رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

علي عبد الرحمن يكتب: في (الدراما).. صعيد مصر مش صعيد!!!

ليس كل مظاهر الثراء في صعيد مصر من وراء تجارة الآثار

بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن

أكتب اليوم عن هذا الكم من التشويه المتعمد في (الدراما) لكل شئ في مصر، ناسها، وسمعتها، وحواريها، وصعيدها المستهدف عمدا، ودافعي اليوم هو الغيره الوطنية علي كل جميل في مصر.

نشوهها بإنفاق عشرات الملايين من الجنيهات علي إنتاج (الدراما) المشوهة، وثانيا لأني صعيدي المولد والنشأة، ومازلت علي تواصل وتزاور مع أهلي وعشيرتي بريف صعيد مصر.

ولأني أعلم قيم وأخلاق وسلوكيات وفكر وحياء وملامح أهلي في الصعيد الحقيقي وليس مانراه في (الصعيد المشوه دراميا وعمدا) وفي (الدراما) الصعيدية، وتحديدا في (مسلسل حكيم باشا)، وقد سبقه مسلسلات صعيديه المحتوي واللهجه ساهمت أيضا في تشويه صورة صعيد مصر.

وصعيد الدراما المشوه قدم لنا (الصعايدة) تجار آثار رغم أن معظم بيوت أهل الصعيد قائمه علي كنوز مصر الأثريه وغالبا ما نسمع عن الحفر والتنقيب في أماكن خارج صعيد مصر.

أضف لذلك أن معظم آثار مصر متناثره في ربوع الصعيد منذ عهد الفراعنه قبل المتاحف والمخازن والبعثات، ورغم أن معظم حراس وخفر المواقع الأثريه والمخازن هم من بسطاء أهل صعيد مصر.

وحسب الصعيد المشوه في (الدراما) ليس كل مظاهر الثراء في صعيد مصر من وراء تجارة الآثار، فهناك عوائد الزراعه ومحاصيلها، وهناك عوائد التجارة في الأراضي والمحاصيل ومنتجات أخرى.

وهناك ثراء من الميراث وآخر من السفر لسنوات طوال في الغربه في دول الخليج وثراء من تجارة متنوعه في شتي أمور الحياة، وكما ذكر صعيد (الدراما) المشوه أن تجارة السلاح ليست رائجة في صعيد مصر فقط خاصة وأن أجهز الدوله أحكمت سيطرتها علي منافذ هذه التجاره الآثمة.

لم يعد سكان الصعيد هم المطاريد وسكان الجبال والكهوف بل لهم إقامة حضرية

سكان الصعيد مطاريد

ولم يعد سكان الصعيد هم المطاريد وسكان الجبال والكهوف بل لهم إقامة حضرية، وأصبح سكان الكهوف من تراثنا الشعبي الذي يندر في حالات قاسيه من الثأر والمطاردة، كما أن بيئة الصعيد لم تعد مثل هذه القصور التركية المظهر، بل إن معظم هذه القصور أزيلت وأقيم مكانها عمارات حديثه بتصميمات تنم عن ذوق وثراء.

كما أن أثاث بيوت الصعيد وفرشه أصبح حديثا كما نجده عند أهل المدينة والحضر، ويبدوا أن مهندسي الديكور في مدن الإنتاج ومواقع التصوير يعتمدون علي كتالوج قديم لصعيد مصر ولم يروا صعيدنا المعاصر.

كما أن صعيد (الدراما) المشوه قدم أهل الصعيد كلهم طمع وجشع وغدر وتآمر وسرقة وخيانة، وهذا ليس من ملامح أهل صعيد مصر، فهم مصدر الكلمة الواحدة الصادقه،و هم أهل القناعة والحمد، وهم أهل البساطة والتلقائية، وهم الصادقون الذين يثورون عندما يستشعروا غلطا أو كذبا أو تجاوزا.

وأهل الصعيد ليسوا بهذا السوء الذي قدمه المسلسل وإلا لو كانوا بهذا الكم من الغدر والطمع لكان الصعيد انتهي من خراب هذه النفوس، ولكن صعيد مصر باقي، وبه مثل ما في البقاع المصرية من مظاهر أكثرها إيجابية وقليل منها سلبيه لأننا بشر.

أما عن سيدات الصعيد فطوال عمرنا نري الست الكبيرة، حكيمة، خبيرة، جامعه للأسرة، ومعلمة للنشئ، ولم تكن يوما حاسدة مدمره ولا متأمره محبه للفتنة، ولا عبدة للمال أبدا، فمن أين أتي هذا المؤلف ومسلسله ومخرجه بهذا المجتمع الصعيدي المشوه عمدا دراميا؟

لم نري في صعيد مصر فتيات في سن الشباب تتآمر هكذا وتطمع هكذا وتحرض هكذا

تشويه سمعة أهل الصعيد

ولم نري في صعيد مصر فتيات في سن الشباب تتآمر هكذا وتطمع هكذا وتحرض هكذا ولا وجود لهذا الكم من تعدد الزوجات في بيت واحد في صعيدنا الحالي، وحيث أن المسلسل وسابقيه من (الدراما) الصعيدية شوهوا عمدا سمعة أهل الصعيد المالية والسلوكية ولصقوا بهم ما ليس فيهم.

ولم يكلفوا أنفسهم بمعاينة المكان واكتشاف أهله، حتي يقدموا صورة واقعيه لأهل الصعيد اتساقا مع تعريف أرسطوا للدراما بأنها (محاكاة للواقع)، وصعيد مصر ليس غرزة مخدرات يتناوب عليها الكبير والصغير كما قدمه المسلسل.

ولما كانت هذه الأعمال الدرامية إنتاجا مصريا دون مراجعة للنص أو اللهجه أو كم التشويه المتعمد، فعلينا تحديد جهة اختصاص لمراجعة الأعمال لمنع الإساءه إليدى كل ماهو مصري، وجهه تراجع الأعمال قبل البث حفاظا على نسيجنا الاجتماعي المتآلف.

وأهيب بأهل الصعيد ومحبيه والغيورين عليه مقاضاة القائمين على هذه الأعمال بتهمة تعمد تشويه سمعة أهل الصعيد والطعن في مصادر ثرواتهم، واتهامهم بتجارة الآثار والحشيش والسلاح، والإساءة إلى أشخاصهم بأنهم متآمرون، خائنون، طماعون، لا عهد ولا ذمة ولا كلمه لهم أمام المال.

وأخيرا صعيد مصر ليس صعيد (الدراما) فهو كان ومازال وسيظل مهدا للجدعنة والرجولة والكرم والشهامه والإيثار وإنكار الذات والتضحيه والقناعه والإخلاص والوطنيه وحفظ العادات والتقاليد، وحفظ الوطن وتراب أرضه.. فهل ننصف صعيد مصر في دراما قادمة.. اللهم آمين، وتحيا مصر دوما بأهلها ومؤسساتها  آمين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.