(توفيق الدقن): صاحب أشهر الإيفيهات التى خلدتها مواقع التواصل الإجتماعي!
* (توفيق الدقن) كان في بدايته من الممثلين الذين إذا مروا أمام الكاميرا لا تكاد تحس بهم
* المخرج (فطين عبد الوهاب) غير مسيرته عندما أسند إليه شخصية (الباز أفندي)، في فيلم (ابن حميدو)
* الصوت العالي، وطريقة نطق الإيفيه عكسا تميز (توفيق الدقن) في قول (الإيفيه
بقلم الباحث والناقد السينمائي: محمود قاسم
(توفيق الدقن) واحد من أبرز نجوم الصف الثاني الذي لم تمنحه السينما البطولة المطلقة بالمرة، والأفلام في حاجة دوماً إلى ممثلي الصف الثاني، ليؤدوا دورا، أوشخصيات بعينها في الحياة.
ورغم أن السينما لم تمنح (توفيق الدقن) البطولات المطلقة، لكنه صنع بنفسه بطولاته المطلقة، وذلك من خلال الدور الذي يلعبه، وبهذا كون لنفسه بطولات مطلقة كثيرة بداية من عام 1951، وحتى عام 1987.
و(توفيق الدقن) كان في بدايته من الممثلين الذين إذا مروا أمام الكاميرا لا تكاد تحس بهم!، حيث بدأ مشواره الفني عام 1951 من خلال فيلم (ظهور الإسلام) قصة وحوار الدكتور طه حسين، وإخراج إبراهيم عز الدين.
وبطولة (أحمد مظهر، كوكا، عماد حمدي، عباس فارس، سراج منير، كمال ياسين، سعد أردش) وغيرهم، حيث لعب دور (خباب بن الأرت).
وتوالت أفلام (توفيق الدقن) التى تعاون فيها مع أكبر نجوم التمثيل والتأليف والإخراج، كان أشهرهم المخرج (يوسف شاهين) الذي أسند إليه دور الشرير في أفلام منها (شيطان الصحراء) و(صراع في الميناء).
وكذلك المخرج (توفيق صالح) الذي منحه دور مهم في فيلم (درب المهابيل) مع شكري سرحان، وبرلنتي عبدالحميد، كما تعاون مع المخرج كمال الشيخ في فيلم (أرض السلام) بطولة فاتن حمامه، وعمر الشريف.
وعام 1957 لعب (توفيق الدقن) دور(محمود شيكو) في الفيلم الوطني (بورسعيد) قصة وسيناريو وإخراج عزالدين ذوالفقار، وبطولة كوكبة كبيرة من النجوم منهم (هدى سلطان، فريد شوقي، ليلى فوزي، رشدي أباظة، زهرة العلا، شكري سرحان) وغيرهم.
(الباز أفندي).. نقطة تحول
ظل (توفيق الدقن)، يعمل في السينما لمدة 7 سنوات دون أن يشعر به الجمهور الواسع في الشارع المصري، حتى جاء المخرج (فطين عبد الوهاب) وغير مسيرته عندما أسند إليه شخصية (الباز أفندي)، في فيلم (ابن حميدو).
بطولة (هند رستم، وإسماعيل يس، وزينات صدقي، وعبدالفتاح القصري)، وهو في هذا الفيلم ليس شريرا بقدر ما هو العزول الذي يكيد لمنافسه، ويدبر له المؤمرات.
ويدس له (الحشيش) في ملابسه، وبإعتبار أننا في فيلم كوميدي، فالشرير هنا خفيف الظل، وهو يلقي إيفهاته، وسرعان ما صارت له مع كل فيلم جديد (إيفيه).
هذه (الايفهيات) التي لاتزال باقية حتي الآن، لأنها التصقت بذاكرة الناس، وتوارثتها الأجيال، وتنشرها الآن وتروج لها مواقع التواصل الإجتماعي.
أحلى من الشرف مافيش
لا شك أن الصوت العالي، وطريقة نطق الإيفيه عكسا تميز (توفيق الدقن) في قول (الإيفيه)، فهو يقول مثلا في فيلم (أحبك يا حسن) تأليف وإخراج حسين فوزي، وحوار زكريا الحجاوي.
وبطولة نعيمة عاكف، وشكري سرحان، وحورية حسن، وعبدالمنعم إبراهيم: (ياآآه ياآآه .. أحلي من الشرف مافيش)، وجمال هذا الايفيه أن صاحبه يرمي المحصنات ويفتقد هو إلى الشرف!.
العلبة دي فيها إيه؟!
أما في فيلم (سر طاقية الإخفاء) تأليف وإخراج نيازي مصطفي، وبطولة زهرة العلا، وبرلنتي عبدالحميد، وعبدالمنعم إبراهيم، والطفل أحمد فرحات، فيكاد (توفيق الدقن) أن يشارك البطولة مع (عبد المنعم ابراهيم) وهو يستخدم إيفيه (الفيل والعلبة) حيث يقول: (العلبة دي فيها ايه؟.. فيها فيل)
إنه هنا في هذا الفيلم البديل الشعبي لعبارات يرددها لإجبار خصمه علي الاعتراف به، وهو ينهال عليه ضربا، فيردد العبارة نفسها.
وفي رأي أن الفيلم بأكمله أشبهه بـ (ايفيه) ممتد بين الرجلين الذين يتصارعان علي الطاقية، وتنتقل ملكيتها كل فترة من أحدهما الي الآخر!.
آلوووو يا همبكة
في فيلم (بنت الحتة) قصة وسيناريو وحوار محمود إسماعيل، وإخراج حسن الصيفي، وبطولة (شكري سرحان، أحمد رمزي، زهرة العلا، سامية جمال) وغيرهم.
فإن (توفيق الدقن) يعبر من جديد عن لغة البيئة التي يأتي منها، حيث تبدو اللهجة العامية بالغة المرونة في العثور علي مفرد كوميدي جديد فيقول (آلو ياهمبكة.. آلو يا أمم)!
و(الآلو) هنا يرددها صاحبها دون الإمساك بسماعة هاتف، أنها نوع من النداء، أما (همبكة) فهو مصطلح جديد ملئ بالسخرية، عليك أن تستخدمها كما تشاء، فالكلمة تخلو من حرف العلة المرن، وتعني الفهلوة، ويستخدمها صاحبها للتعبير عن نصب أو احتيال!
كله عايز يبقى فتوة أمال مين حينضرب
في فيلم (الشيطان يعظ)، كان السن قد تقدم بالممثل (توفيق الدقن)، لكن كان في حياته المخرج الذي يقدر موهبته، ويتفاءل به وهو (أشرف فهمي).
فأشركه معه في كافة أفلامه، يقول في كل منها (الإيفيه) المناسب لعل من أكثرها بقاء هو ما قاله عن حال الحارة في زمن الفتوات: (هو كله عايز يبقي فتوة.. أمال مين اللي حاينضرب).
رحم الله الفنان الكبير (توفيق الدقن) صاحب أشهر الإيفيهات في تاريخ السينما المصرية.