(ديفيد أكونا): الظروف الجوية الصعبة سبب كارثة حرائق كاليفورنيا
كتبت: سدرة محمد
أوضح (ديفيد أكونا) رئيس كتيبة الإطفاء في ولاية كاليفورنيا في لقاء خاص مع برنامج (مساء dmc)،، تفاصيل كارثة (حرائق الغابات) الكبرى التي اجتاحت الولاية مؤخرا.
وقال(ديفيد أكونا) أن الظروف الجوية الصعبة، بما في ذلك الرياح الشديدة وانخفاض نسبة الرطوبة، لعبت دورًا رئيسيًا في تفاقم حرائق الغابات.
أضاف (ديفيد أكونا) أن التغيرات المناخية قد تكون من بين الأسباب المحتملة لاندلاع هذه الحرائق بهذا الحجم الكارثي، مؤكدا أن التحقيقات جارية للكشف عن السبب الرئيسي.
فيما يتعلق بانتقادات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للمسؤولين بشأن تعاملهم مع الكارثة، قال (ديفيد أكونا): (نحن نبذل قصارى جهدنا لتقديم الحقائق الدقيقة وتوفير كل المعلومات حول عملنا، لكن البعض يلجأ لاستخدام صور قديمة من الإنترنت لتوجيه الانتقادات لنا، مما يؤثر سلبًا على جهودنا).
وأكد (ديفيد أكونا) أن مثل هذه التصريحات تؤثر بشدة على معنويات رجال الإطفاء، الذين يعملون ليلًا ونهارًا لمواجهة تلك الكارثة.
وأشار إلى أن هناك عددا كبيرا من فرق الإطفاء والمركبات تعمل بشكل متواصل لمحاولة احتواء الحرائق، التي دمرت حتى الآن ما بين 10 إلى 12 ألف فدان، ومع ذلك، لم يتم بعد تحديد المدة الزمنية اللازمة لإنهاء الكارثة بشكل كامل.
واختتم (ديفيد أكونا) حديثه بالتأكيد على التزام فرق الإطفاء بمواصلة العمل رغم كل الصعوبات لتحقيق السيطرة الكاملة على الوضع.
سلسلة من الحرائق الكبيرة والصغيرة
جدير بالذكر أنه في الأسبوع الماضي، بدأت سلسلة من الحرائق الكبيرة والصغيرة في تشكيل حلقة من النار حول لوس أنجلوس، أكبرها هو حريق باليساديس على طول ساحل المحيط الهادئ غرب وسط المدينة، والذي أحرق حتى يوم الثلاثاء أكثر من 23700 فدان.
وثاني أكبر حريق يقع في الشرق في جبال سان غابرييل شمال باسادينا، والذي أحرق أكثر من 14000 فدان، ودمر آلاف المنازل وشرّد عشرات الآلاف من الأشخاص.
وبدأ حريق آخر في مقاطعة فينتورا، شمال غربي لوس أنجلوس، في وقت متأخر من الإثنين وأحرق 56 فدانا بحلول يوم الثلاثاء، وفي ريفرسايد تم الإبلاغ عن حريق غابات صغير في وقت مبكر من بعد ظهر الثلاثاء.
تمكنت فرق الإطفاء من احتواء عدد من الحرائق الأصغر حجما بشكل كامل: حريق كينيث، الذي اندلع مساء الخميس في حي ويست هيلز في وادي سان فرناندو؛ وحريق ليديا، في غابة أنجيليس الوطنية؛ وحريق صن ست، الذي اندلع يوم الأربعاء في هوليوود هيلز؛ وحريق آرتشر، الذي اندلع صباح الجمعة في جرانادا هيلز.
كان رجال الإطفاء على وشك السيطرة على حريق هيرست، الذي بدأ عند الحافة الشمالية للمنطقة الحضرية، بالقرب من سيلمار، وحتى الثلاثاء، أحرق هذا الحريق حوالي 800 فدان وتم احتواؤه بنسبة 97 بالمائة.
احتواء عدد من الحرائق
تشير التقديرات الأولية لحجم الأضرار التي أحدثتها حرائق باليسديس وإيتون إلى أن كل منهما من بين أكثر الحرائق تدميراً في تاريخ كاليفورنيا.
فقد ألحق حريق باليساديس الضرر بنحو 5000 مبنى، وألحق حريق إيتون الضرر بنحو 7000 مبنى، وهي الفئة التي تشمل المنازل والمرائب والشركات، وفقاً لإدارة الإطفاء في كاليفورنيا.
وقد دمر حريق باليساديس مؤسسات مثل مدرسة باليساديس تشارتر الثانوية، وهي المدرسة الأم للعديد من المشاهير وموقع تصوير للعديد من البرامج التلفزيونية.
فرض الحرس الوطني ووكالات إنفاذ القانون المحلية حظر التجوال وحاولوا إبقاء الأحياء التي تم إخلاؤها مغلقة حتى يتمكن السكان من العودة بأمان.
وأودى حريق إيتون بحياة 17 شخصا على الأقل، مما يجعله أحد أكثر الحرائق فتكا في تاريخ كاليفورنيا، كما قُتل ما لا يقل عن 8 أشخاص في حريق باليساديس، وحذر المسؤولون من أن حصيلة القتلى من المرجح أن ترتفع.
هذا وحذر خبراء الأرصاد الجوية لأيام قبل اندلاع الحرائق الأولى الأسبوع الماضي من أن خطر الحرائق سيكون مرتفعًا للغاية، وتحول الغطاء النباتي إلى مادة قابلة للاشتعال بعد أشهر من الجفاف هذا العام.
ويتزامن الطقس البارد مع وصول رياح سانتا آنا، وهى هبات قوية وجافة تهب من الجنوب الغربي من نيفادا ويوتا إلى جنوب كاليفورنيا وترتبط بالحرائق الأكثر تدميراً في المنطقة.
كان رجال الإطفاء يتسابقون لاحتواء الحرائق، وقد أحرزت جهودهم تقدما كبيرا مع تراجع الرياح خلال عطلة نهاية الأسبوع، وعلى الرغم من أن الرياح الثلاثاء كانت أخف بشكل عام، إلا أن خبراء الأرصاد الجوية قالوا إنه قد يكون هناك زيادة كبيرة في سرعات الرياح الأربعاء 15 يناير الحالي حتى نهاية الأسبوع.