رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمد شمروخ يكتب: حركة جدعنة من (هانى شنودة).. أوقف الموسيقى حتى ينتهى الأذان!

(هانى شنودة) مسيحي وإنه قام بالواجب ده كنوع من المجاملة على سبيل الجدعنة

بقلم الكاتب الصحفي: محمد شمروخ

بينما كانت موسيقى (فرقة المصريين) تصدح عالية في ساحة الجامعة الأمريكية بميدان التحرير، وفوق مسرح العرض المكشوف، وقف الموسيقار (هاني شنودة) يقدم أعضاء الفرقة، في الوقت الذي تتصاعد الأحاديث المبهجة والضحكات مع (رنين الموبايلات أم جمرك) بين صفوف الحاضرين لتتجاوب مع روائح أفخر العطور الباريسية في سماء المنطقة!

وعند حلول وقته، تهادى إلى الأسماع من بعيد، أذان العشاء بصوت لا تكاد تسمعه وسط ذلك الضجيج الفاخر، فإذا بالموسيقار (هانى شنودة) يشير إلى الفرقة الموسيقية والمطربة الشابة، ليكفوا عن العزف والغناء ويعلن بوضوح في الميكروفون أن الفرقة ستتوقف مؤقتاً ثم تستأنف فقراتها بعد انتهاء الأذان!

طب وإيه يعنى؟!.. ماهى بتحصل في كتير من الأفراح في الأحياء الشعبية والريف.. ولا يعنى قصدك علشان هانى شنودة موسيقار مسيحي قام عمل (حركة الجدعنة دى) مع إخواته المسلمين..

آه طبعاً وحدة وطنية وكده ويحيا الهلال مع الصليب، ثم إنه لسه يادوبك قبلها بيوم، كان عيد الميلاد، والمعايدات نازلة ترف من المسلمين على المسيحيين.. بس الكلام ده يا حبيبي مش هنا.. احنا في الجامعة الأمريكية يا خلف!

ما هو علشان كده والنعمة.. بس والله العظيم لو كانت الحكاية إن (هانى شنودة) مسيحي وإنه قام بالواجب ده كنوع من المجاملة على سبيل الجدعنة، لما لفت ذلك انتباهي لدرجة أننى أسرع لأكتب عن هذا الحدث العارض.

فإن ما جعلنى أقدر شجاعة (هانى شنودة)، ليس فقط إصداره أمراً بإيقاف الموسيقى والغناء حتى ينتهى الأذان، فهذا كما قلت يحدث مراراً في أفراح الأحياء الشعبية، لكن ما دفعني للكتابة وتسجيل هذه اللحظة، أن الأستاذ (هانى شنودة) فعل ذلك لأنه موسيقار محترف وفنان حقيقي.

أكثر الناس إحساساً بالدين واحتراماً لشعائره، هم المبدعون الأصليون

التسامي أو السمو

فأكثر الناس إحساساً بالدين واحتراماً لشعائره، هم المبدعون الأصليون، لأن العملية الإبداعية في الأساس قائمة على التحاوز للأعلى، فالتسامي أو السمو، مطلب الفن الحقيقي وكذلك جوهر العبادة، والتعبير عن هذه الأحوال لن يكون إلا بالنغم والغناء.

(يجب الإشارة إلى أن فن الغناء خرج من تراتيل العابدين في الخلوات والمعابد والكنائس والمساجد وساحات الأولياء).

وما الأذان للصلاة، في ظاهره وباطنه، إلا كلمات منغمة يتنقل فيها المؤذن بين المقامات الموسيقية وتظهر قدرات صوته وأدائه في ذلك.. ولذلك كانت الأصوات الحسنة هى الأجدر بالسماع والأكثر تأثيراً في السامعين.. إذا استمعوا!

بل أنه ورد في الحديث الشريف عن الأذان، قول لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (اتركها لبلال فإنه أندى منك صوتاً).

وليتفق من يتفق ويعترض من يعترض، فهذا ما لمسته في حركة الجدعنة التى أتى بها (هاني شنودة)، ولا يهمنى إن كان دافعه ما ذهبت إليه، أم أن هناك دافعاً آخر.

لكنى أصر على أنه عندما وقف على المسرح في الهواء الطلق بساحة مقر الجامعة الأمريكية القديمة، ليلقى كلمته في بداية افتتاح (حفل توزيع جوائز مؤسسة ساويرس الثقافية في دورتها العشرين) لم يكن إلا تقديراً منه للأذان كفن سماوي.

وكان صوت المؤذن جميلاً على عكس ما عهدناه منذ أن تسرب القبح إلى مظاهر الدين مع حركة ما يطلق عليه (سلفية).

أضف إلى ذلك أن جمهور المدعوين للحفل المواجهين لفرقة المصريين في الفناء المكشوف، كانوا غالبيتهم من كريمة الكريمة وزهرة الزهرة، يعنى خلاصة الخلاصة، يعنى تربية فوق الفوق – خدت لى بالك إنت – فماذا تنتظر من نوعية منتقاة تحضر حفل لآل ساويرس في مناسبة ثقافية وفي الجامعة الأمريكية كمان!

ولا في دماغهم كلام من ده من الأصل.

سامحنى يا بن عمى، لو كنت من الناس العاديين (طبقة وسطى يعني) ولم تشعر بهسهسة الحقد الطبقى في دمك مع غشلقة في صدرك، يبقى أكيد أنت شخص غير طبيعي، فإن لم تتعب نفسيتك ولو للحظات، يبقى تروح تكشف على حالتك النفسية، لأن الطبيعى في هذه الأجواء إنك تكون غير طبيعي🙃!

لخبطتك أنا.. مش كده؟!😂

أحب أسجل شكرى الحار للأستاذ الموسيقار (هانى شنودة)

فعلة (هاني شنودة)

فهؤلاء المدعوون النخبويون، لا يهتم كثير منهم بما اهتم به (هاني شنودة) ولا بدا على أحد – على الأقل في الدائرة المحيطة بي في الحفل – أنه اغتبط أو حتى حنق من فعلة (هاني شنودة) بإيقاف عمل الفرقة لحين انتهاء الأذان!

وأكيد فيهم ناس لم تنتبه للأذان أساساً ولو انتبهوا فسوف يعترضون على إزعاجه في الميكرفون، مع إن الصوت كان بعيد صادر مؤذن واحد على غير العادة!

لكن ربك والحق.. مش عارف ليه داهمنى شعور إضافي فوق كل ما سبق، بأن (هانى شنودة) بيرمي رسالة لنوعية المترفين الغالبة على المدعوين، لأنه واضح جداً إن خطوة واحدة عند باب مقر الجامعة الأمريكية، كانت فاصلة في هذه اللحظة ما بين عالمين أحدهما حاضر والآخر غائب، أو يفرق ما بين مصر وبين (إيجيبت !)

كان هذا واضحاً في نوعيات الفساتين النسائية والبدل الرجالية على السواء، وكله كوم والبرفانات كوم.. يعنى ممكن تكون قيمة الرشة الواحدة حريمي أو رجالى، تساوى عشوة كباب وكفتة وطرب من عند (حاتى الجيش) على بعد خطوتين هنا!

وأخيراً.. أحب أسجل شكرى الحار للأستاذ الموسيقار (هانى شنودة) لأنه عبر عن ذلك في كلمته حيث قال بوضوح إنه يشعر بالقلق من الناس الشيك.. ومن الباشوات!، والهوانم!

أكيد يقصد بتوع إيجبت😌

أهلاً.. مش تقول كده من الصبح يا صاحبي.. وحياة من جمعنا من غير معاد وأنت لا تعرفني ولا أعرفك.. إنى دائماً ما أشعر بالغربة لحد الخنقة في كل الأماكن الشيك والناس الشيك حتى ولو كانوا مثقفين، مع إنى قابلت ناس كتير أعرفهم.. ده بالعكس.. دول لما يكونوا مثقفين المسألة بتدخل في نطاق الأزمة!

بس روح يا شيخ.. الله يطمن قلبك.. الحمد لله إنى لقيتك هنا.. وأكيد ناس كتير زينا معانا بس مفيش حد منهم عنده الجراءة يطلب وقف الموسيقى لحد ما يخلص الأذان.

وحياتك لا فيها تعصب ولا مجاملة لا من (هانى شنودة) ولا منى ولا من أى حد.. بس زى مانت فهمت بالضبط..

أيوه.. هو في الأساس كده.

 تعال يا حبيبي ضم جنب أخواتك.😍.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.