رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمد عبد الواحد يكتب: (ميمي شكيب) وشقيقتها (زوزو).. لغز الانحدار(8)

محمد عبد الواحد يكتب: (ميمي شكيب) وشقيقتها (زوزو).. لغز الانحدار(8)
بدأت(ميمي شكيب) بإنتاج الفيلم من بطولة (ستيفان روستى، وزكى رستم، وميمي وزوزو شكيب، وسراج منير بالطبع)

بقلم الكاتب والأديب: محمد عبد الواحد

بعد وفاة الريحانى بدأت (ميمي شكيب) رحلة الإنتاج للسينما  الذى تعلمت أسراره على يدي (أنور وجدي).. كان (أنور) يؤمن أن لكل دقيقة في الإنتاج ثمنها.. و أنه لا عواطف في العمل.

و من دروسه العملية لها أثناء تمثيل فيلم (دهب) أن اختفى (سراج منير) عن البلاتوه لدقائق.. انفعل أنور وجدى طالبا البحث عنه في سرعة ليجدوه في البوفيه يتناول ساندويتشا ليصيح فيه (أنور) أنه من غير المسموح له تضيع الوقت والتحرك بدون إذن..

أصر (سراج) دامعا على مغادرة الفيلم لتأثره بأن تلميذه (أنور) يصيح في وجهه.. ولطيبة قلب (سراج) الاستثنائية فقد عاد (أنور وجدي) لترضيته لكن بعد أن وضع خطوطا حمراء للعمل معه..

محمد عبد الواحد يكتب: (ميمي شكيب) وشقيقتها (زوزو).. لغز الانحدار(8)

محمد عبد الواحد يكتب: (ميمي شكيب) وشقيقتها (زوزو).. لغز الانحدار(8)
فيلم (حكم قراقوش)

قراقوش يحكم على (سراج منير)

رغم اقتناع (ميمي شكيب) بإنتاج أفلام تجارية تحمل خلطة (أنور وجدي) من كوميديا وغناء وقصة خفيفة.. إلا أن (سراج) كان يؤمن بالسينما الهادفة.. لذلك أقنعها بإنتاج فيلم (حكم قراقوش)..

بالفعل قامت (ميمي شكيب) بإنتاج الفيلم من بطولة (ستيفان روستى، وزكى رستم، وميمي وزوزو شكيب، وسراج منير بالطبع).. ومن إخراج شقيقه (فطين عبد الوهاب).. وقصتة تصور حقبة من تاريخ مصر عجت بالفساد والرشوة.. تكلف إنتاج الفيلم أربعين ألفاً من الجنيهات، بينما إيراداته لم تتجاوز العشرة آلاف..

كانت هذه الخسارة أو الصدمة عنيفة حتى أنها أصابت (سراج منير) بالذبحة الصدرية للمرة الأولى في حياته..

محمد عبد الواحد يكتب: (ميمي شكيب) وشقيقتها (زوزو).. لغز الانحدار(8)
بعد وفاة بطل الفرقة الأول أصاب نجمها اللامع صاحب الجماهيرية (بشارة واكيم) جلطة

الأضواء تخفت على مسرح الريحانى

على مسرح الريحانى بعد وفاته كانت الخسائر تتوالى بالجملة.. فبعد وفاة بطل الفرقة الأول أصاب نجمها اللامع صاحب الجماهيرية (بشارة واكيم) جلطة أثناء تصوير فيلم أمير الجزيرة.. وقد طالبت بطلة الفيلم (تحية كاريوكا) المخرج (حسن رمزي) أن يمنح بشارة إجازة للراحة لكنه رفض مصرا على استكمال العمل..

لجأت (تحية) إلى السفر إلى أول طائرة متاحة أقلتها إلى روما دون أن تخبر أحدا بوجهتها حتى يتعطل الفيلم.. كانت (تحية) تتصل يوميا ببشارة حتى اطمأنت إلى استرداده لصحته فعادت..

عاد (بشارة)  للعمل لفترة عاودته بعدها الجلطة التي تطورت إلى شلل جعله يبكى بحرقة في كواليس المسرح لعدم قدرته على أداء دوره ليعود الى بيته مستسلما لتطور المرض حتى وفاته..

في نفس الفترة بدأ بزوغ نجم الشاب (عادل خيري) ابن صاحب الفرقة (بديع خيري)، والذى عرض على (سراج منير) أن يترك الفرقة القومية وينضم إليهم في مسرح الريحاني منتهزا رغبة (سراج) في التخلص من شكوك (ميمي شكيب) في علاقته بزميلته في المسرح القومي.

والتي رغم وعوده لها بإنهاء هذه العلاقة فقد استمر فتور العلاقة بينه وبين (ميمي شكيب) داخل البيت على عكس ما كانا يظهرانه أمام الصحافة والأصدقاء

محمد عبد الواحد يكتب: (ميمي شكيب) وشقيقتها (زوزو).. لغز الانحدار(8)
بعد وفاة (الريحاني) استلم شريكه (بديع خيري) إدارة الفرقة

الخيوط تفلت من أصابع بديع خيري

بعد وفاة (الريحاني) استلم شريكه (بديع خيري) إدارة الفرقة.. لكنه بطيبة قلبه ورقته لم يستطع الإمساك بالخيوط التي كان (الريحاني) يحكم قبضته عليها.. كان (بديع خيري) يحب (ماري منيب) مما كان يجعله يرشحها دائما لبطولة مسرحياته على حساب الآخرين.. خاصة (ميمي شكيب)..

في هذه الفترة كان (سراج منير) قد تولى إخراج بعض مسرحيات فرقة الريحاني.. لكن تدخلات (ماري منيب)، وإصرارها على تعديلات النص وتوجيه الممثلين في أدائهم قد دفع (سراج منير) للتفكير مرارا في ترك فرقة الريحانى.

خاصة مع اشتعال الغيرة الفنية بين (ماري منيب التي كانت تردد دائما: (إذا كان الريحانى مات فأنا الريحاني) و زوجته التي كانت ترد (و انا ميمي شكيب).. وقد اشتدت الحساسية بينهما حتى أنهما أثناء الاستراحة في إحدى العروض قد تراشقتا اللفاظ و الصياح و لم يستطع الزملاء تهدئتهما.

حتى اضطر مدير المسرح أن يفصل الكهرباء ليتعلل للجمهور عن استمرار العرض بحجة انقطاع الكهرباء.. ورغم محاولات (عادل خيري، ونجوى سالم) تهدئة الجواء بينهما إلا أن الشرخ لم يلتئم حتى أن (ماري منيب) أوغرت صدر عادل خيري ضد (ميمي شكيب) وسراج فأصرا على مغادرة الفرقة نهائيا لولا مسارعة (بديع خيري) بالتدخل وتهدئة خاطرهما..

بعد فترة تمكن مرض السكر من (بديع خيري) وتم بتر أصابع قدميه وأصبح يتحرك في اكتئاب شديد على كرسى متحرك.. بعد فترة قصيرة أصاب السكر الوراثى ابنه (عادل) حتى أنه كان لا يستطيع اكمال عرض واحد على المسرح دون تناول جرعات كبيرة من الأدوية حتى انتقل إلى المستشفى ليقيم فيها لفترة انتهت بوفاته عن عمر الـ 32 عاما..

محمد عبد الواحد يكتب: (ميمي شكيب) وشقيقتها (زوزو).. لغز الانحدار(8)
(ميمي شكيب) اضطربت مشاعرها حول تأييد الانقلاب على الملك

ثورة يوليو تطيح بمكانة (ميمي شكيب)

في هذه الفترة كانت (زوزو شكيب) قد تزوجت من اللواء نجيب غنيم – أحد أفراد تنظيم الضباط الأحرار – و الذى شارك في القيام بالثورة على الملك فاروق.. وقد اختلطت مشاعر زوجته (زوزو) التي عاشت في هناءة لفترة طويلة كوصيفة للملكة نازلي أم الملك فاروق..

أما (ميمي شكيب) فقد اضطربت مشاعرها حول تأييد الانقلاب على الملك الذى لم يكف عن الهيام بها منذ شبابه.. و كثيرا ما أنقذها في مواقف منها تحقيق حلم ابنها محمد بالالتحاق بالبحرية.. كما أنه بمكانتها عنده كان يمنحها فوق سلطة جمالها وأنوثتها سلطة قربها من القصر وسيده..

بعد أيام ثلاثة عاد (اللواء نجيب) إلى البيت ليخبرهم فرحا أن (فاروق) رضخ لمطالب أصدقاءه من الثوار وغادر مصر إلى الأبد، بعد أن رفض عبد الناصر اقتراح جمال سالم  بإعدامه..

كان سقوط (فاروق) إسدال لستار على فترة من حياتها.. وقد أحكم إغلاق الستار سقوط أمها (هانم أفندي) فجأة مصابة بالشلل لفترة انتهت بوفاتها ليضج مأتمها المقام في ميدان التحرير بكثير من الباشوات اللذين يحملون منذ أسابيع قليلة لقب (باشا سابقا)..

محمد عبد الواحد يكتب: (ميمي شكيب) وشقيقتها (زوزو).. لغز الانحدار(8)
حاول (محمد) إيقاظه دون جدوى.. و حينما تحسس صدره أدرك الفاجعة بموت (سراج منير)

سراج منير ينطفئ

رغم الذبحة الصدرية التي ألمت بسراج منير بعد خسارة فيلم (حكم قراقوش) فقد كثف من عمله و لمع نجمه.. يعمل في السينما نهارا و في مسرح الريحاني ليلا فعاودته آلام الذبحة الصدرية لتلزمه الفراش مرة أخرى لتواجه (ميمي شكيب) الحياة وحدها، أجرت القصر الذى يعيشان فيه بعد أن  باعت تحفه في مزاد علنى وانتقلا للعيش في شقة في الزمالك..

بعد فترة عاودت (ميمي شكيب) تجربة الإنتاج بالشراكة مع (حسن رمزي) في (شركة أفلام مصر).. بدأت معه بإنتاج فيلم (ابن ذوات) لإسماعيل ياسين والنابلسى.. تكلف الفيلم حدود 2000 جنيه وكسب سبعة الاف جنيه..

جهز (سراج) أوراقه للسفر الى أمريكا لمتابعة علاجه.. واتصل بميمى التي كانت تشارك فرقة الريحاني عرضها الصيفى في الإسكندرية ليبلغها رغبته في سفرها معه الى أمريكا ليقضيا شهر عسل جديد هناك.. قبل نومه طلب من (محمد) ابن (ميمي شكيب) أن يوقظه فجرا ليبكر في خروجه لاستكمال إجراءات السفر..

حاول (محمد) إيقاظه دون جدوى.. و حينما تحسس صدره أدرك الفاجعة.. كانت جنازته مزدحمة للغاية لما له من مكانة في قلوب الجميع.. والتي بمجرد انتهائها تكررت قصة الميراث التي حدثت بين (ميمي شكيب) وعماتها بخصوص ميراث أبيها مع أخوات (سراج منير) بخصوص ميراثه..

وقد استمروا في استفزازها حتى أنهم طلبوا ملابسه وأحذيته فقدمت لهم ورقة بخط يده بها أسماء لطلبة في الجامعة كان يمدهم بالملابس ليستطيعوا الذهاب بها إلى الجامعة..

وقد اضطر (اللواء نجيب) زوج (زوزو) ذات مرة أن يأمر جنوده بالاشتباك مع فتوات دفعت بهم شقيقة (سراج منير) للاستيلاء على ماتدعيه حقا لها من ورثه.. وقد واصلوا استفزازاتهم.

حتى أن أحدهم ألمح إلى شكه أن (سراج منير) قد مات مسموما ليسارع (محمد) ابن (ميمي شكيب) بالرد: (لو أنا مكانك أروح أبلغ النائب العام فورا علشان يطلعوا الجثة يشرحوها).. ليلزم الرجل الصمت.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.