رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

إنها قافلة ­(الصمود والتصدي) لإرادة مصر التي قدرها الدفاع عن القضية الفلسطينية !

إنها قافلة ­(الصمود والتصدي) لإرادة مصر التي قدرها الدفاع عن القضية الفلسطينية !
بيان وزارة الخارجية الواضح في مضمونه في الحفاظ على أمن مصر
إنها قافلة ­(الصمود والتصدي) لإرادة مصر التي قدرها الدفاع عن القضية الفلسطينية !
محمد حبوشة

بقلم الكاتب الصحفي: محمد حبوشة

ضجت القنوات الفضائية طوال الأيام الثلاثة الماضية بردود فعل متناقضة حول دخول وفود قافلة (الصمود والتصدي) المزعومة، للوقوف بجانب الشعب الفلسطيني في أزمته الحالية، وأظهرت تلك الوفود غضبا واسعا بعد منع قافلة الصمود من عبور مصر، بوهم أنها نسقت لهذا الحشد منذ أسبوعين تقريبا بالتنسيق مع السلطات المصرية.

والحقيقة أن طبقا لبيان وزراة الخارجية المصرية فإن مصر ليست ضد أي محاولة لإنهاء الحصار والموت المفروض على الشعب الفلسطيني، لا قبل عملية (طوفان الأقصى) ولا بعدها، وهناك جهود حثية تبذلها مصر في هذا الاتجاه، حتى جاءت قافلة (الصمود والتصدي) المزعومة.

ولكنها أوضحت في بيانها عددا من الضوابط المهمة المعمول بها دبلوماسيا وأمنيا في كل دول العالم، موضحا أن هذه الضوابط تطبق على جميع ضيوف مصر بلا استثناء، بل إن مصر، فتحت ذراعيها للجميع، واستقبلت 9.5 مليون شقيق عربي في القاهرة، يتمتعون بكافة الحقوق والحريات في العمل والتجارة.

وهو ما يؤكد أن هذا هو الدور التاريخي لمصر، شعبيا ورسميا، وهو ما أكده الرئيس السيسي حين دعا إلى عدم التخلي عن الأشقاء، وقال: (ما تبقوش أنتو والزمن عليهم)، ولكن يبقى من حق أي دولة، ومن بينها مصر، أن تطلب الحصول على موافقات مسبقة لإتمام أي زيارات على أراضيها.

إن أي دولة، مثل (تونس أو الجزائر) أو غيرها، لا تسمح بالدخول إليها إلا بتأشيرة وتفاهم أمني مسبق، وبالتالي من الطبيعي أن يكون هناك تنسيق مشترك مع الدولة المصرية قبل التحرك في أي نشاط داخل أراضيها، خاصة في المناطق الحدودية الحساسة.

ومن ثم يبدو واضحا للكافة أن تحرك قافلة (الصمود والتصدي) دون تنسيق مع الدولة المصرية يعد تعديا على سيادتها وتهديدا مباشرا لأمنها القومي، خاصة أن مصر ، التي تقود جهود الدعم الفلسطيني عبر فتح المعابر وإرسال المساعدات الطبية والغذائية، لن تسمح باستخدام أراضيها كساحة للاستعراض الإعلامي.

إنها قافلة ­(الصمود والتصدي) لإرادة مصر التي قدرها الدفاع عن القضية الفلسطينية !

إنها قافلة ­(الصمود والتصدي) لإرادة مصر التي قدرها الدفاع عن القضية الفلسطينية !
الدولة المصرية لا تتاجر بالقضية الفلسطينية

مصر لا تتاجر بالقضية

الثابت أن مصر (قيادة وشعبا) من جانبها تقدم دعما صامتا ومخلصا لفلسطين، بعيدا عن الشعارات الدعائية، من خلال إمدادات عبر الحدود وجهود التفاوض لوقف التصعيد، كما أن الدولة لا تتاجر بالقضية الفلسطينية، بل تعمل بمسؤولية لحماية المدنيين في غزة.

وبحسب تعبير الإعلامي (أحمد موسى) أوضح أن القافلة، التي يصفها بـ (قافلة الفوضى)، تسعى لتحقيق مكاسب شخصية وإعلامية على حساب استقرار مصر، مشيرا إلى أن أي تحرك على الحدود دون احترام القوانين يعتبر استفزازا غير مقبول.

وأكد (موسى) أن مصر لن تكون أداة في يد من يسعون للضغط عليها باسم القضية الفلسطينية، مؤكدا أن أمن الحدود وكرامة الجيش خطوط حمراء، مضيفا أن القضية الفلسطينية تظل أولوية مصرية، لكن لن يسمح بأي محاولات لزعزعة استقرار الوطن تحت أي ذريعة.

نعود إلى أن مصر بالبيان الذي أصدرته وزارة الخارجية لجأت إلى حل وسط، أنها لا تمانع دخول قافلة (الصمود والتصدي) أو أي قوافل؛ لكن هناك اشتراطات يجب اتباعها، وهى الحصول على التأشيرات والموافقات، ومن ثم لن يدخل أحد دون تحقيق تلك الشروط.

وليعلم الجميع بأن السلطات في مصر لن تسمح بأي حال بدخول هذا العدد الكبير الذي وصل إلى آلاف المشاركين، بحسب التقارير الإعلامية، لكن قد تسمح بدخول مجموعة قليلة جدا منتقاة، وبعد تحقيق الاشتراطات من أجل السماح لهم بتوصيل الرسالة التي لا تختلف مع الرسالة المصرية، وهي رفض حصار وتجويع الفلسطينيين.

مصر ترحب من جانبها بالمواقف الدولية والإقليمية، الرسمية والشعبية، الداعمة للحقوق الفلسطينية، والرافضة للحصار والتجويع والانتهاكات الإسرائيلية السافرة والممنهجة بحق الشعب الفلسطيني بقطاع غزة، وتؤكد في هذا الصدد (استمرارها في العمل على المستويات كافة لإنهاء العدوان على القطاع، والكارثة الإنسانية التي لحقت بأكثر من مليونين من الأشقاء الفلسطينيين).

ساءني جدا رد فعل مايسمي نفسه بالناشط المصري (أحمد دومة)، الذي يفتقد إلى الانتماء الوطني، عندما قال في وقاحة ودون إدراك للسيادة المصرية على أرضها: (بيان الخارجية المصرية لطيف الصياغة مضلل المضمون.. يتجاهل معطيات الواقع، المعلن منها وغير المعلن.

إنها قافلة ­(الصمود والتصدي) لإرادة مصر التي قدرها الدفاع عن القضية الفلسطينية !

إنها قافلة ­(الصمود والتصدي) لإرادة مصر التي قدرها الدفاع عن القضية الفلسطينية !
لست أدرى لماذا تخرج أصواتا مصرية كريهة مثل (دومة وغيره) للخوض في أمور تخص أمن الوطن

أصوات مصرية كريهة

وذهب هذا (الدومة) بضميره المفقود قائلا: (لقد تم تقديم مجموعات عمل القوافل طلبات التصريح وبيانات المشاركين وأعدادهم وخطوط السير والأهداف وكل التفاصيل، ثم ماطلت الأجهزة وتجاهلت، ثم وعدت بالتنسيق، وأخيرا هددت بالمنع والاعتقال).

ولست أدرى لماذا تخرج أصواتا مصرية كريهة مثل (دومة وغيره) للخوض في أمور تخص أمن الوطن والمواطن المصري الذي يحمل على عاتقه الدفاع عن الشعب المصري عبر تاريخه القديم والحديث؟

وهنا أتساءل: هل هانت مصر على أمثال هؤلاء الذين يكيدون لمصر، متناسين مواقف الخذلان التي أبدوه تجاه هذا البلد بداية من أحداث 25 يناير الفوضوية، ومرور بمقاومة عنيفة لثورة 30 يونيو العظيمة، تلك التي أسقطت نظام الإرهاب الأخواني الذي كاد يؤدي بمصر إلى المصير الأسود والمجهول؟

ألم ينتبه هؤلاء إلى تلك النوايا الخبيثة التي جاءت على لسان مسئولي قافلة (الصمود والتصدي) زاعمة أنها مجرد صرخة في بلادة الحس الإنساني، بينما تسفك دماء الضحايا من المواطنين الفلسطينيين في غزة رجالا ونساء وأطفالا، كما أنها تحريض على الفعل، لا إشاحة العيون عن العيون الذابلة من الجوع.

الكلام جميل وإنساني في شكله العام، لكن باطنه يحمل شرا، حيث أنهم يريدون الزج بمصر في أتون المجهول، وذلك بالتعدي على سيادة بلد ظل طوال عقود طويلة في مواجهة العدو الإسرائيلي، ولعل المواقف المصرية بادية للعيان في هذا الصدد منذ انطلاق انتفاضة الأقصى في 17 أكتوبر 2023 وحتى اليوم.

وعليه فإن الهجمة الشرسة سواء من جانب النشطاء المزعومين أو من جانب القنوات الإخوانية التي تحاول الوصول إلى سيناريو الفوضى، ينبغي إدارك أهمية التزام كافة الزائرين بقوانين الدولة المصرية المتعلقة بالدخول والإقامة، والتقيد بالتصاريح والتأشيرات المنظمة، انطلاقا من احترام السيادة الوطنية، وتقديرا للجهود التي تبذلها مصر في دعم القضية الفلسطينية على كافة المستويات.

لقد أكدت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري على أن مصر تظل الطرف العربي الأوثق ارتباطا بالقضية الفلسطينية، وهى تواصل بشتى الأدوات السياسية والدبلوماسية والإنسانية جهودها لرفع الحصار عن غزة، وإنهاء معاناة المدنيين، وضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومنتظم، بالتوازي مع تحركات دولية تهدف إلى إنهاء الاحتلال وتحقيق سلام عادل ودائم.

إنها قافلة ­(الصمود والتصدي) لإرادة مصر التي قدرها الدفاع عن القضية الفلسطينية !

إنها قافلة ­(الصمود والتصدي) لإرادة مصر التي قدرها الدفاع عن القضية الفلسطينية !
علينا جميعا أن نثمن وندعم ونساند موقف الدولة المصرية

دعم موقف الدولة المصرية

علينا جميعا أن نثمن وندعم ونساند موقف الدولة المصرية ممثلة في قيادتها الحكيمة وفي مساعيها الدبلوماسية من هذه الدعوات والزيارات الأجنبية، فمصر لا تمانع على الإطلاق في تقديم أي مساعدات دولية أو اقليمية أو مساع خارجية وعربية من أجل دعم حقوق الشعب الفلسطينى.

وذلك في رفض قاطع للحصار والتجويع والانتهاكات من الجانب الاسرائيلى السافرة والممنهجة بحق الشعب الفلسطينى بقطاع غزة ولكن يجب احترام سيادة الدولة المصرية وحدودها خط أحمر لا يمكن السماح بالمساس به على الإطلاق، في ظل ما يدعونه بقافلة (الصمود والتصدي).

إن موقف مصر ثابت وراسخ فيما يتعلق بدعم ومساندة وتحمل المسؤولية تجاه القضية الفلسطينية، لكن بما لا يمس سيادتها وأمنها وسلامتها بعيدا عن مناورات ترقى إلى المؤامرة تحت لواء (الصمود والتصدي).

ولذلك كان يجب على منسقي الزيارات الخاصة بالقافلة والوفود الأجنبية المرافقة لها الحصول على تصاريح أو موافقات مسبقة من الجانب المصرى أو من السفارات المصرية الموجودة في تلك البلاد أو من خلال السفارات الأجنبية الموجودة على أرض مصر قبل القيام بمثل هذه الأمور.

مصر ليست مستباحة، وحدودها ملكية خاصة ليست للعبث أو مهاترات جواسيس وأذرع جماعة الإخوان، قافلة كسر الحصار على غزة مؤامرة مقروءة، وأدواتها مجموعة من الشابات والشباب هواة رحلات السفاري لا يعلمون شيئا عن عقيدة المقاتل المصرى، كما أن مصر لم تتأخر أبدا في دعم ومساندة القضية الفلسطينية على مر التاريخ لكن من دون أن تمس حدودها وسيادتها.

ولدىّ تساؤلات أخرىأخير: هل قافلة الصمود حراك حقيقي ومبادرة شعبية أم فخ للدولة المصرية؟ حقيقة، إن كانت هذه القافلة (الصمود والتصدي) مبادرة فنقدرها ونثمنها، لكنها جاءت متأخرة جدًا؛ فأين هذه التحركات منذ بدء العدوان؟ أين ثورة الغضب الشعبي والرسمي العربي والإسلامي، لوضع حد لهذه المجازر الدموية الإسرائيلية؟ أين الضمير العالمي؟ أين أبناء الأمتين العربية والإسلامية وأكثر من مليارين من أبنائها؟

بالطبع هذه التحركات الشعبية لكسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة لا نقف أمامها، ولكن نقوم بدعمها برؤية ووعي ومعرفة خطورة ما وراء الأمر؛ مما يثير تساؤلات بشأن رسائل ودلالات ما يجري.

 

إنها قافلة ­(الصمود والتصدي) لإرادة مصر التي قدرها الدفاع عن القضية الفلسطينية !
علينا جميعا بفضح جرائم الاحتلال والوقوف بجوار الصامدين المحاصرين في قطاع غزة

فضح جرائم الاحتلال

أين هذه التحركات حتى داخل دول هؤلاء النشطاء لكسر جدار الصمت، وفضح جرائم الاحتلال والوقوف بجوار الصامدين المحاصرين في قطاع غزة واتخاذ خطوات فعلية لوقف جرائم التجويع والتشريد والقتل والهدم والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني؟

إن قافلة (الصمود والتصدي) المزعومة، وبهذه الصورة التي تتحرك بها تسعى لإحراج مصر سياسيا، في وقت تتحرك فيه الدولة المصرية قيادة وشعبا بشكل مسئول لدعم الفلسطينيين في كل الاتجاهات، في وقت نعلم أن هناك من يجلس في الغرف المكيفة والقصور الفارهة ولا يهمه الأمر من قريب أو بعيد. 

إن ما يحدث الآن من وجهة نظري المتواضعة هدفه الرئيسي وضع مصر، وكأنها هى من تمنع دخول المساعدات وتوجيه اتهامات باطلة للدولة المصرية، وكأنها هى المسئولة عن هذا الصراع التاريخي، مما يجعلنا نستنبط أن هناك هدفا لجر مصر إلى مواجهة مباشرة أو إحداث تطورات غير محمودة العواقب.

إذن فلتخرص الألسنة الداعية إلى الفوضى على الحدود المصرية الإسرائيلية، حقيقة الوضع شائك للغاية، وكان الله في عون متخذي القرار بالدولة المصرية في ظل ضرورة الحفاظ على الأمن القومي ووجود ضغوط إقليمية ودولية متزايدة، ولنشكر مشاعر الشعوب المساندة للحق الفلسطيني، ولكن ينبغي أن يترجم عبر إعلام يتصدي لدولة الاحتلال.

وفي النهاية: على جميع المشككين أن يعلموا أن مصر قيادة وشعبا منذ بدء أزمة القضية الفلسطينية وهي تحمل على عاتقها نصرتها والدفاع عن مقدساتنا الإسلامية، وكافة الحروب التي خاضتها الدولة المصرية منذ بدء تجييش الجيوش في عام 1948، مرورا بحرب 1956، ثم حرب عام 1967، وكذلك حرب الاستنزاف ومعركة نصر أكتوبر عام 1973.. والله من وراء القصد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.