
بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
وداعا للإنسانيه، وداعا لقيم البشرية ومبادئها، وداعا للإحساس بالبشر، وداعا لكل المواثيق والمؤسسات، وداعا للنظام الأممي العالمي،والأحلاف والتكتلات شرقا وغربا وشمالا وجنوبا في ظل (شريعة الغاب)!
إن مايحدث في غزه ولبنان وسوريا واليمن، ومايحدث من تهديد لطهران، ومايفعله (ترامب) من دعم سافل لمجازر محتل معتد غاصب، ومايهدد به البشريه كلها سواء من احتلال أو ضم أو ضرب أو رسوم، إنها (شريعة الغاب)، البقاء للأشرس، البقاء للقاتل، البقاء لمصاصي الدماء.
وعالمنا اليوم به مشهد راعي البقر (ترامب) السمسار، ونتنياهو المحتل الجزار المجرم القاتل، الذي قتل 55 ألف نفس وأفسد حياة 110 ألف مصاب وجريح ومعاق، الذي يتم أطفال قطاع بأكمله، ورمل نساء قطاع بأكمله، وخلق إعاقه لجيل كامل بأكمله، وأهان وشرد كبار السن والمرضي والمعاقين.
والذي خلق دمارا لمدن وأحياء ومخيمات فاقت ماخلفته قنابل (هيروشيما وناجازاكي)، الذي سب العالم الحر كله لا لشئ إلا أنه وقف بجوار الحق وفند رواياته الكاذبة عن هجوم واحتفال وقتل صنعه من خياله، الذي هدد كل دولة تعترف بالحق الفلسطيني في مصالحها بوقاحة لامثيل لها،الذي تنكر لكل العهود الدوليه الخاصه بالحق الفلسطيني والحق في الحياة.
الذي سب المحكمه الجنائيه وغيرها من المؤسسات الأمميه لأنها حققت وفضحت مجازره ودمويته وطالبت بمحاكمته كمجرم حرب، بل ووصلت وقاحته ووقاحة الشيطان الأكبر داعمه إلي تهديد المحكمه وقضاتها، والإنسحاب منها، وعدم الإعتراف بها أصلا وحرضا عليها الدنيا، وتلك (شريعة الغاب).
وهما المنافقين القاتلين اللذين طالما صفقا لنفس المحكمة عند أصدرت نفس القرارات ضد (القذافي والبشير وبوتين) وغيرهم، لا لشئ إلا أنهم علي خلاف مع المجرم والمحرض، ذلك المحرض الذي لم يدخر المليارات الداعمة لدموية حكومة اليمين المحتلة.

اتفاق رعاة الشيطان الأكبر
ولم يدخر مستحدثا من وسائل القتل والفتك والتشويه والتدمير والتجسس لصالح كلبه الضال بالشرق الأوسط، لم يدخر قنابل ثقيله ولا متوسطة، ولا أسلحه ولا حاملات طيران ولا أنظمة دفاع جوي ولا تجسس ولا بجاحه تدعم وتسوق لفكر المحتل المجرم سواء في محو أصحاب الأرض أو طردهم أو الضرب في لبنان بعد إتفاق رعاة الشيطان الأكبر نفسه.
وتدمير البنيه التحتيه العسكريه لسوريا واحتلال أجزاء منها وتحريض أقاليم علي أهلهم السوريين، وطال عدوانه العراق واليمن وهو يهدد تركيا وطهران ويزعم أنه سيعيد تشكيل خريطة الشرق الاوسط الجديد علي هوي مجرم غاصب محتل وشيطان سمسار داعم تابع.
هذا مشهد الجلاد الجزار المجرم الكاذب الوقح وداعمه البلطجي السمسار المحرض المشارك في كل جرائم المحتل، ويفوقها بالتهجير والتهديد والرسوم والمطالبه بنصيب من دخل الدول وناتجها القومي وكأنه جابي ضرائب الوجود، أو شرطي العالم المكلف بحراسته.
وأمام كل هذا الفظائع اللا إنسانيه يتشدقا المجرم والمحرض بحقوق البشر والمصالح القوميه والوقوف ضد الإرهاب الذي لم تشهد البشريه عبر تايخها إرهابا مثل إرهابهما، وبـ (شريعة الغاب) يخلقون عداوات للتوسع والعدوان تارة في منطقتنا وتارة في شرق الدنيا وأخري في شمالها القوقازي.
وتنكرا المجرم والمحرض لكل القيم والشعارات التي مازالا يرفعانها كذبا ونفاقا وضحكا علي الدنيا بأكملها،وتنكرا لأصدقائهم وحلفائهم طالموا قالوا كلمة حق ضد سلوكهما العدواني المشين.
وهذا جزء من ثلاثة مشاهد ينقسم إليها العالم حاليا بفعل المجرم والمحرض وهذه المشاهد هى: مشهد المجرم والمحرض ومشهد دول العالم المطالبه بالحق الفلسطيني ومشهد دولنا المحير صمتا وتآمرا وغرابه.
فبعض الدول وشعوبها تصيح يوميا في وجه المجرم والداعم ولكن دون أدني إعتبار من القاتل والشيطان الأكبر، ودولنا صمتت بلا مبرر ولا توضيح ولا أفهمت شعوبها لماذا صمتها تجاه (شريعة الغاب) التي ينتهجها هؤلاء القتلة والمجرمين.

هذا الكيان الغاصب المحتل
وأصبحنا نضرب الودع تفسيرا لهذا الموقف العربي والإسلامي، هل هو خوف من سطوة أمريكا، أو خوف علي زعزعة أنظمة الحكم؟، أم خوف على علاقات ثنائيه مع العدو وداعمه، أم حسبة للمقامه علي محور طهران فدعوها تنتهي إلي الأبد؟
وكيف نفسر هذا الصمت ومبرراته، ولا كيف نفهم ضخ مزيد من الاستثمارات من دول منطقتنا إلي خزائن ومشروعات المحرض الأكبر؟، بل والطامة الكبري كيف نفهم دولا من منقطتنا تدعم بالمرور والسلاح والمقاتلين والدعم اللوجستي هذا الكيان الغاصب المحتل؟
أفهمونا لو تكرمتم ماذا يحدث ولماذا وما الهدف وما ذنب الشعوب؟، وأفهمونا أي هدف عسكري تضرب من أجله إسرائيل الآن في غزه والضفه؟، فالمكان كله مدمر والبشر مابين قتلي ومصابين ومشردين والعتاد نفذ، فهل هي ترغم أصحاب الأرض علي الهجره فلا اكل ولا ماء ولا دواء ولا غطاء ولا مسكن ولا مكان آمن.
إنها حرب التجويع والتعطيش ومنع التداوي ومنع الاستقرار في مكان ومنع المكان الآمن،،،وكل ذلك جلي واضح أمام أعين العالم دون حراك، واكتفي أهل الإسلام والعرب بالدعاء لأهل فلسطين بالنصر؟! والمستفذ في بجاحة أهل القتل والتحريض.
أنهم يفعلون كل ذلك من أجل 59 أسيرا ولا يلفت اهتمامهم أبدا هذه الأرواح التي تفوق الـ 50 ألف شهيد، ولا مايفوق الـ 100 مصاب ولا تدمير مدن بأكملها، ولا هذا الكم من زرع روح الانتقام في ذوي الشهداء والمصابين والمدمره بيوتهم ولا في ما خلفته هذه الحرب الدمويه من مصائب نفسيه ومرضيه لدي من بقي علي قيد الحياه من أهلنا في غزه والضفة.
وبقية أنحاء العالم ممن تأثر من فظائع اليهود التي فاقت بكثير ما يدعون أن (هتلر) فعله بهم، ياليته أبادهم وأباد ما بقي في بطون الحوامل منهم حتي ينقرض هذا النسل الدموي القاتل الكاره للحياة والبشر والإنسانية.
وأمام كل هذه المتناقضات وكل هذه الجرائم وكل هذه البجاحات والوقاحات وكل هذا الصمت والتآمر والتحالف السري، وأمام كل هذا الظلم والتعذيب والوحده لأهلنا في فلسطين ونحن كعرب ومسلمين أكثر خلق الله تجنيدا وشراءا للأسلحه وتكديسها؟!
لماذا؟: لنستخدمها ضد بعضنا البعض وليس ضد المعتدي الغاصب المجرم؟! أمام كل ذلك وجدنا إعلاما ينقل الصورة كالجزيرة مثلا وإعلاما يزيف الحقائق لصالح مموليه وإعلاما أجوف لا ينقل ولا يعلق ولا يشرح ولا يوضح ولا يعرض هذه المشاهد الثلاثه للعالم ويفهم شعبه الحقيقه كلما كان ذلك ممكنا.
أما أن نترك الشعوب بدون فهم فهذا أمر خطير علي سلوكهم مستقبلا، وأما أن نصمت أمام هلاوس المحتل والداعم فهذا أمر محير، وأما أن تستمر المآساة كماهى، وتشتد فهذا فوق الإحتمال.
أفيدونا، أفهمونا، تكلموا، وكفي (صمت الحملان) علي (شريعة الغاب) أيها الفاهمون؟!.. حمي الله مصرنا، وتحيا دوما مصر.