قاعات السينما تستقبل فيلم (البحر البعيد) بداية عام 2025
كتبت: سدرة محمد
مع بداية العام الجديد 2025، وتحديدا في أول فبراير القادم، تستعد القاعات السينمائية لاستقبال الفيلم الجديد (البحر البعيد)، الذي يعد ثاني تجربة للمخرج الفرنسي المغربي (سعيد حميش بن العربي) في عالم الأفلام الروائية الطويلة بعد تخصصه في إنتاج مجموعة من الأعمال الأخرى.
ويأتي هذا بعد مشاركة (البحر البعيد) في المسابقة الرسمية للدورة 21 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، التي مثل فيها السينما المغربية ضمن عرس سينمائي عالمي.
وكان عرض في فقرة العروض الخاصة في أسبوع النقاد في الدورة الأخيرة لمهرجان (كان) يرتقب أن يحط شريط حميش رحاله في صالات العرض انطلاقا من شهر فبراير القادم.
تدور أحداث فيلم (البحر البعيد) في فترة التسعينات من القرن الماضي، ويحكي على مدار 117 دقيقة من الزمن قصة مغربي هاجر بطريقة غير قانونية إلى مرسيليا حيث يحاول مع أصدقائه الجزائريين تدبير أمورهم اليومية والاحتفال رغم ظروف الحياة القاسية التي يعيشونها في بلاد الغربة، لتتوالى الأحداث بعد ذلك.
وطوال التجربة التي يرويها فيلم (البحر البعيد) الذي يؤرخ لآخر عقد من التسعينات، يظل البطل (نور) متأرجحا بين ألم الانفصال عن الجذور وقوة التشبث بالحلم، وبين الارتباط بقيم مسقط الرأس ورفض كل ما يعاكسها من تمظهرات الحرية في بلد المهجر.
كما يذهب فيلم (البحر البعيد) إلى مستوى إثارة العديد من القضايا الشائكة، أبرزها التأقلم مع الواقع الجديد، وإشكالية اندماج المهاجرين في بلد الاستقبال، وما يرتبط بذلك من تحديات اجتماعية وثقافية واقتصادية.
مواضيع حساسة وعميقة
وفي تصريح خاص، كشف الممثل (أيوب كريطع)، الذي يلعب بطولة العمل، أنه عندما قرأ السيناريو وجد أن شخصية (نور) مليئة بالإنسانية وحب الناس والثقافات والتقاليد، وقال إن (الموضوع جميل جدا وأنا فخور بالاشتغال عليه، خاصة مع الموسيقى التصويرية والممثلين الذين جعلوا كل شيء رائعا).
وحول تقبل الجمهور لبعض المشاهد الحميمية ومشاهد المثلية التي ظهرت في فيلم (البحر البعيد) ، أوضح (أيوب كريطع) أن (الفيلم لا يحتوي على أي شيء مرفوض، فهذه هي السينما، وهي تعالج مواضيع حساسة وعميقة تختلف عن التلفزيون.
جدير بالذكر أن فيلم (البحر البعيد) سبق واستفاد من ورشات أطلس لمهرجان مراكش سنة 2022، وهو العمل الثاني لمخرجه (سعيد حميش بن العربي)، وجاء في إطار إنتاج فرنسي – مغربي – بلجيكي – قطري مشترك.