رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمود عطية يكتب: فن (التمثيل) في السياسة!

أصبح ملياردير كرجل أعمال ولم أتحقق من غرض الظهور في لقطة عابرة بفيلم للأطفال

بقلم المستشار: محمود عطية

عكست الأمر فالمعروف أن السياسة فن الممكن، ولكني أقول فن السياسة، فبدأ الأمر بالفنان أو الممثل الأمريكي (رونالد ريجان) إلى أن وصلنا الي الممثل الزهرات (الكومبارس) الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب).

كلاهما مر على (التمثيل)، فالأول ممثل يكاد يكون معروفا، والثاني أخذ الموضوع صامتا في لقطه لفيلم حقق نجاحا ساحقا وخاصه للأطفال واسمه (طفل خارج المنزل Babys day out،‏ وعمل أيضا مع الملاكم الشهير (تايسون) فترة معينه في أعنف مجال رياضي وهو الملاكمة.

وكل هذا (التمثيل) لا يعيب الرئيس (ترامب)، بل يدخل في هوى نفسه كرجل أعمال ورث ميراثا ضخما من والده، وبالرغم من ذلك أعلن إفلاسه اكثر من مرة ثم عاد بقوه والأسباب كثيرة، والغرض أيضا من إعلان هذا الإفلاس، فالإفلاس المالي بالطبع غير الإفلاس الفني في (التمثيل).

ولكنه أصبح ملياردير كرجل أعمال ولم أتحقق من غرض الظهور في لقطة عابرة بفيلم للأطفال، فهل كان يتوقع هذا الانتشار الكبير فيكون دعاية له حبا في الظهور والانتشار أم اللقطه تخدم أعماله التجارية فالعلم عند ربي.

أما الآن فمن يراه وهو يتحدث ويري لغة الجسد أثناء خطابه يشاهد ممثل ينال إعجاب الترامبيون وسخرية الديمقراطيين وغيرهم ممن لا يروق لهم أن يشاهدوه ويسمعوه.

فعندما يتحدث لا نعرف هل هو (التمثيل) أم حقيقة، ولكننا نري البعض من كلامه ليس بتمثيل لينال تشجيع ورضا اتباعه بل حقيقه واقعه علي المستوي العالمي، فنري تخبط وانزعاج في أمريكا الجنوبية وأوروبا وبعض أبناء وطننا العربي.

فعندما صرح وتحدث بحركه (التمثيل) كأفلام واقع المخرج الكبير (صلاح أبوسيف)، فعند سؤاله من صحفية: أي البلاد تكون زيارتك الأولي لها فأجاب بحركه تمثيليه حقيقية: هذا ليس تناقض كيف تكون تمثيليه وحقيقية، ولكنه الواقع بأن العرف جرى أن تكون أول وجهة الرئيس الجديد المملكة المتحدة.

التصريح ليس فناً في (التمثيل) بل أصبح حقيقه واقعية بعد هاتفه مع ولي عهد المملكة الشقيقة

عاد ترامب لـ (التمثيل)

ولكنه خالف هذا العرف وذهب إلى مملكة عربيه لأنها اشترت من أمريكا بالبلدي كده (نفعت) أمريكا بمبلغ 450 مليار دولار، فإذا أرادت أن تكون وجهتي هذه المرة إليها فعليه أن تقوم بنفس الصفقه مع حساب نسبة التضخم وحددها بالتقريب 50 مليار، أي تكون البيعه كلها 500 مليار دولار أي نصف ترليون دولار.

فكان التصريح ليس فناً في (التمثيل) بل أصبح حقيقه واقعية بعد هاتفه مع ولي عهد المملكة الشقيقة، وأبلغه بأن استثمارات مملكته ستزيد إلى 600 مليار دولار، فعاد ترامب لـ (التمثيل) مرة أخرى وبلغة جسده ويداه وصرح بفحوي الحديث عبر المكالمة.

وإذا به يؤدي مشهداً في (التمثيل) يعجب جمهوره من الترامبيون بأنه طلب أن تزيد الصفقه الي ترليون كاملاً غير منقوص في أغلي وأثمن مشهد تمثيلي على الإطلاق لكومبارس ثري، شاء القدر كما حلم هو نفسه في حديث تليفزيوني منذ عقود أنه سيكون رئيسا لأمريكا ولما لا؟!

وقد حصل بالفعل أنه تبوء هذا المنصب مرة وعاد للمرة الثانية ولم يكف عن (التمثيل) منذ ثماني سنوات، ولكن ليس على الشاشات بل على العالم كله بسطوة المال مع سطوة أكبر قوه في العالم.

ولي هنا وقفه مع نفسي وسؤال محيرني لأقوم بعمل مشهد تمثيلي رغم أنها ليست من هواياتي، وأتخيل نفسي في دور (ملك أو أمير أو رئيس)، وقال عنا (ترامب) أننا لا نملك إلا المال في تصريح ورسالة تحقيرية غافلا تاريخ الأمم.

وأن ولاياته التي يحكمها بحكم فيدرالي لا يزيد تاريخها علي ما اعتقد عن 400 سنة قبل أن تكتشف بساكنيها من الهنود الحمر، المهم حتي لا ندخل في هذا السياق نعود لدوري التمثيلي كأحد الزعماء الذي وجه لهم (ترامب) التصريح غير اللائق، وليس به أي لياقه مثل تصريحاته بفترة رئاسته الأولى.

ويبدأ المشهد التمثيلي وأنا جالس منشكح على المكتب الفخيم، وأقوم بطلب رقم الرئيس ترامب، وبعيدا عن أية حسابات إقليميه تخص بلدي مع بعض الجماعات أو الدول فأبارك له على نجاحه في الانتخابات وحلفه لليمين رئيسا للولايات المتحده الأمريكية.

وبعدها كما قال لي مخرج المشهد التمثيلي: أدخل في الموضوع على طول، وخاصة أني لا أملك بالنسبه له أي لترامب إلا المال، أقول له فخامة الرئيس: إنك قولت كذا وكذا وكذا فهذا حق لا ريب فيه، وانا مستع أن ألبى طلبكم وأزيد منه.

حل المشكلة الفلسطينية وتطبيق قرارات الأمم المتحدة ذات الصله بإقامة دولتين

حل المشكلة الفلسطينية

فهل لك بما أنك تملك القرار الدولي وحدك بلا منازع أو شريك أن تحل موضوع معضلة الشرق الأوسط الملتهب وعلى صفيح ساخن، وتأمر بحل المشكلة الفلسطينية وتطبيق قرارات الأمم المتحدة ذات الصله بإقامة دولتين على حدود 4 يونيو 1967.

وتأمر كيان الاحتلال بإيقاف المذابح اليومية والقتل اليومي طيلة السنوات السابقة، فإذا بالمخرج يصرخ ويقول: ستوب.. ستوب، أنت ممثل فاشل، هل هذه طريقة مخاطبة (ترامب) وما أدراك ما ترامب؟!

هو يأخذ كما يشاء وأنت ليس لك الحق في أي شىء برغبتك لأنه يعلم أنك راض عن كل ما يحدث، فهل أنت بتأليف سيناريو وحوار من رأسك؟، فقولت له يا أستاذ حضرتك قلت ارتجل مع كلام المشهد، ولكنك ألفت مشهد جديد لا يستطيع احد تمثيله وقوله.

وسحب مني الدور وأعطاه لممثل محترف لا يجروء عن الخروج عن النص، بل يعرف مدى حدوده مثل (ترامب) عندما يمثل بلغة الجسد والأيدي، فهو يعلم علم اليقين أن المشهد تحقيقه واقعا لا محالة حتي إن كان المشهد به إنه لمن يوجه لهم التصريحات مثل ضم كندا وقناة بنما والمكسيك وأخيرا الناتو.

فهل (التمثيل) سينقلب إلى واقع، في هذه الأمور ظني لا ولكن التمثيل علينا كأمة عربيه فقط يصبح حقيقه نافذة أيضا وبمنتهي السرعه قبل أن يقوم من مكتبه البيضاوي بالبيت الأبيض بواشنطن.

والخلاصة ياحضرات: هذه هو التشخيص (التمثيل) الذي يأتي بنتائج فوزيه فالموضوع ليس حفلات ومهرجانات ومطربين ومطربات الأحياء منهم والأموات، جاء أعظم وأخطر ملياردير ورجل أعمال كومبارس على مر التاريخ .

وكما تقول العبارة الشهيرة الآن: (ترامب جالكم خلوا عيالكم ).. استقيموا يرحمكم الله.

* المحامي بالنقض – منسق ائتلاف مصر فوق الجميع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.