الليلة افتتاح مهرجان (كان) وتكريم (روبرت دي نيرو)

كتب: أحمد السماحي
تتجه أنظار العالم اليوم خاصة محبي الفن السابع إلى مدينة (كان) الفرنسية، خاصة إلى مهرجان (كان السينمائي الدولي)، حيث يتم ستُفتتح فعاليات الدورة 78 من مهرجان كان السينمائي الدولي والتي تستمر حتى 24 مايو الجاري.
وأختار مهرجان (كان) شعاره هذا العام من خلال ملصق العناق الأبدي بين (أنوك إيميه) بشعرها الأشعث وعينيها المليئتين بالشوق، وجان لوي (جان لوي ترينتينيان)، بابتسامته التي تشعّ فرحاً مُعدياً.
وقد تلقى مهرجان (كان) هذا العام مجموعة كبيرة من الأفلام اقتربت من 3000 فيلم، وصلت إلى ( 2909 ) أفلام تقدمت للمشاركة في واحدة من تظاهراته الخمس أبرزها: (المسابقة الرسمية، نظرة ما، وكان بروميير، ونصف شهر المخرجين، و أسبوع النقاد) وتم إختيار 21 فيلماً في المسابقة أخرجت 6 منها نساء.

مشاركة توم كروز
يشارك في مهرجان (كان) نجوم لامعة، من بينها، (توم كروز، وريس أندرسون، وجيم جارموش)، كما تظهر النجمة الأمريكية (سكارليت جوهانسون) لأول مرة كمخرجة، من خلال فيلمها (اليانور العظيم Eleanor the Great).
تفتتح نسخة هذا العام من المهرجان بفيلم (Leave One Day) للمخرجة الفرنسية (أميلي بونان)، في أول تجربة إخراجية طويلة لها.

جولييت بيونش رئيس لجنة التحكيم
ودورة هذا العام تنظم تحت شعار (رسالة أمل وانفتاح على العالم)، ويرأس لجنة تحكيمها النجمة الفرنسية (جولييت بينوش)، ثاني امرأة ترأس اللجنة بدورتين متتاليتين).
وفي عضوية لجنة التحكيم 9 نجوم وكتاب عالميين هم: الممثلة والمخرجة الأميركية (هال بيري)، الحائزة على الأوسكار، والمخرجة والكاتبة الهندية بايال كاباديا، والممثلة الإيطالية ألبا رورفاكر.
والكاتبة الفرنسية من أصل مغربي ( ليلى سليماني)، والمخرج والمنتج الكونغولي (ديودو حمادي)، والكاتب والمخرج الكوري (هونغ سانغسو)، والكاتب والمخرج المكسيكي (كارلوس ريجاداس) والممثل الأميركي (جيريمي سترونغ).

السعفة الذهبية لدي نيرو
يكرم مهرجان (كان) في دورته الحالية النجمة العالمية (نيكول كيدمان) بجائزة (وومن إن موشان)، كما سيمنح المهرجان الممثل الأمريكي الكبير (روبرت دي نيرو) سعفة ذهبية فخرية خلال مراسم الافتتاح، تقديراً لمسيرته السينمائية الحافلة.
والتي امتدت لعقود وارتبطت بأهم أفلام المهرجان، وسيقدم (روبرت دي نيرو) محاضرة في قاعة (ديبوسي) غدا الأربعاء 14 مايو، بحضور عشاق السينما وصناعها.

التضامن مع أوكرانيا
أعلن مهرجان (كان) السينمائي عن تنظيم (يوم أوكرانيا) تضامناً مع الشعب الأوكراني، حيث يتضمن البرنامج الخاص عرض ثلاثة أفلام وثائقية تركز على الحرب في أوكرانيا، وفقاً لما ذكره المنظمون في بيان صدر مؤخرا.
وأشار البيان إلى أن (يوم أوكرانيا) يهدف إلى تذكير الجميع بالتزام الفنانين والمؤلفين والصحافيين بتسليط الضوء على هذا النزاع المستمر في قلب أوروبا، والذي يؤثر على الشعب الأوكراني والعالم منذ ثلاث سنوات، في إشارة إلى تداعيات الغزو الروسي الذي بدأ في عام 2022.
سيتم تنفيذ البرنامج بالتعاون مع مجموعة (فرانس تلفزيون)، ووسيلة الإعلام الفرنسية (بروت)، وبلدية كان، ويشمل عروضاً في قصر المهرجانات لثلاثة أفلام، منها وثائقي عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وتقرير ميداني من الجبهة أعدّه المفكر الفرنسي (برنار هنري ليفي) بين فبراير وأبريل 2025، بالإضافة إلى فيلم (انغماسي يوثق حياة فصيلة عسكرية)، من إنتاج مخرج أوكراني متخصص في الأفلام الوثائقية.
وشدد منظمو المهرجان على أن هذا البرنامج يُذكر بالتزام مهرجان (كان) السينمائي وقدرته على تناول قضايا العالم من خلال السينما، وبأنه منصة تنقل أصوات الشهود على حقائق العصر والملتزمين بالحقيقة.
ويأتي هذا الحدث امتداداً للدعم الذي أبداه المهرجان لأوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي، حيث كان الرئيس (زيلينسكي) قد ألقى في مايو 2022 كلمة عبر الفيديو خلال حفل الافتتاح، استحضر فيها رمزية (تشارلي شابلن) في مواجهة الحرب.
كما أكد المهرجان سابقاً موقفه الرافض لاستضافة أي ممثلين رسميين لروسيا أو هيئات حكومية روسية أو صحافيين ينتمون للخط الرسمي الروسي طالما استمرت الحرب.
ومن المتوقع أن يبرز الصوت الأوكراني في الدورة الحالية عبر مشاركة المخرج (سيرغي لوزنيتسا) في المسابقة بفيلمه الجديد (مدعيان عامان)، الذي يتناول عمليات التطهير الستالينية.
بينما يُنتظر أن يتناول من خلاله الواقع السياسي المعاصر، كذلك، سيُعرض ضمن قسم (كان بروميير) فيلم (اختفاء يوسف منغيليه) للمخرج الروسي المنفي كيريل سيريبرينيكوف.

حرب غزة حاضرة بقوة
لن يقتصر مهرجان (كان) في دورته هذا العام على دعم أوكرانيا فقط، ولكن (حرب غزة) تحضر بقوة من خلال عدد من الأفلام التي تتناول أحداثها، من بينها وثائقي قُتِلت الشخصية الرئيسية فيه، وهى مصوِّرة من غزّة، بقصف صاروخي إسرائيلي في منتصف إبريل الماضي.
وسيكون عرض الفيلم الروائي الطويل (ضع روحك على كفك وامشِ) أحد أبرز أحداث المهرجان الذي يتوقع أن تُثار فيه مجدداً الحرب بين إسرائيل وحماس في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وذلك سواء في المؤتمرات الصحافية أو على السجادة الحمراء، ففي دورة العام الماضي، ارتدت الممثلة الأسترالية الأميركية (كيت بلانشيت) فستاناً يحمل ألوان العلم الفلسطيني.
وستكون الكلمات التي ستُلقى، بدءاً من حفلة الافتتاح اليوم الثلاثاء موضع اهتمام ورصد لجهة إمكان تطرُّقها إلى الموضوع.
ففي افتتاح مهرجان (برلين السينمائي) في فبراير الماضي، نددت (تيلدا سوينتون) بعمليات القتل الجماعي وارتكابات لا إنسانية نشهدها بأمّ العين، ساخرةً من خطة الرئيس الأميركي (دونالد ترامب) لتحويل القطاع (ريفييرا الشرق الأوسط)، من دون أن تشير بشكل مباشر إلى إسرائيل أو غزة.
أما على شاشة المهرجان، فستتاح للجمهور مشاهدة فيلمين روائيَّين، أحدهما ضمن قسم (نظرة ما) بعنوان (كان يا ما كان في غزة)، للمخرجَين الشقيقَين (طرزان وعرب ناصر)، وهما غزّيان يعيشان خارج القطاع منذ سنوات.
وأُدرج في اللحظة الأخيرة ضمن برنامج قسم (أسبوعا المخرجين) فيلم (يسYes) للمخرج الإسرائيلي (ناداف لابيد) المعروف بانتقاده التوجهات السياسية للدولة العبرية، وتدور قصة الفيلم في إسرائيل بعد أحداث السابع من أكتوبر 2023، وهى عن موسيقي يتولى تأليف نشيد وطني جديد.
وتتوجه الأنظار إلى العرض الأول عالمياً لفيلم (ضع روحك على كفك وامشِ) يوم الخميس 15 أمايو، إذ يُتوقع أن يكون مؤثراً جداً.
فهذا الوثائقي للمخرجة الإيرانية (سبيده فارسي) يتمحور حول فاطمة حسونة البالغة 25 عاماً، ابنة غزة التي كانت تصوّر حياتها اليومية أثناء الحرب.
وفي 15 إبريل، علمت الشابة أن الفيلم أُدرج ضمن برنامج المهرجان، ولكن في اليوم التالي، دمّر صاروخ منزلها بالكامل، ما أدى إلى مقتلها مع عائلتها، ولم تنجُ سوى والدتها.
وسيكون عرض الفيلم ضمن فئة (أسيد ACID)، وهي الأقل شهرة بين الأقسام الموازية في مهرجان كان لكنها، وسيلة لتكريم ذكرى الشابة التي وقعت ككثر غيرها ضحية للحرب.
وأكد (مهرجان كان السينمائي) عن صدمته وحزنه العميق إزاء هذه المأساة التي هزت العالم أجمع، وطلبت منظمات سينمائية إقامة تكريم في هذه المناسبة.
وقالت المخرجة (سبيده فارسي 60 عاماً)، وهي لاجئة سياسية في فرنسا، لوكالة (فرانس برس): إنها كانت إلى اللحظة الأخيرة تؤمن بأن (فاطمة حسونة) ستأتي إلى المهرجان، وأن الحرب ستنتهي، ولقد أخطأنا عندما صدقنا ذلك، لأن الواقع تجاوزنا).