رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(شكري سرحان).. موهبة فنية طاغية رغم أنف السفهاء!

قامة فنية بحجم الفنان (شكري سرحان) بلاينبغي أن تهدر ر هكذا

بقلم الكاتب الصحفي: محمد حبوشة

بداية لابد أن نفهم ونفرق بين النقد والهجوم والتطاول وقلة الأدب، من هنا يبدو غريبا ومضحكا ومستفزأن تجد أحدهم يهاجم الفنان الكبير والقدير الراحل (شكري سرحان) مشككا في موهبته الطاغية رغم أنف السفهاء، فلايصح ببجاحة واستهتار نسف تاريخه الفني بادعاء أن هذا نوعا من حرية الرأي التي تشعل مواقع التواصل الاجتماعي.

سقى الله أيام أن كانت الكتابات النقدية الرصينة تغطي سماء الفن والأدب، وتجري في الحياة الثقافية كنهر متدفق لا يتوقف، كانت الحياة الإبداعية تلمع تحت ضوء الكلمات، ولم يكن بإمكان شاعر أو قاص أو روائي أو ناقد فني، أو حتى فنان شاب لايحمل أي نوع من الخبرة في التقييم.

أن يستريح الفنان الشاب (عمر متولي) تحت ضفاف ناعمة معبرا عن رأيه في موهبة الفنان الكبير (شكري سرحان) من دون أن تناله يد النقد، وتقول ما له وما عليه، لكن في زمن التواصل الاجتماعي، غفا النقد، وأضحى بعيدا – كما تدل المؤشرات – عما هو متداول في ساحة الفكر الأدبي والفني.

معروف أن: النقد العادل والمنصف يهدف إلى الارتقاء والنهوض بالإبداع؛ ولكن أن يتطاول فنان شاب مازال في بدايته – دون أي مبرر منطقي – على قامة فنية بحجم الفنان (شكري سرحان)، فهذا يدعو للدهشة في هذا الزمن العجيب الذي اختلط فيه الجابل بالنابل.

يبدو لي أن تصريحات (عمر متولي) هى نوع من النزق غير المقبول بهدف ركوب (الترند) القبيح في الزمن الرديء، نحن نتعامل مع أنواع مختلفة من الأشخاص بشكل يومى، وقد نتفق مع بعض صفاتهم أو نختلف، ولكن قد يخطأ بعضنا حين يوجه بعض الإنتقادات للآخرين بطريقة مهينة.

 ومن ثم أطالب الفنان الشاب (عمرو متولي) بالاعتذار والتراجع عن تصريحاته المستفزة، وأهمس في أذنه: للنقد أنواع  منها الهدام الذي يهدف إلى السخرية والإهانة وإلحاق الأذى بالشخص الأخير وتدمير ثقته بنفسه وقلة احترامه لذاته، خاصة أن هذه التصريحات كانت في برنامج له في رمضان 2024. 

ويعتبر هذا من أصعب أنواع النقد فهو نوع جارح يمكن أن يتسبب فى إصابة البعض بالإكتئاب والغضب، وأيضا هناك نقد هدفه الإصلاح والبناء ويكون بطريقة إيجابية وهو توجيه نقد بأسلوب مهذب ومفيد،  يركز على الإيجابيات ويقدم  ملاحظات للشخص الآخر حتى يحسن من نفسه دون أن يشعره بالإحراج.

أعتقد أن (عمر متولي) تسرع كثيرا في التشكيك بموهبة (شكري سرحان)،

تسرع (عمر متولي)

أعتقد أن (عمر متولي) تسرع كثيرا في التشكيك بموهبة (شكري سرحان)، دون أن يتوقف للحظات ليفكر فيما يقوله ونتائجه و تأثيره على الشخص الآخر، مما يؤدى إلى نتيجة سلبية على نفسية الطرف الموجه له النقد، لذلك مهم أن  يفكر الإنسان فى كلامه قبل أن يوجهه للشخص الأخر ويهدف من نقده أن يكون بناء وليس هدام.

عند توجيه النقد يجب التركيز على أن المقصود به الفعل وليس الشخص، مثل نقد الشخص فى مظهره أو شخصيته أو موهبته، لأن ذلك يتسبب فى إيذاء مشاعر أهله ورفضهم للتشكيك في موهبة عزيز لديهم غادرهم إلى العالم الآخر، بدلا من تقبله بصدر رحب.

كان ينبغي على (عمر متولي) اختيار المكان والزمان، وهذا لايقل أهمية عن اختيار الكلام نفسه،  فإذا أردت التحدث عن (شكري سرحان) ولفت نظر الجمهور لمدى موهبته من عدمه، فلابد من التحدث عنه باحترام والحفاظ علي كرامته، وهذا كان يتطلب أن يكون النقد بينه وبينه زميله (أحمد فتحي) خارج الاستديو، وليس أمام الناس لكى لا تتسبب في إحراج أهله.

ومن هنا كان يمكن تفادي تصريحات الفنان الشاب (عمر متولي) حول موهبة الفنان الراحل (شكري سرحان) التي أثارت حالة من الجدل والغضب، خاصة بين أفراد أسرته، الذين وصفوا هذه التصريحات بأنها إساءة مباشرة لتاريخ أحد أبرز نجوم السينما المصرية.

تعود الأزمة إلى تصريح أدلى به (عمر متولي) في أحد برامجه على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتقد موهبة (شكري سرحان) ووصفه بأنه حصل على مكانة لا يستحقها.

وردا على ذلك، أعلنت أسرة الفنان الراحل أنها ستتخذ إجراءات قانونية إذا لم تحصل على حقها الأدبي من نقابة المهن التمثيلية.

وفي هذا الصدد أشيد بموقف الفنان الكبير الدكتور، أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، على أن النقابة لن تتهاون مع أي إساءة لرموز الفن المصري، مشيرا إلى إمكانية اتخاذ إجراءات حاسمة ضد أي عضو يتجاوز حدود اللياقة واحترام القامات الفنية.

يظل (شكري سرحان) كأحد رموز الفن المصري الخالدة بأدواره المتعددة ومنها (البوسطجي)

رد أسرة (شكري سرحان)

وذلك بعدما عبرت أسرة الفنان الراحل (شكري سرحان) عن استيائها من هذه التصريحات، معتبرة أنها لا تليق بشكري سرحان كأحد رموز الفن، وقررت تقديم شكوى رسمية لنقابة المهن التمثيلية ضد الفنان (عمر متولي)، نجل الفنان الراحل (مصطفى متولي).

صحيح أن تصريحات (عمر متولي) لاقت استنكارا من قبل صناع الفن والنقاد، حيث هاجمه البعض معتبرين أنه لا ينبغي تشويه رموزنا التي نفخر بها، لكن البيان الذي كتبه محسن سرحان فيه رد حاسم ومحترم.

وعلى هذا النحو، نشر محسن سرحان، المتحدث الإعلامي عن أسرة الفنان الراحل شكري سرحان، عبر صفحته على (فيسبوك) بيانا على لسان عائلة الفنان (شكري سرحان).

حيث أفاد البيان ما يلي: (لقد استمعنا لرأى الفنان الشاب عمر متولي في أحد البرامج على السوشيال ميديا الذي انتقد موهبة الفنان الكبير شكري سرحان ووصفها بالضعيفة وأنه أخذ مكانة لا يستحقها وقد جانبه الصواب جملة وتفصيلا).

وأضاف البيان: (أوجه ردي عليك ببعض الحقائق التي لا تعلمها لصغر سنك وموهبتك وافتقارك للياقة وحسن الحديث عن عملاق من عمالقة الفن المصرى والعربى، أولا شكرى سرحان خريج الدفعة الأولى للمعهد العالي للفنون المسرحية واجتاز اختبار القبول من أساتذة أسسوا لعلم وفن الأداء التمثيلي ووقف أمام زكى طليمات وجورج أبيض ويوسف وهبى وعمره لا يتجاوز السادسة عشرة ولو كنت مكانه لارتعدت فرائصك وانعقد لسانك لقيمة هؤلاء الكبار ولكن (شكرى سرحان) الفتى الصغير كان صاحب موهبة أصقلتها الدراسة التي لا أظنك تعرف منها شيئًا).

وتابع: (ثانيًا شكرى سرحان عندما كان أصغر منك سنا كان أغلى نجم في الوطن العربى ويشار إليه بالبنان من مخرجين ومنتجين ونقاد لقيامه ببطولات لن تحققها انت لو بلغت من العمر أرذله فقد قام ببطولة (ابن النيل) وهو ابن العشرين وابن النيل واحد من أهم مائة فيلم في تاريخ السينما.

وتبعه بأفلام (الزوجة الثانية وقنديل أم هاشم واللص والكلاب ولم يتجاوز عمره الثلاثين، وكان فتى الشاشة الأول بلا منازع لحصده أعلى الإيرادات).

وأردف: (ثالثًا شكرى سرحان اختير كأفضل ممثل في تاريخ السينما المصرية في استفتاء مئويتها بمشاركة مائة ناقد فنى جميعهم قامات يعرفون قواعد النقد ويدرسونه في أكاديميات الفنون، وحصل (شكرى سرحان) على نصيب الأسد برصيد 16 فيلما معظمها بطولة مطلقة).

كان يتخذ الفن رسالة ولم يسع للتربح واكتناز الأموال كما يفعل الجميع الآن

كان يتخذ الفن رسالة

وتابع: (رابعا.. هل تعلم يا عمر يا صاحب الموهبة الصغيرة حاليا ولربما تصقلها الأيام فيما بعد أن العالمية جاءته تسعى وشارك في عدة أفلام عالمية منها (قصة الحضارة وابن كيلوباترا).. ولكنه رفضها لتمسكه بأسرته الصغيرة وحرصه على تربية ولديه الصغيرين وقتها يحيى وصلاح تربية شرقية إسلامية خوفًا من الحياة في أوروبا.

ولأنه كان يتخذ الفن رسالة ولم يسع للتربح واكتناز الأموال كما يفعل الجميع الآن إلا من رحم ربى)

وأضاف (محسن سرحان): (وهل تعلم يا عمر أن عائلة سرحان من أكبر العائلات الفنية في الوطن العربي ولم تلعب الواسطة دورا في حياة أحدهم كما فعلت معك كونك ابن شقيقة (عادل إمام) وأظنك قد بلغت الأربعين من عمرك أو قاربت ولم تحقق نجاحا يحسب لك ولم تحصل على بطولة حتى الآن رغم واسطتك).

وتابع (سرحان): (وإذا ما قارناك بشكري سرحان حين بلغ الأربعين فقد تجاوزت أفلامه في هذا العمر أكثر من 100 فيلم منها أكثر من 90 فيلما على الأقل بطولة مطلقة من إنتاج أشهر شركات الإنتاج وأكبر المخرجين، ولا أخفيك سرا أن زميله الفنان العالمى (عمر الشريف) أنتج له فيلما ليضمن أمواله، وأظنك لا تعرف اسم الفيلم ولا تعرف هذه المعلومة من الأساس).

واختتم محسن سرحان: (شكرى سرحان كان فتى أول ونجما من بداية عمر العشرين وأنت قد بلغت الأربعين ومازلت زغرات فهل يقيم الزغرات النجوم يا عمر).

وأخيرا: لم أندهش كالعادة من تعليق الناقد (طارق الشناوي) على هذه الأزمة فهو يتبع المثل (خالف تعرف)، حيث قال في مقال له بجريدة (المصري اليوم): (يجب أن نضع خطا بين حق الإنسان – أي إنسان – في إبدأ الرأى، وبين هل الرأى صائب أم خائب؟.. ما هذا المنطق العبثي يا طارق؟!

وأضاف الشناوي: قطعا من حق أي مواطن مهما بلغ موقعه، الإدلاء برأيه في كل أمور وشؤون الدنيا السياسية والاقتصادية والفنية، حتى لو كانوا من القمم مثل (أم كلثوم وعبدالوهاب وفيروز وعبدالحليم ويوسف وهبى ونجيب الريحانى وشكرى سرحان ورشدى أباظة وعادل إمام) وغيرهم.

يا (طارق): هذا نوع من التحريض بالتطاول على رموزنا الفنية التي رحلت ولا تملك الرد على السفهاء والتافهين ممن يسعون إلى ركوب الترند، ولا ينبغي أن نهيل التراب على كبار فنينا الكبار الذين تركوا لنا أثر لايمحي لمجرد التشكيك في مواهبهم من أمثال (متولي).. احترم عقولنا يا (طارق) واحترم قلمك وتاريخك المليء بالمتناقضات!

ألست القائل من قبل: أفضل الأدوار وأحلى الروايات وأقوى الأفلام في تاريخ وذاكرة أهم 100 فيلم في السينما العربية، كان بطلها هو (شكري سرحان)، وهو ما يؤكد بالدليل القاطع على لسانك أنه موهوب؟!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.