
تعرف على ابتهال (النقشبندي) عن فلسطين الذي أحبه جمال عبدالناصر، وتم إخفائه بعد وفاته!

كتب: أحمد السماحي
من الأصوات التى أرتبطت بشهر رمضان، إرتباطا وثيقا، صوت الشيخ (النقشبندي)، الذي سلب قلوب المسلمين، ونقَش المحبة الإلهية في قلوب الملايين وسكن فيها، ولم يبرحها حتى الآن.
فلا أحد يستطيع أن يتخيل، حلول شهر رمضان، بدون هذا الصوت الذي يعتبر أحد أجمل الأصوات التى مرت على تاريخ الأنشاد والأبتهالات الدينية.
مَن منا لا يجد في صوت الشيخ (النقشبندي) ملجأً للروح ومحطةً للتذكر والهداية، فهو رفيق الليالي الاستثنائية في حياة كل منا، فعندما تشتد وطأة الأيام نلجأ إلى صوته ليجلي أسماعنا ويصفي أرواحنا وأذهاننا.
قدم الشيخ (النقشبندي)، أعمالا كثيرة جدا في مجال الإنشاد والابتهالات الدينية، بعضها للاسف الشديد لا يذاع، ومحبوس في أدراج الإذاعة المصرية التى تمتلك كنوزا فنية لهذا المبدع وغيره من نجوم الأبتهالات، وأيضا لنجوم الغناء المصري.
وقد فعل الإعلامي الكبير (إبراهيم حفني) المذيع في إذاعة الأغاني خيرا، عندما أذاع من خلال برنامجه (منتهى الطرب) الذي توقف عن الإذاعة منذ سنوات، كثير من هذا التراث المخفي.
ومن الأعمال التى أذاعها حلقات برنامج (دعاء رمضان) للشيخ (النقشبندى)، وسيدة المسرح (سميحة أيوب)، والذي إذيع في إذاعة (الشرق الأوسط) من إخراج سمير عبدالعظيم، والذي سُجل في الأول من نوفمبر عام 1969.
كما أذاع حلقات مسلسل (ابن الفارض سلطان العاشقين) إخراج زكريا شمس الدين، والتى سُجلت فى شهر أكتوبر عام 1972، وإذيعت لإذاعة (صوت العرب).
فالذي لا يعلمه الجميع أن الشيخ (النقشبندي) على مدار 6 سنوات كاملة كان يقدم فى كل رمضان 30 ابتهالا، خلال الفترة من 1969 وحتى 1975، بما يعادل 180 ابتهالا، وجميعها موجود بالإذاعة لكن لا يتم إذاعتها.


قم يا فتى العُرب
من الابتهالات المهمة والتى تحمل رسالة وقضية إبتهال تداوله بعض رواد (السوشيال ميديا) مؤخرا عن فلسطين الجريحة بعنوان (قم يا فتى العُرب حيّ فتية الحرم).
وهذا الابتهال تم إذاعته مرات قليلة، وقت إذاعته عام 1969، وكان الرئيس الراحل (جمال عبدالناصر) يحب الإستماع إليه كثيرا، لهذا كان يبث بصفة منتظمة بعد أن علم المسئولين في الإذاعة حب الرئيس لهذا الأبتهال، حسب ماجاء في مجلة (آخر ساعة) عام 1970.
لكن بوفاة الرئيس (جمال عبدالناصر)، اختفى هذا الابتهال تماما، ولم يعد يذاع، وكأن المسئولين في الإذاعة خشوا أن يعلم الرئيس الجديد وقتها (محمد أنور السادات) بحب (عبدالناصر) لهذا الابتهال فيغضب منهم!!
وظل هذا الابتهال في طي الكتمان حتى تم تداوله مؤخرا، ومن خلاله حي الشيخ (النقشبندي) الأخوة الفلسطنيين، وبث لهم من خلاله رسالة إيجابية مهمة، والرسالة التى جاءت من خلال كلمات الأبتهال تشعر ونحن نستمع إليها في عام 2025 كأنها وليدة اليوم.
صحيح أن هذا الابتهال لم يكن الأول لمولانا (النقشبندي) فسبقه ابتهالات أخرى عن فلسطين يحضرني منها حاليا (لك الحمد من ترضى عليه فإنه عزيز، ومن لا ترضى عنه ذليل) لكن إبتهال (فتى العُرب) كان مباشرا وقويا.


كلمات الابتهال كاملة
واليوم ومن خلال باب (حواديت الأغاني) ننشر لكم كلمات الابتهال كاملة، وبعد إذاعتها بـ 56 عاما.
قم يا فتى العُرب حيّ فتية الحرم
حيّ فلسطين مهد الوحي في القدم
وانقش على صفحات الخلد قصتها
وأنها لم تلن يوما لملتهم
وانشر على مسمع التاريخ
مهزلة قامت بها عصبة في هيئة الأمم
التاريخ مهزلة قامت بها عصبة في هيئة الأمم
جاء القرار وشرع الغاب مصدره
فيه تجلى خداع الخصم والحكم
الحق أدلج لا يخفى على أحد
لكنه عن نداء الحق في صمم
لا يرهبنك لالالالالا
لا يرهبنك يا ابن العرب جميعهم
فالحق مهم أعدوا غير منهزم
نبذة عن الشيخ النقشبندي
ولد الشيخ (النقشبندي) عام 1920 في محافظة الدقهلية بمصر، لعائلة صوفية ذات أصول قوقازية تتبع الطريقة النقشبندية، وحفظ القرآن الكريم في مرحلة مبكرة من طفولته.
ولازم والده في التردد على مجالس الطرق الصوفية فتدارس معهم الذكر الحكيم وابتهل وتضرع إلى الله، وعندما حفظ أشعار البوصيري وابن الفارض، ازداد هياما في العشق الإلهي الذي شب عليه.
تميز الشيخ (النقشبندي) بصوت مؤثر حيث استقى الخشوع والصفاء من الحضرة الصوفية، ورغم أنه حفظ القرآن وأتقن ترتيله وهو صبي، فإنه لم يسجل مصحفا كاملا بصوته!.
وذلك لأن الابتهالات والأدعية، وسفره الكثير لعديد من الدول العربية والأوربية، أخذت الكثير من وقته، وتفرد بالقراءة الخاشعة التي تكسر القلوب القاسية وكان صوته قويا وله قدرة فائقة على (التلاحق).