رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

ناصر العزبي يكتب: (المهرجانات) بين العشوائية وغياب المعايير!

د. سامح مهران

بقلم الكاتب والناقد: ناصر العزبي

أكتب عن عشوائية (المهرجانات) على خلفية إعلان وزير الثقافة د. أحمد هنو تجديد الثقة في د. سامح مهران لرئاسة الدورة الـ 32 من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبى لعام 2025.

والمقرر إقامتها سبتمبر من العام الحالي، بإصداره للقرار قبل موعد انعقادها بعشرة أشهر، ولربما يرجع ذلك لطبيعة المهرجان وما يحتاجه من ترتيبات والإعلان الدولي وترتيبات الإعلان عن موضوعات المحور الفكري للمشاركة فيه.

وإن اختلف البعض على الترشيح، إلا أن للدكتور مهران رصيد وخبرات توافرت له كأكاديمي، ومن خلال المناصب التي تقلدها، وكذلك انخراطه في الحياة المسرحية محليا ودولياً من خلال مشاركاته في رئاسة (المهرجانات) ولجان التحكيم وغير ذلك مما يدعم قرار معالي الوزير لترشيحه.

وإن كنا نأمل في وجه جديد، وليس أمامنا إلا التمنيات بدورة جديدة مختلفة ومتميزة، تتفق وفلسفة المهرجان، وكذلك المستوى الفني الجيد للأعمال المشاركة.

مع الخروج عن الدائرة المغلقة بالانفتاح على أسماء جديدة بلجنته والمشاركين بالمهرجان، بما يحقق ما نأمله من مهرجان هو الأقدم بالمنطقة حتى يعود لمكانته التي يستحقها على خارطة المهرجانات الدولية، والتي تجعل الدول تُقدِم على المشاركة فيه للتنافس لا لمجرد الترفيه أو للسياحية.

يوسف إسماعيل

القومي واعتبارات اختيار رئاسته

بعيدا عن العشوائية في إقامة (المهرجانات)، وعلى أثر ذكر التجريبي، يأتي ذكر المهرجان القومي، لنترقب قرار رئاسته، وأجد من الأهمية هنا إبراز الفرق بين الرئاسة الشرفية – الشخصية التي يحمل المهرجان اسمها – وبين شخصية رئيس المهرجان.

فلكل في اختياره اعتبارات تختلف عن الآخر، الشرفية تكون شخصية محبوبة لها جماهريتها ونجوميتها بشكل واسع، وهي واجهة جذب وتسويق للمهرجان،

أما رئاسة المهرجان فمن الاعتبارات الواجب توافرها أن يكون منتمياً للمسرح، متصلاً بالحياة المسرحية ومنخرطاً فيها فعلياً – لا لمجرد كونه خريج المعهد العالي للمسرح أو لمشركته في مسرحية أو اثنتين – أي يكون مطلعًا على واقع المسرح، مُلمًا بالمشهد العام له، عارفا بقضاياه وبالفنانين.

بحيث لا يعتمد على استقاء معلوماته من وسطاء، وهذا بالإضافة لأن يكون له مشروعًا واضحاً، وهذا ما لم يؤخذ في الاعتبار في أكثر من دورة إذ خضع الاختيار فيها للعشوائية أو الترضية، وهو ما نلفت متخذ القرار لمراعاته.

ونلفت النظر هنا لضرورة التفرقة بين جانبين في المهرجان، تنظيمي يسير بشكل إداري يكون مسئولية المؤسسة، ويشرف عليه مدير المهرجان وغالبا يكون الأقرب إليه مدير البيت الفني للمسرح.

ويقود كتيبة من الجنود المجهولين (فنيين ومديري مسارح، ولجان إدارية، ولجان تنظيمية)، ولجنة الإعلامية، وموقع إلكتروني، وغيرهم، أم الجانب الثاني فهو اشرافي يرتبط برئاسة المهرجان ولجنته العليا وله اختصاصات محددة بلائحة المهرجان.

أما الأول؛ فلا دخل للجنة العليا فيه، بينما الثاني يتأثر المهرجان سلباً وإيجاباً بقراراتها وممارساتها.

أحمد عبد العزيز

حالة رواج وانتعاش

(المهرجانات) بشكل عام تحقق حالة انتعاشه فنية ناتجه عن العروض المسرحية المتميزة التي يتم تصعيدها من قبل جهات إنتاجها وفق لائحة المهرجان، ويتفاوت انتعاش الحالة بتفاوت المستوى الفني للعروض، ودرجة وعي وموهبة المبدعين الذين يقدموها.

وأما الإقبال الجماهيري، فمرجعه توقيت الإجازة الصيفية ومجانية العروض وتوزيع العروض على المسارح المنتشرة بالأماكن المختلفة بالقاهرة الكبرى، بما من شأنه تحقيق رواجًا للمهرجان وزيادة في المستفيدين منه، وليس في ذلك يد للجنة المهرجان ورئيسها.

وتنحصر مسئولية رئاسة المهرجان ولجنته العليا في قراراتها في ضوء لائحة المهرجان، بتشكيل لجانه، واختيار شخصية المهرجان، والمكرمين به، وعنوان المهرجان، وكذلك المحور الفكري، وذلك كله في ظل الحياد والموضوعية وعدم الشخصنة.

وهذا بالإضافة لمسئولية توجيه صرف ميزانيته، وكلها أمور هامة يتأثر بها المهرجان سلباً أو إيجاباً، ومن شأنها زيادة تأثير المهرجان ونجاحه.

محمد رياض

تعدد السلبيات والميل للشكل

في ظل الموضوعية لا مجال للرأي المرتجل، ولا مجال للاتهام بمستفيد أو غير مستفيد، فرئاسة المهرجان ولجانه مؤقته وليست دائمة، ومن الصالح العام مع بداية كل دورة تفنيد السلبيات إذا ما كان هناك اتجه لتلافيها، بعيدا عمن ذهبوا للتعتيم عليها أو نفيها.

فلقد طال المهرجان في دورته الأخيرة كثير من السلبيات، منها اتخاذ موقف معاد من النقاد، وكذلك الإصرار على عدم الاحتفاء بالرموز من الراحلين، كذلك شابه مجاملات في التكريم، وتكرار المشاركين في الفعاليات.

الورش فعالية تجرى على هامش (المهرجانات) في كافة عناصر العملية المسرحية منذ دوراته الأولى، وتعقد في الفترة النهارية بالتزامن مع أيام العروض،

ليستفيد منها شباب المسرح بكافة بقاع مصر من خلال ترشيحات الثقافة الجماهيرية لواحد أو اثنين من كل محافظة ممن تتوافر فيهم الشروط، وتوَّفر لهم الإقامة والإعاشة، بهدف الاستفادة من التدريب ومن مشاهدة العروض، لفترة محدودة المدة.

حيث أن للورش مؤسسات رسمية تخضع لإشراف أكاديمي ببرامج ومناهج تدريبية، إذ أنها في الدورة الأخيرة حادت عن مسارها، ليستفيد منها المقيمين بالعاصمة وحرمان شباب المحافظات.

إلا إذا اضطروا لتحملهم تكلفة الانتقال والإقامة والإعاشة، على مدى شهرين – وقد كانت عشرة أيام – بما من شأنه إضافة أعباء على المهرجان، بل والانشغال بها بما كان له أثره على حفل الافتتاح الذي يعد الأسوأ على مدى تاريخ المهرجان.

المهرجان في دورتيه الأخيرتين مال للشكل الاحتفالي على حساب القيمة، وهو ما يكشف عنه تحويل اسم لجنة (المحاور الفكرية) إلى (لجنة الندوات)، بما في ذلك من دلالة !!

وفي ذات الشأن أتساءل؛ هل من المنطق أن يكون موضوع المهرجان في دورتين متتاليتين هو (التمثيل)، وأن يستحوذ التمثيل في الدورتين على نصيب النصف على حساب باقي العناصر؟.

وهل يرتبط ذلك بأن كل من رئيس المهرجان ومديره – لنفس الدورتين – من الممثلين؟!، وهل من المنطق أنه خلال ست دورات متتالية يتم اختيار نجوم تمثيل لرئاسة القومي.

أليس في ذلك ما يستوجب لفت النظر إلى وجود عناصر أخرى، ألا يوجد من أصحاب الفكر من يستحق حمل راية المهرجان من نقاد أو مؤلفين أو مخرجين؟!

وزير الثقافة

فوضى عشوائية التكريم

الجدل الدائم في كل عام  يكون حول المكرمين، فمما لا شك فيه أن مصر بها كثيرين ممن يستحق التكريم من الفنانين والكتَّاب، ولا خلاف على كل من يتم طرح اسمه من حيث النجومية أو أثره.

وتعطي لجان (المهرجانات) مساحة أكبر من المكرمين للممثلين تحت أي زعم، بالتغاضي عن أنه مهرجان متخصص يجب مراعاة كل العناصر على حد السواء، مع اعبار أن معظم فناني العناصر المسرحية في الظل لا يعرفهم الجمهور على العكس من نجوم التمثيل ممن يحظون بالتكريم الدائم من الجماهير.

إلا أن كل تلك الاعتبارات لا يؤخذ بها، بل وتتبدل وفق وجهة نظر الشخصية مع تغير رئاسته وعضوية لجانه، حيث تكون الاختيارات من الدائرة المقربة أو في محيط معرفتهم، ربما يضم للمكرمين اسم أو اسمين من المستحقين من قبيل حفظ ماء الوجه وامتصاص ردود لأفعال على من تم ترشيحهم.

ولكن بالتأكيد من الضروري وأن يكون هناك أسس ومحددات وأولويات لتلك الترشيحات حتى تكون ملزمة لأي لجنة، بعيد عن الهوى والوعود الشخصية، ومع كل فإن هناك من الأفكار ما يمكن الأخذ بها بما يحقق المصلحة العامة ويرضي كافة الأطراف.

ألا وهو أن تكون هناك (شخصيات عامة) إلى جانب (الشخصيات المكرمة) تدعى لحفل الافتتاح، ولا ضرار من عمل لقاءت معها على هامش المهرجان في جلسات تصوير يوم الافتتاح، أو ضمن برنامج الندوات، مع قصر التكريم وكتب المكرمين على الأكثر قيمة والأكثر عكاء والأكبر سناً.

معضلة الرعاية.. !

هل نبيع (المهرجانات) للرعاة، وهل يرتبط اختيار رئيس المهرجان برعايته، بمعنى أخر هل يشترط في اختياره القدرة على التسويق وجلب الرعاة، أعتقد في تلك الحالة أن دائرة الاختيار ستنحصر، ولربما يفقد المهرجان بعض من أهميته.

وبالطبع نحن ندرك أهمية الدعم والرعاة – في تلك المرحلة – إلا أن هذا يستوجب وجود لجنة متخصصة من أصحاب الخبرة في هذا الشأن، تعي أمور التسويق وأساليب جذب الرعاة، بما يساعد على نجاح المهرجان، وبما لا يحد من اختيار رئيسًا للمهرجان ممن لهم تاريخ وقيمة فنية تضيف للمهرجان لا تنال منه.

وبعد؛ هل آن أوان فتح رئاسة المهرجان لأي عنصر من العناصر الفنية بعد ست دورات من منحها لعنصر التمثيل، هل أن أوان دورة للناقد المسرحي، بعد دورات المخرج والمؤلف والممثل، هى مجرد أفكار نطرحها لتكون على مكتب معالي وزير الثقافة ولربما كان منها ما يستحق أن يؤخذ بالاعتبار.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.