رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

نكشف قصة أول أغنية قام بتلحينها وغنائها عملاق سوريا (نجيب السراج)

(نجيب السراج)، هو صاحب الصوت العاطفي الدافئ

كتب: أحمد السماحي

يوجد رموز فنية في حياتنا المصرية والعربية نريد أن نكتب عنها، لأن مشوارها حافل بالمفارقات والطرائف الغريبة، والجميلة، لكن يحول دون ذلك عدم توفر صور لهؤلاء الرموز، من هؤلاء المطرب والملحن السوري الكبير (نجيب السراج).

و(نجيب السراج)، هو صاحب الصوت العاطفي الدافئ، الذي قدم للأغنية السورية والعربية العديد من الروائع التى لا تنسى، سواء كمطرب أو ملحن.

ولم يكن (نجيب السراج) مطرباً وملحناً فقط بل كان واحدا من أهم الملحنيين الذين رسموا ملامح الأغنية السورية.

 كما كان (نجيب السراج) ثاني مطرب وملحن، بعد المطرب والملحن المصري (أحمد عبدالقادر)، الذي يكتشف عذوبة ورقة أشعار الشاعر السوري المبدع (نزار قباني)، وصالحيتها للغناء حيث لحن له عام 1952 واحدة من أرق قصائده وهى (يا بيتها) أو (بيت الحبيبة).

كما كان (نجيب السراج) أول مطرب وملحن سوري يغني لكل مدينة من مدن سورية أغنية، فغنى قصيدة لدمشق عنوانها (أدمنت حبك يا دمشق حبي أنا ولهٌ وعشق)، كلمات الشاعر (خليل خوري).

 وغنى لحمص قصيدة (حمص كم غنيتك وردة، وردة، قبل موالي وبعده)، كلمات الشاعرعيسى أيوب، وغني لحماة قصيدة (حماة في خاطري لحن وأغنية وفي ضميري صبابات أعانيها) كلمات (محمد منذر لطفي).

وغنى لحلب قصيدة (هاجت الشوق تقاسيم صبا فهفا القلب وناجى حلبا) للشاعر (حسين راجي).

عندما كنت صغيرا شغفت بالموسيقى والغناء حتى ملكت علي هذه الهواية نفسي وحياتي

نجيب السراج) وبداية المشوار

اليوم في باب (حواديت الأغاني) نتوقف عند حدوتة أو قصة أول أغنية قام بغنائها وتلحينها (نجيب السراج) كما ذكر هو في حديث له لمجلة (الكواكب) المصرية.

وذلك تحت عنوان (أنغام من دمشق) حيث قال(نجيب السراج): عندما كنت صغيرا شغفت بالموسيقى والغناء حتى ملكت علي هذه الهواية نفسي وحياتي، وبذلت محاولات كثيرة لأشبع هذه الهواية المتأصلة في أعماقي.

وسلكت اتجاهات عديدة، كنت أدخر القروش التى تصل إلى يدي لأشتري بها (أسطوانات) المطربيين المعروفين، وفي كل مرة كنت أشتري فيها واحدة كنت أديرها مرات، وأقضي وقتي كله إلى جوارها حتى أحفظ لحنها وأداءها ثم أغنيها أنا.

وأيضا ترددت كثيرا على المحال التجارية التى تجذب المشترين إليها ببعض الأغنيات التى تذيعها، وحدث في إحدى هذه المرات أنني أندمجت مع أغنية للموسيقار (محمد عبدالوهاب)، كنت أحبها.

 فدندنت مع الأغنية في صوت يقرب من الهمس في البداية، ثم نسيت نفسي فارتفع صوتي قليلا حتى غطى على الصوت المذاع.

ويضيف (نجيب السراج): استمر ذلك حتى انتهت الأغنية، وافقت لنفسي ودهشت إذ أن جمعا كبيرا من السيدات والرجال التفوا حولي وأنا أغني دون أن أحس بوجودهم.

ويبدو أن صوتي أعجبهم إذ سمعت تصفيقا فيه تشجيع وحرارة عندما سكت، والتفت فوجدتهم ينظرون إلي في إعجاب، وأحسست بنشوة لأول مرة.

عدم توفر المال لدي لأشتري لحناً، دفعاني إلى تلحين أول لحن لي

قصة (إن كنت تنساني فلست تهواني)

ويستطرد (نجيب السراج): تناقل الناس في سوريا قصة جمال صوتي، وعلم صديق لي أنني أتمنى أن أكون مطربا فدعاني ليقدمني إلى المسئولين في الإذاعة، ورحبت بالفكرة، وذهبنا معا.

وهناك قابلنا (نشأت التغلبي) مدير الإذاعة في ذلك الوقت، فأمر بعمل اختبار لي، حضره بنفسه، وأديت بعض الألحان، وأعجب المدير بصوتي بل صاح في فرحة (عال، عال، دا أنت صوتك جميل).

وداخلني شعور حينئذ بأنني بدأت الطريق، وطلب مني أن أعد أغنية خاصة بي، ووعدني بأن تذاع، لكن عدم توفر المال لدي لأشتري لحناً، دفعاني إلى تلحين أول لحن لي.

 وكان ذلك من خلال قصيدة كلمات الشاعر الدكتور (وجيه البارودي)، كنت قد سمعت كلماتها في بيت (وجيه) عام 1941، وبقيت قي ذاكرتي منذ ذلك الحين.

 وهي (إن كنت تنساني فلست تهواني)، وبعد أسبوعين عدت إلى اللجنة وأسمعتهم أول أغنية لي والتى كان يقول مطلعها:

إن كنت تنساني فلست تهواني

هل طاب في سمعك لحن غير ألحاني

أم أنت كالعصفور من غصن إلى ثاني

محمد عبد الوهاب

التأثر بالموسيقار محمد عبدالوهاب

يواصل (نجيب السراج) حكايته مع الألحان فيقول: نالت القصيدة أعجاب اللجنة بقوة وجمال اللحن والأداء، وعندما نجح اللحن في الشارع السوري، شجعني ذلك على دراسة الموسيقى، وكانت هذه مشكلة كبرى إذ أن سوريا كانت خالية تماما من المعاهد الموسيقية.

فاتجهت إلى تعلم نفسي بنفسي، في البداية تأثرت بالموسيقار (محمد عبدالوهاب) أكثر من غيره، إذ كنت أحفظ جميع أغنياته، ولكني مع الوقت استطعت أن أحقق شخصيتي بعد فترة وجيزة.

وتخلصت من كل المؤثرات الآخرى، وساعدني على ذلك أنني أضع ألحاني لنفسي، وأدرك مقومات صوتي ومدى مقدرتي في الألوان المختلفة.

فايزة أحمد

أول لحن لفايزة أحمد

يتابع (نجيب السراج) بداية مشواره فيقول: بعد اجتياز هذه المرحلة، وضعت ألحانا ناجحة لكثير من مطربات ومطربي سوريا فغنت لي المطربة الراحلة ماري جبران.

وكان أول لحن للمطربة (فايزة أحمد) لي وكان بعنوان (الدنيا كانت في عيوني ظلام) وتوالت الألحان لكثير من المطربيين مثل (سعاد محمد، رفيق شكري، زكية حمدان، كروان، مها الجابري).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.