رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

إبراهيم رضوان يكتب: (محمد منير).. قلب ونبض وروح!

علاقة لها بداية بلا نهاية

بقلم الشاعر الكبير: إبراهيم رضوان

علاقتى بـ (محمد منير) لها من القوة أن تقفز متخطية أعلى أسوار الخلافات الفنية.. علاقة روح وجسد.. قلب ونبض.. شمس وامتداد من الحقول حتى الأفق.. علاقة لها بداية بلا نهاية..

والخلافات الفنية ظاهرة قديمة بين أقرب الثنائيات.. أم كلثوم و زكريا أحمد لـ 13 عاما على حق أداء بعض الأغنيات لـ 13 عاما.. أم كلثوم وأحمد رامي حتى أنها صاحت فيه: (أنا ندمانه انى عرفت واحد زيك).. أم كلثوم والقصبجي والتي جالت في المحاكم، لكنها انتهت داخل أسوار المحبة الفنية والإنسانية..

عبد الحليم حافظ ومحمد الموجى.. عبد الحليم حافظ وبليغ حمدى حينما اتهمه عبد الحليم أنه يمارس عليه إرهاب فنى .. وغيرها الكثير..

وعندما انتهيت من بعض مقالاتي عن (محمد منير) وتاريخى معه تناولت بعض الجوانب الخلافية و تكهرب الجو بيننا فنشر المبدع (محمد عبد الواحد) هذه المقالة علي صفحته..

(محمد منير) ما زال متأثرا بموت شقيقته جد

(محمد منير) متأثر بموت شقيقته

ورغم ظروفه الصحية التي أدعو الله أن يكتب له منها شفاءا تاما ليعيد للساحة الفنية رونقها المتبقى من الأصالة والإبداع فقد فاجئنى باتصال يطمئن فيه على صحة قلبى..

لاحظت أن (محمد منير) ما زال متأثرا بموت شقيقته جد.. وعلى هذا الأساس اتفقنا أن تكون عودتنا معا.. بعد انقطاع طويل.. من خلال أغنية عن شقيقته بعنوان (كانت فعلا من نوع فاخر)

والتي أقول فيها

كانت أخت.. وأم.. وعم ..

وعمة.. وخالة..

كانت برج العيله العالي..

أفرح جدا.. لو تدعيلي..

أو تسألني ف يوم ع الحالة..

كانت سمحة..

كانت لما بتزرع قمحة..

تخرج لينا سنابل فرحة..

ويا السبحة..

تملى قلوبنا.. وتملى جيوبنا..

و تملى بواخر..

كانت فعلا.. من نوع فاخر..

كانت كل آيات الله..

دايما على شالها..

علشان كده حسيت في رحيلها..

إني صبحت يتيم.. مش قادر..

علي شلال الحزن الهادر..

وازاي نار الفرقة المرة.. هاتحملها..

رغم جراحي.. ورغم جراحهم..

قلبي مع اللي شالوها بروحهم..

سمى وشالها..

بس الحزن الساكن فيا..

مالهوش أول.. ولا له آخر..

كانت فعلا.. من نوع فاخر

يقول المبدع (محمد عبد الواحد) على صفحته عندما تدخل هو والمبدع أحمد السماحي في محاولة لتقريب وجهات النظر.

قلب الوطن مجروح

يقول محمد عبد الواحد:

وأنت تخطو في شارع مصري صاخب مزدحم.. يتناهى إليك من مقهى صوت (محمد منير) معاتبا: (ازاى ترضيلى حبيبتى؟).. بينما في الطرف الآخر من الشارع  يشحذ  (نوح) الهمم  بكلمات الشاعر الكبير (إبراهيم رضوان): (الله.. حى.. مدد مدد) فيتجلى لك غضب الوطن ..

يشدو (محمد منير) في التليفزيون (بكار.. أبو كف رقيق وصغير).. ينساب رقراقا من مذياع لمجند في القطار أو طالب يذاكر (شعر وموسيقى) بشعر (إبراهيم رضوان).. فيسهر الوطن ليله .ة

يبتهل (محمد منير) قائلا: (مدد مدد يا رسول الله) ليصدح أحمد إبراهيم بابتهال رمضانى من كلمات (إبراهيم رضوان): (سيدنا المختار.. كان لما يغيب في الغار.. يقلق أصحابه عليه.. يخرج وعلامة الوحى بريق في عينيه).. ليتردد الأذان في جنبات الوطن ..

 حينما كان يذوب (محمد منير) في (عشق البنات).. كان (هانى شاكر) في جانب آخر يلوم حبيبته (أرجوكي يا حبيبتي)، و(محمد الحلو) يتعجب منها: (بتزعل ليه؟.. من كلمات الشاعر (إبراهيم رضوان)

صوت المطرب (محمد منير).. و كلمات الشاعر( إبراهيم رضوان).. وجدانيات شعبية مشتركة.. اقتسما فيها غضب الوطن وطعم السهر في لياليه.. اقتسما العشق والهوى و التجليات الدينية ..

عقب قراءتي لسلسلة المقالات التي خطها شاعر مصر عن مطرب مصر (محمد منير) شعرت بأن (قلب الوطن مجروح) بالفعل.. وأنه ينزف إبداعا وفنا هما حق فولكلورى  لكل المصريين..

بمعرفتى الشخصية بالشاعر الكبير (إبراهيم رضوان) ففي صدره يخفق قلب طفل.. والمبدع الحقيقى أبدا لايكبر.. الطفل يختبئ بداخله عن كل العيون داخل جسد الرجل.. لذا فالمبدع الحقيقى لايكف عن الاندهاش من الدنيا.. وفى أحاسيسه الحادة تجاه كل شيء..

في غضبه الذى تطفئه قطعة شوكولاتة، أو حتى مجرد أن تخبئ وجهك وراء كفيك المفرودتين ثم تفتحهما أمامه  فجأة ليذهب كل الغضب ويعود ضاحكا مقهقها ..

في متابعتى لحلقات شاعر مصر عن مطربها لمحت بين السطور غضبا طفوليا.. لكنه في نفس الوقت غضب واع.. هناك قسوة واضحة لكنها قسوة موجهة الى القشرة الخارجية التي غلفت المطرب (محمد منير) ليصل إلى لبه الذى عهده منه في زمن الإبداع المشترك.. ليعيد هذا اللب إلى الوجود ..

بالتأكيد إن نبضات القلب لا يمكن أن تتحول أبدا إلى طلقات رصاص.. لكنها من الممكن أن تصبح خفقانا مضطربا عاليا ينذر بسكتة قلبية ليهرع صاحب القلب بالعودة إلى عاداته الصحية وعيادة طبيبه، بل وإجراء عملية قلب مفتوح إذا لزم الأمر ..

وإذا كان جميع محبى الشاعر يلمحون عند مدخل وجدانه تمثال قائم أبدا للمطرب (محمد نوح).. وإذا لمحوا صورة (محمد نوح) تعلو (الواتس أب) الخاص به في دلالة مستمرة على نوع من التوحد بينهما.. فلن نعجب اذا عثرنا في ماضى علاقتيهما في أروقة المحاكم  على قضية رفعها الشاعر على نوح..

لم يبقى لمحمد نوح من بعد وفاته من وريد ينبض بنبضه سوى في جسد شاعرنا الكبير

يبقى لمحمد نوح

وفي المجلات والدوريات مقالات نارية وجهها له.. ومع ذلك كان يقرآها سويا ويتعاتبان وينغمسان في إفراز العسل الفني.. و لم يبقى لمحمد نوح من بعد وفاته من وريد ينبض بنبضه سوى في جسد شاعرنا الكبير.. ولم تجد (سحر نوح) عوضا عن أبيها إلا في صدره الواسع ..

لذا لم أتعجب من فورة الغضب الطفولى بوعى في هذه الحلقات الطلقات الموجهة في إصرار على نزع القشرة الخارجية  للمطرب (محمد منير) التي تكونت وتكلست على مر الزمن بطبقات من مطمورات شوائب الشهرة و الإحساس بالتفرد والسلطان.

ليصل إلى الفتى الأسمر سمرة نيل النوبة وبتواضع قرية (دراو) لينتزعه ويعيده  إلى الوجود لتعود لعلاقة الصداقة صفائها ونقائها القديم ..

وإذا كان الانتحار هو أقصى درجات غضب النفس من النفس.. فهذه المقالات كانت بمثابة إيذاء النفس من الشاعر لغضبه من جزء منها.. هذا الجزء هو (محمد منير) نفسه.. وقد عهدت فيه الحزن وتجلت أمامى النفس اللومة و هو يواصل كتابتها دون قدرة على التوقف عن الاستمرار فيها ..

لذا أدعوا شاعر مصر الكبير (إبراهيم رضوان) أن ينض عنه قميص الغضب.. وأن يكون البادئ بزيارة ود وتأكيد للمطرب الكبير بأن ما كتبه هو غضب وليس عداءا.. وأن من حق المطرب الكبير أيضا الرد على كل ما ذكره من أحداث بنفى أو تأكيد.. وأن يتم نشر الرد في نفس المطبوعة لنفس الجمهور ..

أتذكر هنا مقطع يوتيوب لطفلين في الثالثة من عمريهما.. دفع أحدهما إصبعه في عين الآخر.. فرد الآخر على فوره بصفعه.. وبكى كليهما لثوان، وكل يدير ظهر للآخر.. لكنهما في نفس اللحظة استدارا وبينما هما مستمران في علوهما بالصراخ اندفعا يتحاضنا وكلاهما يربت على كتف الآخر ..

والمبدعين الحقيقين أطفال حقيقين.. لذا أتمنى أن يستدير كلاهما للآخر في بكاءه.. و أن يربت كلاهما على كتف الآخر.. ولتبدأ الاستدارة بمبادرة شاعرنا الكبير بزيارة قريبة لمطرب مصر.. فمصر لاتحتمل (حدوتة مصرية) حزينة جديدة .. وقلب الوطن لا يحتمل مزيدا من الجراح

محمد عبد الواحد

ومن هنا يردد الشاعرالكبير إبراهيم رضوان من جديد:

يا منير ما بينا عيش وملح وروح فاروق

حققنا لينا الأمنيه

وبقينا شمعة حب في لحن

 لشروق

وانت فاهمني منذ أول

 لحظه جيت للعاصمة

 وقدرت تحضن في الوطن

 حضنك وعهد الله صبح..

 للقلب بيت

 وكأننا.. ذره ورافضه تنشطر

 يا طبيبي مش ممكن أكون أبدا نسيت..

 عيشنا مع الملح اللي فينا

 بينتشر

 حقك عليا إن قلت كلمة

 مؤذية

و ان يوم ناديت

 هاتلاقي روحي في دايرتك

مين اللي قال إني نسيت

ما أنا إنت يا منير القضية

 والشهود

 ما أنا وانت عدينا الحدود

 بالإيد في حضن الإيد زمان

 قبل الميعاد

 يمكن بعادك حط قسوه في روحي..

 يمكن أكون فهمتك زي بعض الناس غلط

علشان كده جيبت الزلط

 دقيت على بابك بقلبي..

لأن بينا سنين سعادة مع أسا

الرحلة خضره مقدسه

 مانكرش إنك مدرسه

لكن لابد تروح لخطوات

 الدخول على مرحله..

 تصبح جديده في رحلتك.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.