محمود حسونة يكتب: رموز ونجوم في مرمى (المتنمرين)!
بقلم الكاتب الصحفي: محمود حسونة
ما تعرضت له المطربة (مي فاروق) يفضح الفئة الضالة التي تعيش بيننا، وتضم مجموعة من الناس الذين يتوهمون أنهم أوصياء علينا، يريدون أن نفكر بعقولهم الضالة ونتبنى أفكارهم الفاسدة ونعيش بطريقتهم المعوجة، يسعون لهدم قيمنا وتغيير عاداتنا ونشر التطرف بيننا، (المتنمرين) يثيرون الجدل والبلبلة ويسعون لخلق فتنة وفوضى.
يتخذ (المتنمرين) من السوشيال ميديا وسيلة لتحقيق مبتغاهم، يجلسون خلف الشاشات يبثون سمومهم أملاً في زعزعة الدولة اجتماعياً وزلزلتها سياسياً متوهمين إمكانية إعادة ما حدث في 25 يناير 2011، غير مدركين أن الشعب المصري لا يقبل بتكرار أخطائه والوقوع في فخ من يريدون إسقاط الدولة.
كل يوم لهم ضحية، يختارونها ويتكالبون عليها انتقاداً وتشويهاً حتى تتصدر الترند. لديهم ثوابت في الترند لا تغيب أبداً يتعمّدون التركيز على رموز الدولة وقادتها، ويتصدرهم رئيس الجمهورية، ولديهم متغيرات في الترند وهي الشخصيات التي يصطادونها، مصدرهم قد يكون خبر قرأوه أو بوست طالعوه أو مقطع فيديو شاهدوه.
قد تكون صيدة (المتنمرين) شخصية عادية من المجتمع وقد تكون شخصية معروفة، لا يهم، فالمهم هو من يجدون لديه ما يثيرون به البلبلة ودائماً يكون الهدف النيل من سمعة هذه الشخصية.
الأسبوع الماضي تصدرت الترند تلميذة الإسكندرية (ريناد عادل)، التي سقطت من بلكونة منزلها لتلقى ربها، استلموها وصنعوا بها ترند كاذب، قالوا أنها انتحرت بسبب تنمر زميلاتها في المدرسة على شكلها وبسبب عدم دفع أهلها لمصاريفها الدراسية، المقربين من بنت الاثني عشر عاماً نشروا لها صوراً.
لم نجد في شكلها ما يبرر التنمر عليها، التزم أهلها الصمت تجاه الهجمة الشرسة عليها وعليهم في السوشيال ميديا حتى خرجت صديقات للأم تنفين انتحار الفتاة وتنفين تنمر زملائها عليها.
مع التأكيد على دفع مصاريفها المدرسية، وطالبن المجتمع برحمة أهلها المفجوعين ورحمة الفتاة الميتة، ولكن عندما تُطلَب الرحمة ممن لا يعرفونها فلا مستجيب!
ليست من هواة السهر
الفنانة (مي فاروق)، صاحبة الصوت القوي العذب، مطربة مشهورة ولكن لم يسمع عنها أحد شيء مما يقال على بعض أهل الفن، فهي ليست من هواة السهر ولا الشللية وملابسها لا تعرف الخلاعة، لم تترك لهم شيئاً ينفذون منه إليها، مطلقة وأم لصبية وصبي في عمر الزهور، تتحمل مسؤولية ابنتها وابنها بكل حب.
التقت الفنان (محمد العمروسي)، أحبته وأحبّها، اتفقا على الزواج، تمت الخطوبة وأعلنتها لكل الدنيا، وبعد عام من الخطوبة كان القران والزفاف والزواج، علاقة بدأت في النور، وأرادت مي أن تفرح وتفرّح معها أبناءها من زواجها الأول وتفرح كل الأصدقاء والمحبين ومعهم الجمهور الذي منحها الشهرة والنجاح.
تم توجيه الدعوة لمصورين وإعلاميين حتى ينقلوا للناس مشاهد من حفل الزفاف، كل شيء تم في النور ولم يكن لديها ما تخجل منه أو تخفيه، رأينا ابنتها وابنها فرحيْن بفرح أمّهما، ورأيناهما يشاركان عريسها الرقص تعبيراً عن رضاهما به وحسن علاقتهما معه.
ولكن (المتنمرين) عميت قلوبهم فشهروا أسلحتهم القذرة في وجه هذه الفنانة، يسخرون ويتجاوزون ويسعون لهدم سيدة أرادت أن تتزوج على سنة الله ورسوله وأن تعبر عن فرحتها بعريسها وبأبنائها، ولكنها بإرادتها كانت أقوى منهم، ولعل هذا التنمر زادها صلابة وزاد علاقتها بزوجها وابنتها وابنها قوة.
لاعبنا الدولي (محمد صلاح)
أيقنت وأيقن معها معظم الناس أن هؤلاء (المتنمرين) هم أناس ملأ قلوبهم الحقد والسواد، وعلينا جميعاً أن نتجاهلهم ونتركهم يعوون من دون أي صدى لعوائهم.
ليست (مي فاروق) أول فنانة يستهدفها أصحاب النفوس المريضة، ولن تكون الأخيرة، استهدفوا قبلها فنانات وفنانين، نجوم ومشاهير، رموز وشخصيات عامة، كان النجم الكبير عادل إمام الأكثر تعرضاً للتنمر من قبل لأنه كان الأكثر نجاحاً وشهرة، واليوم فإن لاعبنا الدولي (محمد صلاح) هو الأكثر تعرضاً للتنمر.
تنمروا من قبل على أنف (أمينة خليل) وأنف (هنا الزاهد)، وعلى أذني (أحمد حلمي) وعلى فم (أليسا)، وعلى معظم فنانينا الكبار بسبب تغير ملامحهم نتيجة كبر السن.
إنهم مجموعة من الفشلة الذين يعانون الفراغ الفكري والضمور العقلي والسواد النفسي، مصابون بالكثير من العقد، عاجزون عن تحقيق أي نجاح ورغم ذلك فإن طموحهم هو القبض على القرار واعتلاء القمة واقتياد المجتمع إلى الهاوية.
وإذا كانوا قد نجحوا مرة بعد فوضى 25 يناير، فلن تتكرر ثانية، وسيظلون يحاولون إشعال النار في جنبات المجتمع حتى تحرقهم مثلما حرقت كبارهم من قبل.