رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

حسين نوح يكتب: (الدشاش).. دراما جماهيريه تغازل طموح الفقراء

عودة ممثل كبير هو (محمد سعد) بعد إهدار طاقته في المضمون له جماهيرياً

بقلم الفنان التشكيلي الكبير: حسين نوح

كم كانت سعادتي بعودة (محمد سعد) في ثوب جديد آخر في (الدشاش)، بعد أن استهلك قدراته العصبية والفنيه في (اللمبي) وملحقاته، حقق منها جماهيرية ونجاح كبير.

أعرف أنه موهبة كبيرة بقدرات تستحق الانتباه وألف حمد جاء (الدشاش) بمخرج متميز (سامح عبد العزيز) وكتيبة من مبدعين، وشاهدت الفيلم، جماهيريا بامتياز يمتلك كل عناصر ومفردات الإبداع مناسب لحال السينما وجمهور المرحله!

حين نتعرض لفيلم (الدشاش) فالدراما خمسيناتي تناقش جبروت المال وكيف يكون علة وجود من حولك هو الطمع وحين يذهب المال تظهر بشاعة البشروزيف المشاعر!، أحيانآً يتلاشى المنطق ونستمتع فقط بتمثيل واخراج، وأكيد عودة ممثل كبير هو (محمد سعد) بعد إهدار طاقته في المضمون له جماهيرياً.

التمثيل أكثر من رائع (محمد سعد)، والمبدع (باسم سمرة) اللذان كانا مسيطران على تفاصيل الشخصية بأداء عبقري واع ظهر مع النجمين.

نسرين طافش (لبنى) زوجة الدشاش عبارة عن رموش مركبة، ولكن هل يجوز أن تكون بكل هذا المكياج والرموش والإضافات في مشهد في الصباح وهى في غرفة النوم!.. فعلاً جميله أجادت التمثيل دون إدراك للمبالغة في إظهارالجمال ولكنه مطلب جماهيري.

خالد الصاوي (دعوني) ممثل من طراز يغوص في مكنون الشخصية بنضج الكبار، زينه (صفاء)، والرقاصة (ولعة) نسرين أمين اختيار مناسب، ولكن لا جديد أشعر أنى أشاهدهن في عمل سابق لا تغيير الاختيار لهما من المخرج تسكين جيد لكنه لايضيف لهما.

مشهد الخروج من المستشفي حين يعلم (الدشاش) أن الباقي من عمره ثلاث أشهر، الإخراج عبقري، كذلك التمثيل والمزج بين الأذان وكادرات المساجد، العملاق الكبير رشوان توفيق (الشيخ فاروق) أداء الكبار واختيار واع. 

حين يلتقي محمد سعد (بدير) الشيخ (فاروق) رشوان توفيق، جعل من المشهد حالة إبداعية أجاد فيها المخرج سامح عبد العزيز استخدام دلالات الكادرات.

ومشهد جلوس (الدشاش) بجوار الكشك ولقطات بعد أدراكه خبر أنه لن يعيش وهو يسير في فراغ الحارة وحيداً ومزج مع قباب المساجد أكثر من رائع.

يظهر أداء (نسرين طافش) في مشهد مباراة تنس أكدت أنها ممثلة جيدة

(نسرين طافش) ممثلة جيدة

أداء (محمد سعد) في رائع في مشهد الحوار مع شقيقته (منى) مي فاروق ممثلة واعدة قمة التوازن، ومن مشهد بدير (الدشاش) مع زوجته وتأمين مستقبلها بالمال، وهنا يظهر أداء (نسرين طافش) في مشهد مباراة تنس أكدت أنها ممثلة جيدة.

حتى الكتابه في تلك المنطقه رائعة، وهنا تأكيد أن الممثل يصعد تمثيلاً حين يكون أمامه مبدع متقمص لريتم المشهد سليم دون أفورة، وينتهي المشهد بوضع الوردة الحمره بشعرها.

ثم كلمة (أنت طالق)، ثم لقاءه مع ابنة بيئته (زينة) وقطع على تقديم موائد الرحمن، وهويطعم القطط.. تحول درامي واع وقيمة مضافة تؤكد أن المال لا يقدم السعادة.. المال وسيلة وفقدانه يظهر لك الحقيقيون.

ثم سقوط (الدشاش) أرضاً وكشفه لمن حوله من أصحاب الأطماع، انحناءة عبقرية للدراما وأداء عبقري من (محمد سعد) بعد أن فقد كل أمواله ويجد زوجته في بيته مع خصمه والتي تخبره أن الفيلا باسمها.. دراما جماهيريه تغازل طموح الفقراء وتكشف فساد المال دون حراسة عقليه.

حتى اخته فتطلب من (معتز) زوجها أن يعمل لديه (الدشاش)، خطورة المال مع ضعاف النفوس ومنعه من دخول الكبارية ملكه طرف (ولعة) التي تتنكر له في مشهد جماهيري يرتمي فيه أرضاً، وتطلب منه الرحيل ويذهب لبنت بيئته (صفاء) والدنيا كانت في يده ولا يراها.. صدمة واقع المال وقرار الانتقام ويعمل مع رجالته.

يتعامل (الدشاش) مع الكبير (ياسر علي ماهر) ممثل عبقري يذهب إلى الشخصيه بتقمص وأداءرصين بكل التفاصيل.. ينتقم (الدشاش) فقد اكتشف خيانه كل من كان حوله.  

ومشاهد أكشن جماهيرية لجمهور يعاني التسطيح منذ سنوات، ورغم المجهود الضخم والنجوم وتفوق التمثيل والإخراج إنما أجد أن هذا العمل يحدث التباين بين سينما نعيشها وسينما عشناها مع (نجيب محفوظ ويحي حقي وثروت أباظه وإحسان عبد القدوس وصلاح أبو سيف وبركات). 

في مشهد مواجهة (الدشاش) مع خالد الصاوي لعقابه على خيانة الأمانة والقسم لمهنة الطب، ويبدع الصاوي ويلعن الفلوس ويتنازل عن كل ما يملك للدشاش.. مشهد لتأكيد الأداء الرائع وينتقم (الدشاش) من الجميع.

اختيار المواضيع والاستسهال لضمان الشباك ومردود المال

الاستسهال لضمان الشباك

فساد جشع البحث عن الأموال وكونها غاية بين سُذج عار مدفوع الفواتير.. والسؤال: هل تشاهد نجمات السينما المصرية ما يحدث في سينما الغرب وكم المكياج والعدسات والنفخ والإضافات حتى لحظة الاستيقاظ في غرفة النوم (الدشاش).

بماذا تكرس تلك النوعية وبالكم الكبير من مبدعين عظماء لدينا عمالقه في كل مفردات السينما، ولكن اختيار المواضيع والاستسهال لضمان الشباك ومردود المال.. إنه حق للمنتج، لكنه لا يقدم قيمة مضافة مع أداء عبقري ومفردات فنية رفيعة المستوى.

وأخشى أن يكون الهدف من النجاح هو تحقيق الإيراد.. لن يبقى إلا الفيلم على الشرائط لأجيال، ولدينا أجيال تتابع ما يحدث في السينما العالميه نوعية conclave للنجم راليف فاينس، وthe Shawshank وmidnight express للمبدع أللآن باركر 1978

رسالة الفيلم للجمهور هى أخذ الحق بالقوة ولم يظهر لا الشرطة ولا القانون!.. فقط جاردات بالأجسام الفارعة ظاهرة!، بالرغم من قيمة صراع المال وجبروته وكيف يجعل الإنسان ينساق لمجهول لا يدركه إلا إذا اقترب من الموت فيذهب للخالق المطلق بعد.

ضياع النسبي وهو حياة تحقيق الذات بقوة المال.. موضوع كان يمكن من خلاله تقديم دراما عبقرية لكنها اتجهت للمضمون وهو شباك التذاكر اعتماداً على نجم جماهيري أراه من أهم نجوم التمثيل في أبناء جيله وأتابعه وأسعدني جداً تخلصه من اللعب في المضمون وخروج من تجليات اللمبي التي حصر نفسه فيها لسنوات لضمان الشباك.

هل وصلت رسالة الفيلم؟، وهل تابعها النقاد المثقفون في مصر؟.. مجرد سؤال يحتاج للتفكيروإعمال العقل  برؤية مدركة لاهمية ودور الفنون وخصوصاً المرئية من سينما ومسرح ودراما تليفزيونيه علي العقل الجمعي المصري في مرحلة اعتبرها تقترب مما عشناه وأبناء جيلي في حرب الاستنزاف.

هل يدعونا ذلك للتفكير في سينما وفنون وإبداع تقدم قيمة حتى وإن كانت ملتحفة بالضحك كما يطالب البعض، مصر تنطلق وتستحق. 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.