رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

هل ينقذ وزير الثقافة (محمد هنيدي) من مرحلة الأفول والفشل التى يمر بها حاليا؟!

هل ينقذ وزير الثقافة (محمد هنيدي) من مرحلة الأفول والفشل التى يمر بها حاليا؟!
محمد هنيدي بين وزير الثقافة وخالد جلال

كتب: أحمد السماحي

منذ أيام استقبل الدكتور (أحمد فؤاد هنو)، وزير الثقافة، النجم الكبير (محمد هنيدي)، بحضور المخرج خالد جلال، رئيس قطاع الإنتاج الثقافي، وذلك لبحث تقديم عروض مسرحية في عدد من محافظات الجمهورية.

وذلك في إطار حرص (وزارة الثقافة) على دعم المسرح المصري وتعزيز التعاون بين الدولة والقطاع الخاص، وتناول اللقاء سُبل التعاون المشترك في إنتاج وتقديم عروض مسرحية نوعية خلال الفترة المقبلة، على أن تُقام في عدد من المحافظات.

والسؤال الذي نطرحه هل يعطي وزير الثقافة الدكتور (أحمد فؤاد هنو) قبلة الحياة للنجم (محمد هنيدي) الذي يعيش في السنوات الأخيرة مرحلة أفول لنجوميته، وعدم نجاح في كل الأعمال التى يقدمها سواء في السينما، أوالمسرح، أوالتليفزيون؟!

هذا السؤال سيظل معلقا حتى نرى ما يتمخض عنه هذا المشروع المهم، الذي تحتاجه كل أطرافه خاصة النجم (محمد هنيدي)!، فضلا عن الجمهور المصري البسيط.

هل ينقذ وزير الثقافة (محمد هنيدي) من مرحلة الأفول والفشل التى يمر بها حاليا؟!
لم تقتصر قبلة (محمد هنيدي) على السينما فقط، ولكنه منح أيضا (قبلة حياة) أخرى للمسرح

نقطة تحول السينما والمسرح

المتابع لمسيرة (محمد هنيدي) منذ فيلمه (إسماعيلية رايح جاي)، و(صعيدي في الجامعة الأمريكية)، و(همام في أمستردام)، مرورا بـ (جاءنا البيان التالي)، و(صاحب صاحبه) و(يا أنا يا خالتي) .

و(وش إجرام)، (فول الصين العظيم) و(عندليب الدقي)، وصولا لـ (رمضان مبروك أبو العلمين حمودة) و(أمير البحار)، و(تيتة رهيبة) يجد أنه قدم مجموعة من الرؤى الطازجة الجديرة بكل إعتبار.

والتى يمكن النظر إليها بيسر شديد على أنها كانت قبلة الحياة للسينما المصرية، والتى أنقذتها من الأفلاس، وأعادت إليها الشباب والحيوية، والمرح، والضحكة الحلوة.

ولم تقتصر قبلة (محمد هنيدي) على السينما فقط، ولكنه منح أيضا (قبلة حياة) أخرى للمسرح، أعادت له الروح والجماهير، في وقت كان المسرح يلفظ أنفاسه الأخيرة من خلال أعمال تجارية ساقطة تزهو فاجرة بسقوطها الفني والأخلاقي، وتزخر بها خشبات المسرح التجاري.

فجاء (محمد هنيدي) بداية من (حزمني.. يا)، مرورا بـ (ألابندا) و(عفروتو) و(طرائيعو) وفجر الكوميديا، وأعاد (ضحكة زمان) من خلال أدائه الكوميدي السريالي الذي يؤكد عدم الجدوى، وعدم القدرة على تغيير الأوضاع السياسية والأقتصادية والإجتماعية.

هل ينقذ وزير الثقافة (محمد هنيدي) من مرحلة الأفول والفشل التى يمر بها حاليا؟!
بوستر (مرعي البريمو) الذي لم يحقق أي نجاح
هل ينقذ وزير الثقافة (محمد هنيدي) من مرحلة الأفول والفشل التى يمر بها حاليا؟!
بوستر فيلم (نبيل الجميل) لم يحقق نجاح يذكر

هنيدي وسنوات الأفول

لكن في السنوات الأخيرة حار (محمد هنيدي) في إمكاناته المتعددة، وحار فيما يريده هو، وما يريده جمهوره منه، وحار في الحصول على سر المعادلة الصعبة، وعلى العثور على التوازن الدقيق.

فطرح نفسه وموهبته فيما اعتقد أنه الحل الأمثل، فقدم منذ عام 2015 مجموعة من الأفلام المتتالية التى لم تحقق أي نجاح، من عينة (عنتر ابن ابن ابن ابن شداد) و(الإنس والنمس) و(نبيل الجميل أخصائي تجميل)، (مرعي البريمو) وغيرها.

ونفس حالة الفشل مر بها (محمد هنيدي) في المسرح، فقدم أعمال ساذجة وسطحية يغلب عليها ( الفهلوة، والعبط والهبل)  من عينة (3 أيام في الساحل) و(سلام مربع) و(المجانين).

حتى فيلمه الجيد (رمضان مبروك أبوالعلمين) الذي حقق نجاحا جيدا، (مرمطه) من خلال مسرحية منزوعة الدسم حملت إسم (ميوزيكال سكوول)! وهذه المسرحيات لم تعجب إلا الساذجين الذين يشاهدون المسرح لأول مرة!.

وبعد فشل هذه الأعمال كلها وعلى مدى سنوات، وجد (محمد هنيدي) الأرض تهتز من تحته، ومكانته الفنية تتزحزح، خاصة مع ظهور نجوم كوميديا جدد من الشباب أكثر حيوية وإلماما بمفردات الضحك الجديدة!

هل ينقذ وزير الثقافة (محمد هنيدي) من مرحلة الأفول والفشل التى يمر بها حاليا؟!
بوستر مسلسل شهادة معاملة أطفال الذي لم يحقق أي نجاح

هنيدي مضحك ولي النعم

 فانكفأ (هنيدي) على نفسه وأرتضى مؤخرا أن يهمل أعماله الفنية، ويكون مضحك الملك، والأمير، وولي النعم، طالما أن (النكت) التى يلقيها لهؤلاء في الجلسات الخاصة والأماكن المغلقة، تعود عليه بالخير الوفير، وتحل معها بركات ولي النعم!

وأخيرا جاءت (قبلة) وزير الثقافة الدكتور (أحمد فؤاد هنو) لمحمد هنيدي، من خلال مشروع (مسرح المحافظات)، والسؤال الذي نطرحه: هل سيقتنص (محمد هنيدي) هذه الفرصة الذهبية، ويعيد ترتيب أوراقه مجددا، ويعود إلى نفسه وإلى جمهوره الحقيقي من البسطاء واالغلابة والمكافحين في مصر المحروسة؟

أم سيستغل هذه الفرصة الذهبية، ويستغل إفتقاد جمهور المحافظات للمسرح ونجومه الكبار، و(ينحت الفرصة) ويقدم للجمهور المصري البسيط، مجموعة من الأعمال أو (الأسكتشات) الكوميدية الساذجة التى تخاطب الجزء التافه في أذن وعين الجمهور؟!

لا نريد أن نصدر أحكام من الآن على هذا المشروع الثقافي الفني المهم الذي نحتاج إليه بقوة، هو وغيره من المشاريع الفنية الثقافية، وعلينا أن (نصبر) بعض الوقت، ونرى ماذا سيقدم النجم (محمد هنيدي)، والمخرج (خالد جلال) الراعي الرسمي له، من أعمال؟!

هل ينقذ وزير الثقافة (محمد هنيدي) من مرحلة الأفول والفشل التى يمر بها حاليا؟!
نتمنى أن نرى مسرحا حقيقيا يخاطب العقل، ويهذب الأخلاق، مسرح من الناس وإلى الناس

مسرح يخاطب العقل

نتمنى أن نرى مسرحا حقيقيا يخاطب العقل، ويهذب الأخلاق، مسرح من الناس وإلى الناس، مسرح تشعر وأنت تشاهده أن أصحابه يعكسون في إبداعهم هما واهتماما اجتماعيين لدى الناس، ومن ثم فقد صاغوا هذه الهموم وهذه التفاصيل والإهتمامات بشكل فني ودرامي بديع، وطرحوها على الناس في صيغة تؤكد أنهم الأقرب إلى جموع الكادحين.

كما تؤكد أنهم يتناولون حياة الناس ومشاعرهم من وضع أقرب، بعيدا عن الأسكتشات الكوميدية المليئة بالإستخفاف والتفاهة والسطحية التى اعتاد عليها (محمد هنيدي) في السنوات العشر الأخيرة!

هذه كلمة خالصة لوجه الله، ولوجه هذا المشروع الفني الثقافي المهم، فربما (محمد هنيدي) يفيق إلى نفسه، ويعود من غشيته!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.