(أحمد الفيشاوي).. إصرار غريب على الوقوع فريسة للترند !
كتب: محمد حبوشة
لاشك أن الفنان الشاب (أحمد الفيشاوي) موهوب بالفطرة، ولعل ما قدمه من أفلام ودراما تلفزيونية – وحتى مسرحه القليل – يعكس تلك الموهبة، فهو صاحب تكنيك خاص في الأداء، حيث يملك القدرة على تقمص الشخصيات التي يلعبها بجدارة الموهبة التي يملكها.
لكن (أحمد الفيشاوي) في ذات الوقت يملك قدرة غير عادية على نسف تلك الموهبة من خلال هوسه ومرضه النفسي العضال لركوب (الترند) بين الحين والآخر، فقد عاد (أحمد الفيشاوي) إلى إثارة الجدل بعدما خرج بتصريحات نارية، حيث تحدث عن ارتباطه بالنجمة (شيرين رضا) والزعيم عادل إمام.
وقال الفيشاوي خلال لقائه مع الإعلامي العراقي (نزار الفارس): (شيرين رضا) حبتني سنين حب متبادل ورومانسية متبادلة، ولو هنقول أحلى حاجة في الجواز إيه هتبقى الطلاق)، في إشارة إلى أن الأنباء التي تداولها العديد من رواد مواقع التواصل حول ارتباطهما صحيحة.
كما أضاف: (حبيت شيرين رضا سنين طويلة وكان حب متبادل وهى مش بتنكر ده)، والحقيقة أن (شيرين رضا) يبدو أنها لاتحمل هذا التصريحات على محمل الجد (بتاخده على قد عقله يعني)، ومن ثم لم تخرج علينا بتصريح يؤكد صدق ما يقوله (أحمد الفيشاوي).
يذكر أن الفنانة المصرية (شيرين رضا) أكدت في برنامج تلفزيوني بوقت سابق، أنها ومواطنها أحمد الفيشاوي أصدقاء، وأن تصريحاته السابقة بأنه طلب الزواج منها كانت (هزار).
كما قالت: (أنا و(أحمد الفيشاوي) أصدقاء وهو بيحب يهزر، وكان بيهزر ولكن أنا مش هتجوز لا هو ولا غيره ومعنديش وقت للجواز).
إصرار أحمد الفيشاوي
والغريب أن (أحمد الفيشاوي) مصر على وجود علاقة – وهمية في عقله هو – حيث يقول: (دي حاجة أنا بتشرف بيها.. وكانت بتدلعني أوي بتقولي (يا فش.. فش)، وأنا كنت بقولها (يا شيكا).. ما هذا العبث الذي يسكن في عقل هذا الفنان رغم تمتعه بموهبة كبيرة؟
كما تصدر اسم (أحمد الفيشاوي) في حواره مع (نزار الفارس) ترند مواقع التواصل الاجتماعي ومؤشرات محرك البحث جوجل خلال الساعات القليلة الماضية، وذلك بعد رفض الفنانة رانيا يوسف الزواج منه.
ورد (أحمد الفيشاوي) على رفض (رانيا يوسف) قائلا: معاها حق، وأنا مش حتقدملها بردو يعني، هى حاجة في الخيال، هي بتعجبني طبعا وبحب تمثيلها وإحنا أصدقاء جدا.
وأعود مرة أخرى لتصريحات (أحمد الفيشاوي) مع (نزار الفارس)، حيث أكد خلال الحلقة أن والده، الفنان الراحل فاروق الفيشاوي، كان أكثر وسامة وموهبة من الفنان الكبير عادل إمام.. وهنا أتساءل عن تلك الشيفونية التي يعيشها (الفيشاوي الإبن).
كذلك مضى في غيه، حيث أدلى بتصريح آخر أثار الجدل قائلا: (فاروق الفيشاوي أقوى موهبة من عادل إمام، والزعيم مش وسيم أصلا).. ما هذه الوقاحة التي لاتخرج إلا عن سكير تافه لايعي ما يقول.
وفي نفس البرنامج، اعترف (أحمد الفيشاوي) بأنه انضم إلى جماعة الإخوان، وحين عرض عليه المحاور صورة أحمد الشرع قائد الإدارة السورية الجديدة في سوريا، متسائلا عن إمكانية أن يجسد الفيشاوي دوره إذا عرض عليه، فقال إنه لن يتردد في تجسيد الدور إذا كان مكتوبا جيداً وكانت قصة حياته مثيرة.
على جانب آخر من تصريحات (أحمد الفيشاوي) التي تنم على اهتزارز شخصيته، حيث أنه أعرب عن سعادته، بحصوله على الدكتوراه الفخرية في صناعة السينما من الجامعة الأمريكية للعلوم، متمنيا أن يظل يقدم أعمالا فنية تنال ستحسان الجمهور.
وشارك (أحمد الفيشاوي) مقطع فيديو عبر حسابه على (إنستجرام) أثناء حصوله على شهادة الدكتوراه الفخرية وعلق قائلًا: (لحظة تسليمي الدكتوراه الفخرية في صناعة السينما من الجامعة الأمريكية للعلوم.. مش عارف أعبر عن شكري بكلمات غير الحمد الله).
أضاف: (وإن شاء الله أكون عند حسن ظنكم وظن الجمهور وأفضل أعمل أفلام من تمثيل وإخراج وإنتاج تكون أقوى من كل اللي فات)، ويبدو لي أنه يفتخر بشيء وهمي يسكن عقله فقط، فالفنان تعتز دوما بما قدمه من أعمال تفيد الناس، لا أن يفتخر بشهادة من جهة غير رسمية.
اعتزاز وفخر وهمي
وظني أن (أحمد الفيشاوي) لو أعلن اعتزازه وفخره عن آخر أعماله عبر مشاركته في فيلم (بنقدر ظروفك)، والذي ناقش غلاء الأسعار الذي سيطر على منتجات البلد وينقل معاناة الفقراء وغير قادرين على التأقلم وسط غلاء الأسعار بهذا الشكل، لكان ذلك أجدي وأنفع.
فقد أظهر هذا الفيلم التجار الذي يتعمدون استغلال ذلك وغلاء السلع الضعف، وذلك من خلال شخصية (حسن وملك) اللذان يحبان بعضهما ويعانيان من الفقر فهل سيستمر الحب ويتغلب على الفقر.
أعلم أن (أحمد الفيشاوي) ﻳﺘﺎﺑﻊ ﻣﻊ ﻃﺒﻴﺐ ﺃﻣﺮﺍﺽ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ 1997 ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ، حين أعرب وقتها ﻋﻦ ﺣﺰﻧﻪ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻟﻘﺘﻞ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻷﺑﺮﻳﺎﺀ، وأعتقد أنه بحاجة إلى تلك المتابعة الآن لحماية نفسه وموهبته من داء هذا العصر (الترند) الذي يستهويه فيخرج علينا بين الحين والآخر بتصريحات يبدو أنه لايدرك خظورتها,
ومنها على سبيل المثال (لو حد قالي انه ابني حصدقها.. يمكن أكون خلفه دون أدري)، وهذا اعتراف خطير يدينه، لأنه يعترف بعلاقات غير شرعية، لكن ذكوريته تغلبه دون إدراك بعواقب وخيمة يحاسب عليها قانونينا ودينيا.
الدليل على أن (أحمد الفيشاوي) يعاني اضطرابا نفسيا أنه قال في تصريحات سابقة: (ﺭﺑﻨﺎ ﻳﻬﺪﻳﻨﻲ ﻭﻳﺴﺎﻋﺪﻧﻲ ﺃﻣﺸﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺼﺢ، في نفس الوقت الذي ﻻ ﻳﻨﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﻣﻦ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ، ﺧﺎﺻﺔ (ﺍﻟﺘﺎﺗﻮ) ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺳﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪﻩ، ﻣﺸﻴﺮﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻔﺮﺍﻋﻨﺔ ﻭﺃﻧﻪ ﻓﺮﻋﻮﻧﻲ.
ولعل إصرار (أحمد (أحمد الفيشاوي) في هذا الصدد أنه نشر على حسابه الخاص بـ (إنستجرام) صورة لنجم كرة القدم الانكليزي (ديفيد بيكهام)، وتحتها صورة له بنفس الوضعية ووجه من خلالها رسالة الى منتقدي الوشوم على جسده.
جاءت صورة (بيكهام) وهو يظهر الوشوم المرسومة على جسده، بنفس الطريقة التي يرسمها الفيشاوي، وعلق عليها قائلا: (ولكنكم تحبون ديفيد بيكهام)، وهو ما أثار ضده عدداً كبيرا من المتابعين الذين انتقدوه أيضا باعتبار أن المقارنة بينه وبين (بيكهام) تحمل مغالطة وذلك لاختلاف العقيدة لدى الغرب.
فنان صنع شهرته بالفضائح
وفي النهاية أعيد ما قاله الكاتب الصحفي (محمود حسونة) في مقال له هنا على نفس المنصة: (أحمد الفيشاوي)، فنان صنع شهرته بالفضائح والتصريحات الغريبة والسلوكيات اللامسؤولة، وليس بدور أجاده أو عمل تألق فيه، رغم أنه فنان موهوب ولا ينكر أحد أن الله أنعم عليه بقدرات على التقمص لم ينعم بها على آخرين.
ولكن خروجه عن كل القواعد المجتمعية والأخلاقية كان الأكثر إثارة وإشغالا للناس من أي دور قدمه، ناهيك أن المسافة الزمنية بين فضيحة وأخرى له أقصر كثيرا من المسافة الزمنية بين دور أجاد فيه وآخر.
(أحمد الفيشاوي) ينتمي لهذه الفئة المنفلتة، وبأفعاله المتتالية منذ بداية هذا القرن وحتى قبل أيام لا تسيء إليه وحده، ولكنها تسيء لأسرته أولاً ولزملائه ثانيا، وللفن ثالثا وللمجتمع أخيرا.
نعلم أنه يجاهر بتعاطيه الخمر بل والمخدرات بأنواعها المختلفة باستثناء البودرة على حد قوله، وقد تحدث عن ذلك بفخر واعتزاز خلال أحد لقاءاته التليفزيونية، ولا أحد يصادر حريته في أن يفعل ما يشاء داخل منزله، ولكن حرية الإنسان عندما تعتدي على قيم المجتمع تكون حرية منفلتة مرضية للذات مؤذية لمشاعر وقيم الملايين.
ندرك أن (أحمد الفيشاوي) غير موزون نفسيا، وأنه تائه فكريا، ولا ننسى أنه تصوف بعض الوقت وسلك مسلك المتأسلمين من الإخوان ومن شابههم، وأنه تخلى عن ذلك ثم اتجه للمخدرات والخمور وأنكر أبناءه وتنكر لزوجاته.
ورغم ذلك فإن المجتمع لن يواصل الغفران له والتجاوز عن ترهاته، وسيتخلى عنه فناناً، والدليل أنه في الفن لا يكتفي بأنه محلك سر ولكنه يتراجع للخلف وسيتراجع أكثر وأكثر طالما ظل منفلتا غير واع بما يفعل وما يقول.