* إنشاء صفحة خاصة في قناة الـ (يوتيوب) عن منصور الرحباني، لمتابعة كل ما يقدم عنه
* سأقدم (أوراتوريو) سيمفوني ضخم عن كتابه (أسافر وحدي ملكًا)
* أمامي 5 أو 6 أشهر حتى أنتهي من تأليف الـ (أوراتوريو) وستقدم في 2025
* تم إختيار عدد من مسرحيات منصور المصورة، لعرضها في عدد من المراكز الثقافية
* إعادة إصدار دواوين (منصور الرحباني) الشعرية الخمسة في مئويته.
كتب: أحمد السماحي
سيحتفل الموسيقار اللبناني المبدع (أسامة الرحباني) وأشقائه بمئوية والدهم الموسيقار العملاق (منصور الرحباني)، الذي يعتبر واحدا من الأساطير الخالدة في عالم الموسيقى والغناء المعاصر.
وذلك بداية من 25 يناير الجاري، وبهذه المناسبة، أُعلن عن برنامج سيستمر طوال العام، يشمل أنشطة عدة، من بينها عرض عدد من مسرحياته المصورة في عدد من المراكز الثقافية.
وأعلن عن البرنامج كاملاً في ندوة صحافية نظمتها (لجنة مئوية منصور الرحباني)، بحضور أولاده، (مروان، وغدي، وأسامة الرحباني)، وذلك في (مسرح الأخوين رحباني) بكنيسة (مار إلياس) بأنطلياس.
منصور الرحباني.. وغياب التوثيق الفني
الحقيقة أن ما فعله أولاد العملاق (منصور الرحباني) بجهود فردية، مجهود جبار يستحقون الشكر عليه، لأسباب عديدة، أولها أنهم ينفقون من مالهم الخاص، وليس من مال الدولة اللبنانية.
ثانيا أن والدهم لم يكن فنانا عاديا ولا مجرد نجم مضيئ في سماء الفن اللبناني، ولكنه كان فنانا حقيقيا صاحب رسالة عبقرية، ومهموم بالفن، ومفكر حقيقي، صاحب تاريخ فني تحسده عليه الأجيال الفنية الحالية، وسوف تحسده عليه الأجيال القادمة!
فهذا العملاق لن أتحدث عن عبقريته وإبداعه غير المسبوق، ولا رؤيته الفنية المتطورة، ولا، ولا، ولا!، فقد سبقني أساتذتي الكبار في هذا، ولكنه على سبيل المثال البسيط لم يخدش مرة الذوق العام بلفظ، أو كلمة نابية، أو خادشة للحياء العام.
الأمر الثاني الذي استوقفني بمناسبة مئوية العملاق (منصور الرحباني) هو خلو المكتبة العربية من تسجيل وتوثيق تاريخ الفن في بلادنا العربية، فتاريخنا الفني ضائع ومبدد!، وقد كانت هناك قوى كثيرة تحرص على ألا يكون هذا التاريخ واضحا معروفا!
وهذا الضياع – وللأمانة – ليس قاصرا على الفن وحده، ولكن التوثيق غير موجود في حياتنا العربية، وإن كان الفن تحديدا هو الأكثر إهمالا، فلو أخذنا القرن التاسع عشر على سبيل المثال سنجد بعض الدراسات الجادة عن تاريخنا السياسي والاقتصادي.
وإن لم تكن هذه الدراسات كافية إلا أنها تسد وتملأ جانبا من جوانب الموضوع، ولكننا في مقابل ذلك لا نجد شيئا عن الحياة الفنية في هذه الفترة، ليس هناك مثلا أي دراسة جادة على الإطلاق عن أمير الغناء في أواخر القرن الثامن عشر (عبده الحامولي).
رغم أن (عبده الحامولي) ملأ الدنيا في عصره فنا وافراحا عميقة، وكانت حياته مليئة بالكفاح والتجارب الواسعة العريضة، ومع ذلك فالرأي العام يسمع عن (عبده الحامولي) كما يسمع عن أسطورة غامضة قديمة، رغم أنه مات سنة 1901.
وكل ما عرفه الجمهور عن (عبده الحامولي) عرفه من خلال مسسلسل (بوابة الحلواني) للكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن، ونفس الإهمال الذي عانى منه (الحامولي) حدث لغيره من أساطين الفن المصري والعربي.
فمثلا نحن في مصر لا نعرف عن الغناء اللبناني إلا ما قدمه (الأخوان الرحباني) ومعهم جارة القمر (فيروز)، ولكن ماذا عن الأساطين الذين كانوا قبلهم لا أحد يدري عنهم شيئا!
لهذا سعدت جدا على المستوى الشخصي مؤخرا عندما قدم مطربنا (علي الحجار) حفل رائع عن شقيقه الملحن (أحمد الحجار)، تغنى فيه هو وأنوشكا وابنه أحمد علي الحجار ببعض ألحان أحمد الحجار.
واليوم تزداد سعادتي بما يفعله أولاد (منصور الرحباني)، هؤلاء المبدعين الجدد الذين يواصلون مشوار والدهم وعمهم بشكل مختلف ورائع يحمل روح العصر الحالي، لكنه يرتد إلى الماضي من حيث الأصالة المطرزة بالتجدد والتطور، ويملأون حياتنا الفنية حاليا بكل ما هو ساحر وجميل وراقي.
تأليف عمل موسيقي ضخم
(شهريار النجوم) دق باب الموسيقار المبدع (أسامة الرحباني) الذي صرح لنا ببعض التصريحات الخاصة عن مئوية والده، فإليكم التفاصيل..
في البداية قال (أسامة الرحباني): مئوية (منصور الرحباني) ستبدأ يوم 25 يناير الجاري وتستمر طوال عام 2025، وتحمل العديد من الفعاليات الفنية والأدبية التى أعلنا عنها في المؤتمر الصحفي الذي عُقد في بيروت منذ أيام.
من هذه الفعاليات عقد مجموعة من الندوات الفنية والأدبية التى تتحدث عن مشوار (منصور الرحباني) الفني والأدبي والشعري، وإعادة إصدار دواوينه الشعرية الخمسة.
وهي: (أنا الغريب الآخر)، (أسافر وحدي ملكًا)، (القصور المائية)، (بحّار الشتي)، (الأولى القصائد)، فضلا عن إنشاء صفحة خاصة في قناة الـ (يوتيوب) عن منصور الرحباني).
وذلك لمتابعة كل ما يقدم عن (منصور الرحباني) خلال عام 2025، من ندوات وأمسيات، وبرامج، وسيعرض كل هذا من خلال القناة، والتى ستعرض فيها أيضا أعماله المسرحية.
وصرح (أسامة الرحباني) صاحب (بيروت والحب بأولو) و(المرأة العربية) و(يا حبيبي) و(لما بيفضى المسرح) وغيرها من الروائع: أنه سيطلق (أوراتوريو) سيمفوني، مع غناء كورالي، ومنفرد، لقصائد (منصور الرحباني) في كتابه (أسافر وحدي ملكًا).
حيث ستتم معالجة موضوع الكتاب، والمكون من 43 جزءا عن بيروت، بعمل موسيقي ضخم وقد كتبهم والده في سبعينات وثمانينات القرن الماضي.
مسرحيات منصور المصورة
ونظرا لضخامة العمل، فهو سيحتاج عمل عليه تترواح مدته ما بين 5 إلى 6 أشهر، نظرا لصعوبة العمل، ولأنهم مهتمين عليه، وسيحدّد تاريخ عرضه فور إنجازه، وسوف يصدر هذا (الأوراتوريو) على أسطوانة مدمجة CD.
و(الأوراتوريو) عزيزي القارئ (بالإيطالية: oratorio) هو صنف من التآليف الموسيقية الغربية يشابه الأوبرا من حيث الطبيعة الدرامية للموسيقى، إلا أن مواضيعه دينية، ومن أهم عناصره الإلقاء، الألحان، الكورس والأوركسترا.
وأشار (أسامة الرحباني) ملحن (إلي وإلك السما) (وسلم على مصر) و(عرفت أم لا) (خبرني القصة) و(بصباح الألف الثالث): أنه تم إختيار عدد من مسرحيات منصور المصورة، لعرضها في عدد من المراكز ثقافية، في طرابلس (مركز الصفدي).
وفي بيروت (المركز الثقافي الفرنسي)، وفي زحلة (القصر البلدي)، وفي عجلتون (المركز الثقافي البلدي)، ولدى مراكز ثقافية أخرى في مناطق أخرى من لبنان.
كما سيتم إعداد مجموعة حلقات تلفزيونية في محطات لبنانية وعربية عن منصور وأعماله، وإصدار وزارة التربية تعميما على المدارس الرسمية كي تشارك في برامج عن الأخوين رحباني وعن منصور.
ومن جهة ثانية قال (أسامة الرحباني) في الندوة التى أقيمت عن مئوية والده: أي عمل أو فيلم يعرضه تلفزيون هو بمثابة تكريم لعاصي ومنصور، وطبعًا فيروز – أطال الله عمرها، فهؤلاء هم من رسموا لنا هذا الوطن.
وهم أجمل الناس بالنسبة لنا، أعطونا هذه الصورة الجميلة للبنان، وهذا هو الصحيح، وليس ما يشيعه الواقع السياسي من أن هذه الصورة للبنان هي غير واقعية، هذا هو الواقع الذي رأوا وتولّوا ترجمته بإعمالهم وفنّهم.
مئوية منصور الرحباني
خلال الندوة التى أقيمت للإعلان عن مئوية منصور الرحباني عن مجموعة من البرامج، وذلك في المؤتمر الصحفي الذي عُقد مؤخرا، وستكون كالتالي:
ندوة في جلستين يوم 25 يناير لدى (الصالون الأدبي) في معهد (فيلوكاليّا) عينطورة، يتحدّث فيهما كل من الأخت مارانا سعد افتتاحًا، الصحافي رفيق خوري، الشاعر سهيل مطر، الأب يوحنا جحا، والمطرب غسان صليبا.
بعد ظهر يوم الاثنين 17 مارس، والموافق ذكرى مئوية منصور الرحباني، ستقام ندوة في جلستين لدى (مركز التراث اللبناني) في الجامعة اللبنانية الأميركية.
وسوف يتحدث فيهما كل من الدكتور فيليب سالم (من هيوستن)، الإعلامية وردة زامل، الأب الدكتور بديع الحاج، الشاعر عبد الغني طليس، والدكتور ناجي قربلي.
ندوة خاصة في الحركة الثقافية – أنطلياس، ضمن نشاطها خلال (المهرجان اللبناني للكتاب) في مارس 2025.