادة القائمين على العمل السياسي والحزبي والتثقيفي والتوعوي.
كل هؤلاء مطالبون بتعريف وتنوير وتبصير وتثقيف جمهور الناخبين سواء كانوا شبابا أو كبارا من أجل المعرفه الأفضل لخريطة الحياو الحزبيه، وبرامج أحزابها، وأبرز مرشحيهم، وقوة كل حزب وبرنامجه في الشارع المصري.
وأي البرامج أقرب لتطلعات المواطن واحتياجات الوطن، ولكني أزعم أن حالة من الفراغ السياسي وحالة من عدم التثقيف وحالة من عدم المعرفه بخريطة الحياه الحزبيه تسود الشارع المصري.

عدد الأحزاب المصرية
وهنا أتساءل: هل منا من يعرف عدد الأحزاب المصرية الحالية؟، وهل منا من يعرف شعار كل حزب؟، وهل منا من يعرف رئيس كل حزب؟، وهل منا من يعرف مقار هذه الأحزاب ولا أقول فروعها في المحافظات؟
وقد أكون طموحا لو قلت كام واحد فينا يعرف برامج الأحزاب أو برامج عدد منها؟!، الحقيقه أنه لا أحد يعرف عن حياتنا الحزبيه الكثير!
وعليه فإن دخولنا فترة (الانتخابات) دون جاهزيه معرفية بالحياة الحزبية، وبالتحالفات، ومن هي الأحزاب المتحالفه؟، وهل التحالف على أساس تشابه البرامج والأهداف؟ أم ماهي مبررات التحالفات الحزبية؟، وهل الناخب عليه أن يختار مرشحا مستقلا، أم قائمة؟، أو قائمة تحالف؟
وهل الناخب يعلم شيئا عن المرشحين، وهل يعلم شيئا عن الأحزاب، وبرامجهم ورموزهم، وهل يعلم أي الأحزاب متحالفة؟
الآن وقد بدأ ماراثون (الانتخابات، بلا وعي ولا تنوير ولا تثقيف ولا دراية، فهل يمكن في هذا الفتره أن نكثف نشاط كل الجهات لشرح بانوراما الحياة الحزبيه في مصر، وتوضيح الإنتماء السياسي لكل حزب: هل هو يمين أو يسار أو وسط.
وماهي أبرز التحالفات، وأبرز نقاط التوافق بين برامج عمل الأحزاب، ومن أبرز المرشحين، ومن أقرب المرشحين والأحزاب لتطلعات شعبنا ووطننا؟، وإذا كانت هذه الفتره الإنتخابيه الكل مشغول في أموره الإنتخابية من زيارات، ومؤتمرات، وخدمات، ووعود وغيره من مظاهر المشهد الإنتخابي.

دور مجالس الشيوخ والنواب
فإن الدور يقع علي عاتق وسائل الإعلام وعليها من الآن تكثيف فقرات البث من تنويهات للتعريف بالخريطة الحزبية والبرامج الإنتخابية والتحالفات الحزبية، وأبرز القوائم وأبرز المرشحين ودور مجالس الشيوخ والنواب والمنتظر منهما في الدورة القادمة وما تحتاجه مصر وأقاليمها داخليا وخارجيا.
ولا يصح أن يتم إجراء عمليه (الانتخابات) دون وعي للمواطن بأحزاب مصر وتحالفاتها وبرامجها ومرشحيها والمطلوب منها مستقبلا، وعليه فإن إعلامنا مطالب بتنويها وشروح وتوضيحات وتفسيرات للعمليه الإنتخابية، ووضوح البرامج وقربها من تطلعات الشعب والوطن والأجيال القادمة.
على الإعلام أن يستعرض كافة الإجراءات وبرامج المرشحين، وأن يكون مرشدا حقيقيا لاختيار المواطن وجهته الصحيحة في اختيار الأفضل من المرشحين، حتى تتحقق الجدوى من هذا الاختيار.
بدلا من الغرق في البرامج التافهة التي تخوض في سير النجوم والنميمة التي تستمتدها من السوشيال ميديا البغيضة، وبرامج الطبخ والتسلية التي تخلو من الترفيه الحقيقي، والخوص في التفاهات غير المجدية، ينبغي أن يعي الإعلام دوره الحقيقي في التوعية والتثقيف والحث على التنمية، وهى أبرز أدواره تجاه الشعب الذي يعاني الأمرين في جباية الحكومة وارتفاع الأسعار الجنوني.
أما أن نخوض الإنتخابات ونحن لا نعلم شيئا عنها فهذا عبث يؤدي إلي اختيار قوائم وأفراد وأحزاب لاعلاقة لها بالواقع المصري ومتطلباته.. ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد، وتحيا دوما مصر فتية أبيه بفضل الخالق الأعظم.. آمين يارب العالمين.