رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(ناردين فرج).. مذيعة اجتهدت في فن الأداء التمثيلي الاحترافي

(ناردين فرج) المذيعة الشهيرة التي تحولت إلى الثمثيل بجدارة

بقلم الكاتب الصحفي: محمد حبوشة

في بحثه حول (اتجاهات ومفاهيم تلقي الأداء التمثيلي)، يقول الدكتور (عبدالكريم عبود عودة) – كليه الفنون الجميلة ـ جامعة البصرة: (الممثل هو صانع العلامات الحاضرة في العرض الدرامي.. وعلامات الممثل المشتغلة في حقل الدلالة تشتمل على تركيب علاماتي مزدوج في البث والاستقبال)، تماما كما تفعل الفنانة المجتهدة (ناردين فرج).

فقد لاحظت أن المذيعة (ناردين فرج) تجتهد في فهمها للأداء التمثيلي، وذلك على المستوى البصري في التشخيص العلاماتي الذي يتمثل بحركة وانتقالة وتشكيل جسد الممثل في الفضاء، أما على المستوى السمعي في التشخيص العلاماتي فيشمل تصويت الكلمة والصوت الصادر منها كممثلة خاضت غمار التمثيل مؤخرا.

وعليه فالممثلة (ناردين فرج) تؤمن بأنها علامة مركبة تبث مدلولاتها المشتركة في آن واحد وفي لحظة العرض بوحدة فنية لتشكل معنى اللحظة.

وهى في هذا  تدرك أن فن التمثيل كعلامة ديناميكية فاعلة في العرض الدرامي تتطلب دراسته السيميولوجة إخضاع هذه التوليدات إلى تركيب خاص من التوازن بين العلامة البصرية من جهة والعلامة السمعية من جهة أخرى.

ولهذا فإن (ناردين فرج) تسعي إلى الوصول إلى إدماجهما في وحدة تركيبية منضبطة تعبر عن الفعل المؤدى المرسل من قبلها كممثلة، كدالة بهدف إيصالها للمتلقي في لحطة الحضور الجامعة لطرفي العملية الإرسالية.

وانطلاقا من هذا المبدأ تعي (ناردين فرج) تعريف فن التمثيل: (هو التصوير المجسد للصورة الذهنية وهو إيصال محتوى و الانفعال والعاطفة إلى الجمهور، فضلا عن أن ما يقوم به الممثل من عملية أبداع فني هو محاولة لتجسيد صورة ذهنية بهدف إيصال هذه الصورة على مستوى العلامات البصرية والعلامات السمعية إلى المتلقي).

ويأتي هذا ضمن مساحة التلقي الشاملة المتمثلة بالعرض الدرامي المؤلف من مجموعة مركبة من النصوص التي تتشكل بنياتها الإرسالية أو الاستقبالية لتنتج الخطاب الدرامي الكامل، وهو عبارة عن مجموعة دالة من أشكال الأداء اللفظي والحركي تنتجها أنساق من العلامات السمعية والبصرية.

جماليات الإرسال في العرض (الدرامي) عندها تتحدد في محور الأداء التمثيلي في صياغة العلامة

جماليات الإرسال عند (ناردين)

ويبدو لي من خلال متابعة أعمال (ناردين فرج) إن جماليات الإرسال في العرض (الدرامي) عندها تتحدد في محور الأداء التمثيلي في صياغة العلامة وتحديد الدال والمدلول أي بين جوهر العلامة المستخدمة وما تشفر إليه.

ومن هنا فإن إنتاج العلامات في الأداء التمثيلي للممثلة (ناردين فرج) يخضع إلى معرفة أنواع العلامات وتصنيفاتها المستخدمة ضمن إطار الدلالة والتي تخضع إلى قوانين المنهج التمثيلي وأهدافه ووظيفته في التواصل، لكي يتحول الإرسال عندها كممثلة إلى قضية متعلقة بفلسفة جمالية يخضع لها الأداء، ونظم علاماته الدالة في الإرسال.

أما جماليات التلقي عند (ناردين فرج) فتبرز من خلال إمكانية وجود العلامة ضمن علاقاتها التداولية في الاستخدام، وبذلك فان إمكانية تميز وتحديد مجموعة القراءات الممكنة والناتجة عن خلاصة المشاهدة.

ظني أن هذه الجماليات لـ (ناردين فرج) تخضع بدورها لتداولية تاريخية يتحدد في ضوءها طبيعة فعل التلقي وقراءات المتلقي التأويلية المتعلقة باتجاه ومفاهيم صيغة الأداء وجمالياته في التعبير والتوصيل.

وبتحقيق هذا الوجود الحي لـ (الممثل – الدور- المتلقي) تحدث عملية تلقي الأداء التمثيلي وتستوجب هذه العملية في الدراما من المتلقي أن يلعب دورا ذي فاعلية تقترن بفاعلية مرسل الخطاب.

وبهذا يشترك المتلقي في عملية إنجاز الخطاب ليحقق صيرورته الإنتاجية، ولا يتم هذا الفعل إلا من خلال أدراك المتلقي كعنصر تأويلي ومفسر لجميع المثيرات التي يبثها الإرسال الأدائي وصياغتها في تكوينات ومحتويات ذات معاني دلالية خاصة بفهم وقراءة المتلقي.

وعليه فالممثلة (ناردين فرج) لا يقتصر عملها على كشف نمط الأفكار وشخصيات الدراما التلفزيونية، ورغباتها ومواقفها من القيم الاجتماعية المختلفة وعالم مشاعر الناس في عصور تاريخية مختلفة ولطبقات اجتماعية مختلفة فحسب، بل ويجعل من المشاهد نفسه أكثر إدراكا واستيعابا للعالم الداخلي للناس.

ولدت (ناردين فرج) في القاهرة وهى من مدينة الأسكندرية، ولها أصول لبنانية، درست إدارة الأعمال، ومتزوجة من رجل لبناني مصري ولديها ابنتان (مايا ودانا).

بدأت (ناردين فرج) عملها في مجال الإذاعة من خلال صديقها (أحمد فهمي) مدير إذاعة (نجوم إف إم) عام 2008، وأخبرته أن لديها رغبة في أن تصبح مذيعة راديو، لكنه لم يأخذنها على محمل الجد، فأصرت على الطلب ووافق.

بعد أسبوعين فقط من الاختبار تشارك في تقديم البرنامج الصباحى مع (مروان قدري)

اختبار صوتى بالإذاعة

وقال لها إنه لن يتوسط لها، وكل ما سيفعله أنه سيسمح لها بعمل اختبار صوتى هناك لتقرر المحطة فيما بعد، وقد كان، ففى هذا التوقيت كان (أحمد يونس) يقدم برنامج (عيش صباحك) إلا أنه كان قد قرر ترك الإذاعة، ففوجئت بهم يتصلون بها بعد أسبوعين فقط من الاختبار لأنهم في حاجة إلى فتاة لتشارك في تقديم البرنامج الصباحى مع (مروان قدري).

بدأت (ناردين فرج) معهم على الفور، وخلال هذه الفترة كانت تقدم برنامج صباحي مباشر، حيث كانت تقوم بإعداد الفقرات والتواصل مع الضيوف المشاركين في البرنامج، كما أنها شاركت في تجربة إنشاء إحدى إذاعات راديو النيل.

حيث كانت المسئول الأكبر في إذاعة (هيتس إف إم)، وعملت كمراقب لبرامج الراديو في عندما اتصل بها (طارق أبوالسعود) مدير شبكة راديو النيل في عام 2010  ليعرض عليها أن تتولى مسؤولية إدارة محطة إذاعة جديدة ستفتح حينها (هيتس إف إم) فوافقت على الفور فقد كان تحديا بالنسبة لها.

ومن هنا انتقلت (ناردين فرج) من منصب مذيعة إلى مديرة، بدأت التحضيرات وهي من قامت باختيار المذيعين ودربتهم على كيفية الحديث بالطريقة الحديثة للراديو، من2010  إلى2013 .

 وكانت مسؤوليتها في تلك الفترة هى إحضار كافة متطلبات المذيعين، وتدريبهم، وإطلاق برامج جديدة، وإرشاد المذيعين حول كيفية التخطيط لبرامجهم اليومية، ومراقبة أداء المذيعين.

في عام 2008  انتقلت (ناردين فرج) للعمل في محطة OTV المصرية، حيث قدمت برنامج نسائي، كان يستهدف جميع الجوانب التي تهم المرأة في مصر، فضلا عن مساعدتها في اختيارها فقرات البرنامج والموضوعات التي تناقشها في كل حلقة.

في الفترة من 2009  إلى 2011، قدمت (ناردين فرج) برنامجين على قناة  OTV أحدهما كان برنامج قدمت برنامجا صباحيا اجتماعيا مخصصاً للنساء ربات المنازل، وقدمت برنامجاً عن الأفلام وشباك التذاكر، وآخر يحمل عنوان (قعدة ستات) يتناول أربع سيدات.

قدمت (ناردين فرج) برنامجا سياسيا في العام 2012، في فترة الانتخابات الرئاسية، وكانت تجري مقابلات مع المرشحين للانتخابات الرئاسية، وكان كل واحد منهم يتحدث عن برنامجه السياسي.

هذه التجربة شكلت تحديا كبيرا، لكن في عام 2013  عرض عليها المشاركة في برنامج صباحي على cbc لتمثل الجيل الجديد من مذيعي الراديو في مصر.

قدمت (ناردين فرج) فقرة (آرابز غوت تالنت أكسترا) الموسمين الثالث والرابع

آرابز غوت تالنت أكسترا

قدمت (ناردين فرج) فقرة (آرابز غوت تالنت أكسترا) الموسمين الثالث والرابع، وفي عام 2015  بدأت بتقديم برنامج (AT بالعربي) على شاشة mbc، في سبتمبر2017  اختيرت لتقديم مهرجان الجونة السينمائي بدورته الأولى 

في2  ديسمبر 2017 قدمت (ناردين فرج) برنامج المواهب (ذا فويس كيدز) 2، وبرنامج (ذا فويس) في موسمه الرابع برفقة الإعلامي السعودي (بدر آل زيدان) في مارس  2018.

في سبتمبر 2018  قدمت الإعلامية (ناردين فرج) حفلة ختام مهرجان (الجونة السينمائي) في دورته الثانية، كما قدمت برنامجاً عبر الإنترنت مع مجلة  (فوغ) العالمية خلال المهرجان، وتقوم فكرة البرنامج على استضافة الفنانين للحديث عن مشاركتهم في المهرجان.

ولم تقتصر مشاركات (ناردين على العمل الاذاعي والتلفزيوني فقط، بل خاضت تجربة التمثيل من خلال مسلسلي (فوق مستوى الشبهات) عام 2016 و(الحساب يجمع) عام 2017.

وأكدت الفنانة (ناردين فرج) أنها شعرت بالقلق مع قرار عرض مسلسلها (لحظة غضب) حصريا عبر إحدى المنصات الرقمية في رمضان، عادة هذه التجربة (مغامرة كبيرة) في ظل وجود أعمال عديدة تُعرض في التوقيت نفسه عبر الشاشات والمنصات، لافتة إلى أن هذا الأمر تبدّد مع عرض الحلقات الأولى من المسلسل وتفاعل الجمهور مع الأحداث.

وقالت (ناردين فرج) إن ردود الأفعال فاقت توقعاتها بكثير مع تصاعد الحلقات في الأحداث، مؤكدة أن الاهتمام من فريق التسويق الموجود بالمنصة بالدعاية والترويج بشكل جيد للعمل لعب دورا كبيرا استمر حتى في النصف الثاني من رمضان رغم انتهاء عرض المسلسل.

وأضافت أنها كانت حريصة خلال تحضيرات (لحظة غضب) على النقاش مع المؤلف مهاب طارق والمخرج عبد العزيز النجار حول تفاصيل دور (نيرة) وطريقة تقديمه، خصوصاً مع طبيعته في تقديم (الكوميديا السوداء) بالأحداث من خلال تصديقها حدوث حلمها بمقتل زوجها على نفس طريقة مشهد فيلم (موعد على العشاء) الذي جمع بين سعاد حسني وحسين فهمي.

نجح مسلسل (لحظة غضب) في جذب شريحة كبيرة من محبي الأعمال الدرامية بفضل أداء (ناردين)

مسلسل (لحظة غضب)

نجح مسلسل (لحظة غضب) في جذب شريحة كبيرة من محبي الأعمال الدرامية، وذلك يرجع إلى أكثر من سبب، أبرزها حبكته التي جاءت في إطار درامي كوميدي، إضافةً إلى أداء ممثليه المبهر.

ومن بينهم الفنانة (ناردين فرج)، التي ظهرت خلال أحداث هذا العمل بشخصية (نيرة)، والتي تحث السيدات على أخذ حقوقهن من الرجال بطريقة غلب عليها الحدة والقوة.

ترى (ناردين فرج) أنها لم تصل بعد إلى الاحتراف في التمثيل؛ وهو ما يجعلها لا تفضل الارتباط بعملين في وقت واحد لتعيش مع الشخصية التي تقدمها بشكل كامل، بجانب حرصها على الاستفادة من زملائها الممثلين الذين لديهم خبرة أكثر منها في الوقوف أمام الكاميرا والتعامل مع شخصيات مختلفة، وفق حديثها.

ورغم مساحات الأدوار الجيدة التي حصلت عليها (ناردين فرج) في تجاربها المختلفة، فإنها لا تزال ترى أن (خطوة البطولة لم يأتِ وقتها بعد، في ظل رغبتها في تقديم أدوار متنوعة) عادة نفسها محظوظة بمساحات الأدوار التي قدمتها في مسيرتها الفنية حتى الآن.

برزت (ناردين فرج) في دور (ماجدة علوان) في مسلسل (رقم سري)، حتى أصبح اسمها يتردد في البيوت خلال الفترة الماضية كمحامية جادة ليس فقط في ملامحها ولكن في تفاصيلها التي صدرتها من خلال نفس المسلسل (صوت وصورة – الجزء الأول) من المسلسل.

(ماجدة علوان) شخصية جسدتها الفنانة والإعلامية المصرية (ناردين فرج) ضمن أحداث مسلسل (صوت وصورة)، حققت معها نجاحا كبيرا وأصداء واسعة؛ فعلى الرغم من تقديمها لشحصية مُحامية حادة الطباع والملامح، صارمة وخارجة عن القانون إلا أن جودة أدائها للدور وتقمصها الشديد منحها إشادة وإعجاب الجمهور، لتبدأ مرحلة جديدة ومميزة بمشوارها على صعيد التمثيل.

بل واستطاعت (ناردين فرج) أن تتصدر الترند مع كل مشهد كانت تظهر فيه، حتى كرهها الجمهور جراء طريقة الثعبانية الشريرة، التي تجيد من خلال حياكة المؤامرات ضد غريمها (لطفي عبود/ صدقي صخر).

عدد كبير من الجمهور كرهها بسبب شخصية (ماجدة علوان) في أحداث مسلسل (رقم سري)

نجاح شخصية (ماجدة علوان)

ولم تتوقع كل هذا النجاح الذي حققه العمل خاصة مع الأحداث التي تمر بها المنطقة العربية، فالمسلسل عرض في وقت كلنا قلبنا واجعنا على الأحداث التي تحدث ومضطربين ومضايقين، وكلنا بندعي أن هذا الوضع ينتهي للأبد.

ولكن الحقيقة الجمهور أسعدها بردود أفعاله علي المسلسل وتصدر العمل الترند لأكثر من حلقة، ولكنها فوجئت بردود الأفعال حول شخصيتها، فهناك عدد كبير من الجمهور كرهها بسبب شخصية (ماجدة علوان) في أحداث المسلسل.

وهو ما أكد لها نجاح الشخصية مما تلقيته أيضا من أقرب الشخصيات لقلبها وهما أفراد أسرتي، خاصة وأن الدور جديد ولم تقدمه من قبل علي الشاشة، وفي الوقت نفسه لاقى ظهورها في العمل تفاعلا واسعًا من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.

بعفويتها وصوتها الإذاعي امتلكت الجمهور المصري، وبمهنيتها التي استكملتها مع صورتها جذبت الجمهور العربي، كما أنها باتت على بعد خطوات قليلة من التمثيل الاحترفي الجاد.

وفي النهاية لابد من تحية تقدير واحترام للفنانة المجتهدة (ناردين فرج) التي نجحت كإعلامية في مشوار مهني حافل امتد على مدار 15 عاما، بعده شاركت في التمثيل أمام الفنانة يسرا في مسلسلي (فوق مستوى الشبهات) و(الحساب يجمع)، وحققت بصمة مميزة في هذا المجال الجديد عليها إلى أن وصلت لمحطة (الغرفة 207) بتقديم شخصية (سارة) التي حققت لها نقلة مهمة في مشوارها الفني.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.