رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

حسين نوح يكتب: هل نعيش فعلاً حالة (تردي فني)؟

كم من رسالة من الدولة لتصحيح المسار من حالة (تردي فني)

بقلم الفنان التشكيلي الكبير: حسين نوح

بكل تأكيد نعم وللموضوعية نعم ويسألني بعض الأحباء الغيورين على الإبداع والريادة والتاريخ: كيف نحن مشوار طويل انتشرت به اللهجة والمصرية في الدول العربية وبكلمات الاستهجان يستنكرون واقع يقترب وأراها أصبحت مجرد كلمات لا تجدي نرددها فقط لكي ننام بهدوء؟ كي نعيش حالة (تردي فني).

وها أنا أقولها بوضوح.. السيارة ترجع للخلف وقد أكدت الأحداث الأخيرة حولنا أن لا الخطابة تجدي ولا التجاهل، فقط  يجدي العمل والفعل والاجتهاد وإلا ستدفع فواتير غالية، وكم من رسالة من الدولة لتصحيح المسار من حالة (تردي فني).

ولكن لا جدوى ونظراً لما وصلت إليه من عمر وليس لي أي مطالب ولا أبحث عن أي دور غير رفعة مصر والتي لا أحد يستطيع أن يزايد على محبتي لها ومعرفتي بتاريخها وعظمتها، ولكن وبكل صدق ما يحدث لا يرضي أي محب عاشق للغالية، واستعرض معكم الأسباب وقد أكون على صواب بلا شيفونيه أو مبالغات: 

نحن فعلاً أصحاب ريادة فنية حقيقية ومستعد لمناظرة أي جاهل أو متجاهل أو حاقد ولكن للحق نعيش زمن أصبح يعتمد على مهارات جديدة لم أكن أعلمها، ولكن أثبتت واقعا جديدا وظهرت تجلياته حالة (تردي فني).

فحين يصبح الاختيار منوط بشباب أعرفهم أو بعضهم فأكيد النتيجه لغير صالح الفن المصري، فهل أذكر لكم اسماء بعض نجوم  ونجمات الصف الأول وأسأل هل قرأت كتاب للعقاد أو طه حسين أو حتى احسان عبد القدوس؟.

بل هل شاهدت ما قدمه المسرح المصري في الستينيات والسبعينيات هل شاهدت عمل لمحمود دياب كالزوبعه او ليوسف إدريس كالمخطاطين أو عمل لعبد الرحمن الشرقاوي كالفتى مهران، وهل قرأت روايه  لجان بول سارتر، أو ألبرتو مورافيا.، أو مكسيم چورچي؟.

هل حين ذهبت لأكسفورد مع الأصدقاء لرحلة المشتريات والتجميل بعد أن فشل دكاترة مصر ولبنان؟

هل شاهدت نجمة الإعلانات والتي أصبحت تحمل لقب نجمة بنشاطها وتواجدها الدائم في كل المناسبات من عزاء لمهرجان لحفل ميلاد وحفل سبوع أوطلاق أو زواج، هل في لندن شاهدت متحف أو عرض مسرحي لأهم مسرح في العالم؟.

صلاح منصور

أجلس مع صلاح منصور

أخبركم حين كنت أجلس مع صلاح منصور واخترت الاسم فهو لم يكن يطلق عليه كلمه (نجم) التي امتهنت وتطلق علي شباب يكتب لكن لام ألف.. 

صلاح منصور لمن لايعرف قدره ممثل مثقف شاهد وعمل لكبار كتّاب وفناني المسرح العالمي ويعرف كل ما كتبه الكبار من شكسبير، إلى كافكا إلي إيليا كازان في الاخراج، وأنطونيوني وسير لورنس أوليفيه في التمثيل. 

لا يحرس الفنان إلا حراسة عقلية ثقافية تجعله يختار ما يقدمه، أستطيع أن أتعرض للنجوم الشباب وبعضهم تجاوز الخمسين من عمره ومتأكد أن بعضهم قدم على الاكثر  ثلاث أعمال من أربعون عمل السبعه وثلاثون منهم لا يقدم غير تكريس الهطل والبسمة  وضياع الوقت نعم تلك من مهام الفن أحيانا في ظل حالة (تردي فني).

ولكن جزء من كل وهل نذكركم ماذا قدمت السينما الأمريكية من مواضيع تكرس للبطل الأمريكي في الحرب والسلام والحلم الأمريكي والعظمة الأمريكية والتضحية بالذات في سبيل العلم الأمريكي.

ومنذ أفلام الكاوبوي والبطل النبيل الباحث عن الحق والخير والعدل  حتى أفلام الملاحم من (هرقل  لزورو لجلاديتر) تقدم قيم البطولة والبسالة، والجندي المغوار ورائد الفضاء الذي يقدم حياته لأمريكا، وحتي السينما الفرنسيه كل أفلام (چان جابان وچان لويترنتيان، وجان بول بلموندو، وإيف مونتان)، كلها أفلام تقدم البطوله وعشق الوطن.

الفنان هو فلتر الاختيار حتى (سعاد حسني) عرفت منها كيف كانت محاطه بعبد الرحمن الخميسي وعبد الرحمن الشرقاوي وصلاح چاهين وسيد بدير ومحسنه توفيق، حين سهرت معها تحدثت كيف اختارت رواية (مصر الجديدة) لنجيب محفوظـ وتحولت إلى (القاهرة 30)، وكيف اختارت (الزوجه الثانية، وصغيرة على الحب) وأفلام أخري للشباب.

لكن يبقي منها الأعمال الكبيرة مثل (شروق وغروب وصغيرة على الحب وبئر الحرمان والكرنك)، وكثير مما شاهدتم ويستحق وسجلت اسمها بحروف من ذهب وأنا شخصياً أراها أهم وأصدق موهبة نسائية في تاريخ السينما المصرية قد يختلف معي البعض ولكنها وجهة نظري حالة (تردي فني).

السيارة ترجع للخلف فالتراك كبير والأوتوستراد واسع يتسع كل مجتهد مستنير واع

نجوم الحفلات والسهرات

هل أراجع معكم ماذا قدم نجوم الحفلات والسهرات ومذيعات العدسات والاقتراحات الهبلة الساذجة والمهنية التي تصل لحد البلاهة للأسف أحيانا تتحدث بعض ممن يطلق عليهم عنوة لقب نجمة فأندهش من كم الاستظراف والجهل وأحياناً العري الساذج والمكياج الفج.

والذي تطاردنا بها في أعمالها سواء مطبخ أو حجرة نوم مستيقظة أو في غرفة عمليات أو بعد حادثة.. أعتقد لو نساء مصر بهذا الكم من الجمال المستحدث لما امتلأت النوادي والكافيهات والسايبرز بأعداد الأزواج الهاربون منن منازلهم ولا امتلئت الشوارع والكباري أربعة وعشرون ساعة بالرجال هاربون رغم غلاء البنزين.

ياسادة السيارة ترجع للخلف فالتراك كبير والأوتوستراد واسع يتسع كل مجتهد مستنير واع .. إنه زمن القدرة والعلم والوعي، أما مهارات التواجد الأجوف فلن تقدم إلا إلغاء لما نحاول أن نتذكره، فالأيام تجري والسباق سريع والحداثه تتسارع لتكريس حالة (تردي فني).

حين استمع لبعض النجمات كما يطلق عليهم منتجي السبوبة أكاد أبكي، فقد استمعت لفاتن حمامة وسامية جمال، وجلست مع تحية كاريوكا، واستمعت واستمتعت.. وأدركت انه زمن ترك لنا ما نفتخر به.

أما الاآن فرجاء الاستماع لما يطلق عليهم كلمة نجم.. اتقوا الله في مصر التي تمتلك من الحقيقيون الكثيرون ولكن البعض منهم انسحب.. وفقط يشاهدون تراك سباق التواجد وبه بعضاً مما لايستحقون.. مصر تنطلق وتستحق.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.