رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

المحذوف من رائعة (أوصيك بيا) لـ (صلاح جاهين) و(سيد مكاوي) التى غنتها (مديحة عبدالحليم)

المحذوف من رائعة (أوصيك بيا) لـ (صلاح جاهين) و(سيد مكاوي) التى غنتها (مديحة عبدالحليم)
(صلاح جاهين) كان يرى في (سيد مكاوي) القدرة الخارقة على إخراج الطاقة الكامنة من جوف الكلمات

كتب: أحمد السماحي

كتب (صلاح جاهين) الذي نحيي اليوم الذكرى الـ 39 لرحيله العديد من الروائع الغنائية في كل مجالات الأغنية، سواء العاطفية أو الوطنية أو الوصفية، أو الدينية، أو الساخرة.

 وفي كل هذه الأغنيات كان (صلاح جاهين) شمسا تشع بالفرح رغم أن باطنه كان ليلا من الأحزان العميقة، وكان يداري أحزانه ويخفيها عن الناس، ويصنع منها ابتسامة ساخرة ويظهر على الناس بوجهه الضاحك كل يوم.

كون صلاح جاهين ثنائيات فنية مع كثير من النجوم، خاصة نجوم التلحين، فكون مع الملحن الكبير (سيد مكاوي) الذي نحيي اليوم أيضا ذكرى رحيله ثنائيا فنيا شهيرا.

وعن هذا الثنائي يقول الكاتب الكبير الدكتور (حسن يوسف طه): كان لعبق الزمن الجواني في الذات المصرية القدرة الطاغية في تلك العلاقة.

وهي التى تفسر جماليات الأعمال التى لحنها (سيد مكاوي)، وفيها ينبثق عن الذات المصرية، لينبثق فيها عبق خاص مرتبط بالطين المصري الأصيل.

و(سيد مكاوي) تمكن من الغوص داخل إبداع (صلاح جاهين)، وكانت قدرة سيد مكاوي تكمن في قدرته على الغوص بمهارة لداخل (صلاح جاهين)، فكشف عمق إبداعه وأبرزه من خلال الألحان والموسيقى.

و(صلاح جاهين) كان يرى في (سيد مكاوي) القدرة الخارقة على إخراج الطاقة الكامنة من جوف الكلمات، لقد أدرك عبقرية سيد مكاوي في قدرته التى لا تحد في تمكنه لإخراج طاقة الكلمات، تلك الطاقة المدفونة في جوفها.

 ومن خلال اللحن تتألق تلك الطاقة وتصبح باهرة، لقد غاص كل منهما في الآخر، ولذلك تألق العمل بينهما وأصبح خالدا.

المحذوف من رائعة (أوصيك بيا) لـ (صلاح جاهين) و(سيد مكاوي) التى غنتها (مديحة عبدالحليم)
صلاح جاهين
المحذوف من رائعة (أوصيك بيا) لـ (صلاح جاهين) و(سيد مكاوي) التى غنتها (مديحة عبدالحليم)
سيد مكاوي

سيد وصلاح وجو من البهجة

أما الكاتب الكبير (رجاء النقاش) فكان شاهدا على بداية علاقة (صلاح جاهين)، و(سيد مكاوي) ويقول عنهما: كنا شبانا صغارا في أوائل الخمسينات وقد أتاحت لي الظروف أن أكون صديقا للفنان الكبير الراحل (صلاح جاهين).

وذلك قبل أن يصبح مشهورا وناجحا ومعروفا بين الناس، وكان (صلاح جاهين) يصحبني معه إلى بيت متواضع جدا في حي (السيدة زينب)، وهو بيت الفنان (سيد مكاوي).

ولم يكن (سيد مكاوي) في تلك الأيام معروفا، بل كان بائسا مثلنا، يعيش كما نعيش يوما بيوم، بل ساعة بساعة، أما (صلاح جاهين) فهو من أسرة ميسورة فأبوه مستشار، يشغل منصبا عاليا جدا في القضاء.

ولكن (صلاح جاهين) ـ رغم هذا ـ كان في ذلك الوقت من البؤساء، لأنه كان يحب الفن أكثر من حبه للدراسة، ولم يكن والده راضيا عن ذلك ولا سعيدا به.

و(صلاح جاهين) من ناحية أخرى لم يكن قادرا على أن يتحكم في ميوله، ويحقق رضاء والده على حساب حبه لفنه، وهكذا كانت حياتنا في تلك الفترة صعبة جدا.

وكنت أنا من النوع الذي خلقه الله ميالا للحزن، ولم أكن أنتظرا خيرا من الدنيا الصعبة أو من تجارب الشقاء التى كنا نمر بها كل يوم، ولكن صحبتي لصلاح جاهين في تلك السنوات القاسية أدهشتني وعلمتني معنى جديدا للحياة.

كان (صلاح جاهين) يصحبني معه إلى بيت (سيد مكاوي)، وهناك كان يكتب بعض أشعاره، وسيد مكاوي يحمل العود ويلحن هذه الأشعار، ولم يكن هناك جمهور غيري سوى عدد قليل من الأصدقاء.

ومع ذلك كان (صلاح جاهين) يكتب من قلبه كلاما جميلا جدا، وكان (سيد مكاوي) يلحن هذا الكلام بحماس وموهبة عالية ونادرة، وكان الأهم من ذلك كله أن (صلاح جاهين) في تلك السنوات كان أستاذا في الضحك والتفاؤل.

ولم يكن يجاريه في ذلك إلا (سيد مكاوي) الذي كان هو الآخر يضحك من قلبه ويرسل (النكت) في تدفق غريب، نكتة وراء نكتة، أي أن هذا الجو الذي لم يكن فيه أي أمل واضح لأحد منا، كان مع ذلك جوا مليئا بالمرح والتفاؤل والسخرية من كل شيئ.

كان جوا بهيجا جدا دون سبب واضح للبهجة، فلا مال ولا شهرة ولا جمهور، ولا أي عمل واضح للبهجة، يقوم به أحد من الجالسين أو ينتظر منه رزقا ماديا مضمونا.

وتعلمت في هذا الجو الجميل أن أتخلص من إكتئابي وميلي الدائم إلى الحزن والتشاؤم، وأدركت أن الحياة بدون ضحك وتفاؤل مستحيلة، وأن المصاعب في هذه الدنيا تكبر وتزداد كلما استسلم الإنسان إلى الأكتئاب والحزن.

وعلى العكس من ذلك فإنها ـ أي المصاعب ـ تتلاشى كلما فتح عقله وقلبه للابتهاج، وانتظار الخير، حتى لو لم يكن يعلم كيف يأتي هذا الخير ولا من أين ولا متى؟.

ولم تمضي سوى سنوات قليلة حتى تغيرت الأحوال، وأصبح (صلاح جاهين) نجما، وأصبح (سيد مكاوي) نجما آخر، وقدم (صلاح جاهين)، و(سيد مكاوي) نموذجين للنجاح الكبير في هذه الدنيا، وأعترف الجميع لهما بذلك).

المحذوف من رائعة (أوصيك بيا) لـ (صلاح جاهين) و(سيد مكاوي) التى غنتها (مديحة عبدالحليم)
مديحة عبد الحليم

أوصيك بيا.. مديحة عبدالحليم

من أوائل الأغنيات التى أجتمع فيها الثنائي (سيد مكاوي) و(صلاح جاهين) في منتصف الخمسينات، أغنيتهما الرائعة (أوصيك بيا) التى غنتها في البداية مطربة الإذاعة (مديحة عبدالحليم).

و لكنها اشتهرت بصوت (أميرة سالم) التى قدمتها في سبعينات القرن الماضي، أغنية (أوصيك بيا) تم تغيير وإضافة بعض الكلمات على نسختها التى كتبها الشاعر (صلاح جاهين) الذي كتبها في البداية هكذا:

أنا زي ما أكون عصفورة وعاوزة تطير

واقفة وخايفة على جناحها م الهوا لما يطوحها

والهوا طول عمره بينده للعصافير

وأنا لما هواك نده، رديت باللحن ده

أوصيك..، أوصيك بيا

أنا شفت عيون حلوه ومتبسمه

أتاريها عيون قادره ومتحكِّمه

يا حبيبى أمانه عليك قلبى وروحى

ده انا لسه يادوب على أول سلِّمه

وحياة ما سحرتنى، وف يوم غيرتنى

أوصيك…أوصيك بيا

إعمل لي الحب جنينه وفسّحني

م الفجر اقطف لي الورد وفرّحني

وإن قلت كفاية الشمس خلاص غابت

والنبي نور لي السكة وروَّحنى

يا بدر فى السما، عمر ما قلبي اترمى

أوصيك، أوصيك بيا

المحذوف من رائعة (أوصيك بيا) لـ (صلاح جاهين) و(سيد مكاوي) التى غنتها (مديحة عبدالحليم)
أميرة سالم

الأغنية بعد الحذف والإضافة

وفي نسخة الأغنية التى غنتها كلا من مديحة عبدالحليم، وأميرة سالم، تم أضافة كوبليه جديد في بداية الأغنية، هو:

إكمني جبينك عالي، وفي صوتك حنية

مش راضي تفارق بالي، وبقيت غالي علي

وأكمني بحب جديد، ولا عمري روحت بعيد

أوصيك، أوصيك بيا

وتم حذف كلمة (فسحنى)، واستبدالها بكلمة (فرحني)، في جملة (أعملي الحب جنينة وفسحني)، كما تم حذف كلمة (وفرحني)، واستبدالها بكلمة (وصحيني) في جملة (م الفجر اقطف لي الورد وفرّحني).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.