رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

علي عبد الرحمن يكتب: (الدراما) بين الجهات والمؤتمرات والتصريحات!

علي عبد الرحمن يكتب: (الدراما) بين الجهات والمؤتمرات والتصريحات!
هل تم ترجمة دعوة الرئيس في شكل برنامج لإنقاذ الدراما؟

بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن

لاينكر أحد أن مسيرة (الدراما) المصريه في السنوات الأخيرة قد أخذت مسارا تجاريا وليس وطنيا، كما ينبغي أن تكون، وعليه فقد أفرزت عادات وسلوكيات وظواهر مجتمعية سلبية لاعلاقه لها بمجتمعنا وسلوكنا وتقاليدنا.

وأساءت (الدراما) وشوهت المجتمع أو قطاعا كبيرا منه، بل وأتت علي قيم كثيرة فجرحتها، وعلي تراث فشككت فيه، وعلي مهن فنالت منها، وكان المفروض منذ ظهور صناعة (الدراما) القائمة التشويه والتدمير أن يبرز دور وزارات وهيئات وجهات ذات الصله بملف الهويه وروافدها وسمعة المجتمع وأهله.

ولكن ذلك لم يحدث جانبا من هذا، وعاشت (الدراما) فسادا في النيل من سمعة الوطن وأهله، وتوالت الأعوام ومعها المواسم الدراميه بما تحمله من إساءه وتزييف وتشويه يبدو أنه متعمدا، ولا حراك من أحد نحو تعديل مسار المشهد الدرامي.

وكل هؤلاء الأشخاص والهيئات، والجهات التي أسرعت في التحرك لاحقا، كانت موجوده ولكن في سبات عميق، وبمجرد أن أطلق السيد الرئيس دعوته لإصلاح حال (الدراما)، أصبح المجتمع كله معنيا بقضية إصلاح الدراما، والهيئات جهات إختصاص درامية، والوزارات منابر للإبداع الدرامي.

وعقد مجلس الوزراء جلسته لمناقشة مع لجنة مختارة على غير أسس موضوعية قضية إصلاح (الدراما) ودعي إليها من دعي من غير المختصين من أهل الصناعة!، فلا نقابات ولا اتحادات ولا أهل المهنة أو الصناعة، ولم نعلم شيئا عما دار في الجلسه ولا عما خرج منها.

علي عبد الرحمن يكتب: (الدراما) بين الجهات والمؤتمرات والتصريحات!
لماذا أطلق عليه (مستقبل الدراما) تارة، و(تطوير الدراما تارة أخري)؟

لماذا أطلق عليه (مستقبل الدراما)

وفجرت الجلسة خلافا بين الدراما والنقابات والهيئات ومنتجي القطاع الخاص، وقيل أن جلساتها مستمره في مقر المجلس الأعلي للثقافة وله ان يدعو من يشاء، وأصبح المسار الإصلاحي يسجل مبادرة مجلس الوزراء ثم مبادرة وزارة الثقافه.

ثم جاء مؤتمر ماسبيرو الذي لاينتج ولا يبث، وكان معظم ضيوفه من الساده كبار السن وأغفل شباب المهنه من كتاب ومخرجين ومسوقين وموزعين، واكتفي المؤتمرون علي تسجيل هذه اللقاءات بصور على موبايلاتهم لذكرى لقاء جاء بعد طول غياب.

ولم نعلم أيضا شيئا عن موضوعات جلستي المؤتمر، ولا توصيات المؤتمر ولا لماذا أطلق عليه (مستقبل الدراما) تارة، و(تطوير الدراما تارة أخري)، ولست أدري هل (الدراما) عشوائيات سيتم تطويرها، وماذا يعني تطويرها، ومن صاحب هذا المصطلح التطويري للدراما المصرية؟

وماذا أفرزت هذه الجهات الثلاث من مسارات للدراما الجادة التي من شأنها الحفاظ على قيم المجتمع الذي عاني طوال العشر سنوات الأخيرة من عنف وفوضى وعشوائية؟، وماذا قدموا من خطط مستقبليه في مسار (الدراما) على مستوى التأليف والمعالجات وبيئات التصوير والإيقاع والتسويق التوزيع.

هل قدموا خطة أوضحت المساوئ والعيوب التي اعترت المشهد الدرامي عن ما قد سبق؟، هل نتجنب الوقوع في شرك الابتذال الذي ساد مشهد (الدراما) والعودة إلى جادة الصواب؟، هل قدموا خطة لموضوعات (اجتماعية تاريخية، بطولات عسكرية ومخابراتية) يجب تناولها دراميا في المستقبل القريب؟

علي عبد الرحمن يكتب: (الدراما) بين الجهات والمؤتمرات والتصريحات!
هل تطرقوا لتنوع المحتوي الدرامي وتنوع صانعيه؟

تنوع المحتوي الدرامي

هل قدموا رسائل وطنيه ينبغي تضمينها أعمالنا الدراميه القادمة، هل تطرقوا لتنوع المحتوي الدرامي وتنوع صانعيه كسرا للهيمنة السائدة من جانب شركة بعينها؟، هل أشارت جلسات هذه الجهات الثلاثه إلي أماكن مصريه يجب تسويقها عبر (الدراما) على سبيل الترويج السياحي؟،

وهل أشاروا إلي مشروعات قوميه لزم التنويه عنها؟، وهل طرحوا أسماء روادا مصريين ينبغي ترجمة حياتهم دراميا لطرح القدوه أمام الشباب التائه في أفكار عصره دون نموذج يحتذي، ولكل هذه الجلسات انتم تجلسون معا بعيدا عن القائمين علي المهنه أصلا من شباب الكتاب والمخرجين والممثلين.

تجلسون مع شيوخ المهنة السابقين وهم رواد، ولكنهم ليسوا أصحاب المهنة حاليا، فليكن شيوخ المهنه أعضاء لجان قراءة، وليكونوا مجلس خبراء (الدراما)، للاستفاده من خبراتهم، ولكن المشهد تغير، واللاعبون تبدلوا، والمحتوي أصابه الشطط، والضحيه سمعة بلد، وقيمها، وأهلها، وشبابها، وأبنائه في الخارج، وثوابته.

وعليه فالأمر ليس جلسات، وصور، وتصريحات، أعقبت دعوة السيد الرئيس ثم تظل بحيرة (الدراما) راكدة دون حراك.

أتمني أن لا يحدث ذلك، وأن تكون جهات الملف الدرامي جادة، وفاعلة، وملمة بحالة سوق الدراما، ولاعبيه، وشيوخه، والمؤثرين فيه، وحجم إنتاجه، وحجم إنفاقه، وحجم خسائره، وحجم أضراره، وما يحتاجه لإصلاح المسار، وكيف نعد لذلك، وكيف ننفذه، وكيف نجتمع فنتناقش فنوصي فنتابع فنقدم حلا لدراما مصر الرائدة.

وليس جلسات للتعارف والتلاقي والتصوير وتبادل أحدث أرقام المحمول، وإطلاق عدة تصريحات وشعارات ومازال المشهد الدرامي بعافية، ننتظر علاجه وتعافيه، ولعبه لصالح مصر مجتمعا وشعبا وقيما وأحلاما.. اللهم آمين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.