علي عبد الرحمن يكتب: (الإعلام).. والمسئولية المجتمعية
بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
بعد أن انفض سرادق تغييرات (الإعلام) في المجلس الأعلى والهيئات والشركة (المتحدة)، والمفروض أن الكل بدأ في تنفيذ خططه ورؤاه لتطوير وتعديل مسار ما أوكل إليه، وبدأ العاملون والجمهور في انتظار ومتابعة ماستفرزه عقول القائمين علي هذه الجهات الإعلامية.
وبدأ المجلس في إعادة تشكيل لجانه ووضع ضوابطه للمشهد الإعلامي وبدأت الهيئات في مواجهة تحديات التغييرات التقنيه والسوقيه لمهنتي الصحافه و(الإعلام)، مرورا بالمديونيات ومستحقات العاملين وأصحاب المعاشات.
ومنظومات الترقي والتدريب ،ومنظومة فنون العمل ومحتواها وجماهيريتها، ومنظومة زيادة الموارد والبحث عن أشكال إستثمارية إعلامية، وبدأت الشركه (المتحدة) في هيكلة مناصبها ولجانها ووسائلها وإعداد إنتاجها لمارثون رمضان القادم.
وأيضا تحركت نقابة الإعلاميين نحو تدشين مركز محاربة الشائعات على السوشيال ميديا، كل ذلك جهود في شأن (الإعلام) الذاتي لكل جهة منهم.
ولقد آن الآوان لكل هذه الجهات وغيرها من الجهات ذات الصله بالإعلام والجماهير ان تضع أجندة لموضوعات الوطن وأهله خارج نطاق مباني وهياكل ومؤسسات ولوائح هذه الجهات، لكي تقدم للوطن وأهله دورا مرسوما لها في إطار المصلحه العليا للوطن.
إعلام ينحاز للدولة والمواطن
ومن بين هذه الأولويات مايلي:-
* شرح استراتيجي لأحداث المنطقة وحروبها والتنافس عليها وتقسيمها ومن سيكون له الدور الإقليمي الفاعل، وماهى الآثار المترتبه علي ذلك سياسيا وعسكريا واقتصاديا واجتماعيا علي مصر ونفوذ دورها الإقليمي، ومخاطر مايحدث علينا، ومدي جهوزية الدوله لمجابهة ذلك، وماهو المطلوب من شعبها لدعم دور الدولة.
وهذا يتطلب خبراء استراتيجيون وساسة وخبراء تعبئة ودعم شعبي في برامج وشروح وتفسيرات بينة واضحه تحدد معالم الطريق الصعب في شأن (الإعلام) الوطني الذي ينحاز للدولة والمواطن معا، وجنبا إلى جنب.
* نعيش حالة من سيول الشائعات السياسية والاقتصاديه والاجتماعية وأقوال مدعي العلم وذوي الصله بصناعة القرار والمفسرين الشعبيين، ومثقفي القرية، وخبراء المصطبة والفلاح الفصيح.
ليكن لدينا منبرا إعلاميا من جهات (الإعلام) هذه للرد علي الشائعات وقول الحقيقة مهما كان موضوع ومكان وشخص الشائعة حتي نحافظ علي السلم الاجتماعي واللحمة الوطنيه ونسيج المجتمع المتآلف من خلال وحدات لرصد الشائعات والرد عليها وليكن هناك تعاونا في تدفق المعلومات بين جهات وأجهزة الدولة
* إن انتشار البطاله بين الشباب وتدني مستويات الولاء وطمس الهوية وانتشار المخدرات وغياب التوعية والحلول، لهو أخطر من كل ماسبق تأثيرا علي الوطن وأهله ومستقبله خاصة الشباب الطامح إلى حياة أفضل بعيدا عن ضغوطات الاقتصاد وأزماته الحالية.
ومطلوب من جهات (الإعلام) والجهات ذات الصله بالشباب وبناء الشخصية المصرية ومحاربة الإدمان، مطلوب منهم تحركا علي الأرض عبر برامج توعوية وقوافل ولقاءات وإنتاج إعلامي يقدم شروحا لفرص عمل غير تقليديه ويقدم مايدعم روافد الشخصية المصرية.
ويصنع أسلوبا للتواصل بين الشباب والدولة وأجهزتها وبين الشباب والقدوة المقنعة، ويشغل أوقات فراغهم بدلا من حالات التوحد والإلحاد والكفر بكل ماهو وطني.
كل ذلك يستوجب لقاءا وطنيا وحوارا مجتمعيا حول هموم الشباب وضغوط الحياة عليه بعيدا عن صبر الأسرة ومثابرة الأهل للحفاظ علي أبنائهم في ظل غيبة الحملات القوميه للشباب، وتقديم ما ينتشلهم من براثن الوحده والبطالة والمخدرات والتطرف يمينا أو يسارا.
علاج حال شبابنا اليوم
وهذا يتطلب جهودا مجتمعيه وأشكالا إعلاميه وأحداثا قوميه لدمج الشباب في المجتمع وزرع الأمل في نفوسهم ونزع الكرة وحب مغادرة الأوطان إلي بلدان أخرى,
إن الإنتاج البرامجي والدرامي والوثائقي والتنويهات والحملات القومية المدروسة بعنايه يمكن لها أن تسهم في علاج حال شبابنا اليوم وانتشال قادة الغد وحماية مستقبل الوطن مما هم فيه.
وأن ذلك أكثر فائدة من محتوي الملاسنات والأمور الشخصية وإعلانات الفيلات والقصور والمنتجات الاستهلاكيه المستفزة باهظة الأثمان وحوارات نشأة الأحزاب وإطلاق المبادرات دون النظر إلى حاجة الشباب الإعلامية وحقوق المواطن الإعلامية والعدالة الإعلامية في الموضوعات والشرائح.
كل ذلك قد يمهد لملامح شباب الغد ومواصفات شباب الجمهورية الجديدة، ويضع هذا الكم المعطل من طاقات شباب الوطن على تراك التحرك والمشاركة في تنمية وتطوير الوطن وتحقيق طموحاته في غد أفضل وعصر تحول رقمي وذكاء اصطناعي نحو جمهورية جديدة ننشدها جميعا لمصرنا الغالية قائمة على العدالة وإعادة بناء الإنسان.
حمي الله مصر،وحفظ أرضها وشبابها وعقول أهلها، وأرشد إعلامها وأجهزتها وهيئاتها، وتحيا دوما مصر،اللهم آمين.