رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

علي عبد الرحمن يكتب: تغييرات (الإعلام) الأخيرة !

كان المشهد في (الإعلام) الرسمي متقوقعا بعيدا عن الالتحام بالجماهير

بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن

منذ شهور عدة والوسط الإعلامي يتوقع تغييرا في قيادات المشهد الإعلامي، وتعددت الأقاويل، وتداولت أسماء كثيرة، ثم هدأت هذه الموجة، وفجأه ظهرت قرارات حركة التغييرات في المجلس الأعلى لتنظيم (الإعلام) وهيئتي الاعلام والصحافه وأخيرا الشركه المتحدة.

وقبل الخوض في ملامح تغييرات (الإعلام) بين المأمول منها والهدف من ورائها، دعونا نمر سريعا علي حالة مشهدنا الإعلامي الذي استلزم هذه التغييرات.

أولا: كان المجلس الأعلي لتنظيم (الإعلام) بعيدا عن تنظيم المشهد المرتبك المتشابه المتلاسن الخالي من الرسائل الوطنية ومعايير جودة المحتوي والتنافس ولايرقي للحفاظ على مقومات الرياده المنشوده لأم الدنيا.

ثانيا: كان المشهد في (الإعلام) الرسمي متقوقعا بعيدا عن الالتحام بالجماهير وذو محتوى غير جاذب ولا تنافسي وبيئة عمل غير ملائمه وإنفاق بلا عوائد معنويه أو مادية وغياب ثقافة الإلمام بمفردات السوق من ترويج وتسويق وتأثير وصناعة أحداث اللهم إلا ميزانيات تنفق وشاشات بلا مشاهدة.

ثالثا: كانت الشركة المتحدة تحاول جمع كل الخيوط من إنتاج وأخبار وإعلان وتدريب وصناعة أحداث وبث رسائل وطنية، ولكن مع إسراف في الإنفاق وإسراف في الإقصاء  وإسراف في تهميش المبدعين وغياب لصناع المحتوى.

ثم جاءت التغييرات في المجلس بأهل الخبرة عله يستعيد وقاره ودوره وسلطته، ولعل لجانه المتخصصة تقوم بدورها في محاولة ضبط المشهد وتنظيمه من خلال أكواد تطبق، وسياسات تنفذ، وقرارات تطبق.

نأمل من الإعلامي (أحمد المسلماني) ألا ينغمس في ملفات المبنى المالية والإدارية والمديونيات والترقيات والشكاوى

إعادة ماغاب عن إنتاجنا

ونأمل من المجلس مراجعة منظومة إعلامنا وهوية كل منها وتخصص محتواه وجودته وتنافسيته ومنع المتشابه والسطحي منها ومتابعة بث الرسائل الوطنية لصالح الوطن وأهله.

وأن يعيد إلى إنتاجنا ماغاب عنه من برامج جادة وفواصل تسوق لمصرنا ودراما الدين والتاريخ وتنوع محتوي يلائم تحقيق العدالة الإعلامية، وأن يعيد صناعة الأحداث الإعلامية إلي عهدها الجديد.

لتحتضن مصر مهرجانات ومنتديات وملتقيات وأسواق ومعارض خاصه بصناعة (الإعلام) العصري المتسارع في خطواته، وأن يشكل لجنة أو مجلسا لخبراء المهنة لوضع تصورات استراتيجية تتناغم مع خطط الوطن وهموم وطموحات أهله.

ونأمل من الإعلامي (أحمد المسلماني)، وهو أول إعلامي من خارج ماسبيرو يتولي قيادته، نأمل ألا ينغمس في ملفات المبنى المالية والإدارية والمديونيات والترقيات والشكاوى وتهيئة بيئة العمل وليترك كل ذلك لنواب أو مساعدين أو مستشارين لكل تخصص.

نائب للشئون الإدارية وثاني للشئون المالية وثالث للشئون التقنية وآخر للتسويق والترويج وصناعة الأحداث، وليتفرغ هو لصناعة المحتوى في كل قطاع، وليضع هوية وشعارا لكل قطاع، ومهاما ورسائل لكل قطاع، وليعيد فلسفة التدريب العصري وسياسات الابتعاث والاحتكاك بالخبرات الإعلامية المتقدمة.

ليصنع محتوى رقميا للإعلام الرسمي

دعم الإعلام الرسمي

وليصنع محتوى رقميا للإعلام الرسمي ويعيد فلسفة الحملات القومية لشاشات ماسبيرو، وليعلي قيم التنوع الإعلامي في الضيوف والآراء وللمناطق وللفئات العمرية، ولتعود جهات الإنتاج إلى سابق عهدها.

وليكن الشعار الشائع اليوم هو دعم الدولة لإعلامها الرسمي هو خير داعم له في مهمته الثقيله وليعاونه أهل ماسبيرو ومحبيه بعد توفيق الخالق الأعظم.

أما مهمة الشركة المتحدة والإعلام الموازي، فعلي مجلس إدارتها ضبط معدلات الإنفاق الدرامي والبرامجي وفتح النوافذ لأهل الخبرة والإبداع، وتعويض النقص في قطاعات الشباب والثقافة والدين والهوية حتي نسترد شبابنا وهويتنا.

وعليه النظر في عدد الشاشات ومدى التشابه فيها، ودراسة المحتوي وحجم التسطيح فيه، وتحديد هوية وشعار لكل قطاع، ورسائل تتكامل مع الإعلام الرسمي لأنهما جناحا إعلام مصر، والاستفاده من خبرات مصر في كل تخصصات الإعلام، وإفساح المجال أمامهم للعمل والتنافس.

وعلينا جميعا وفي مقدمتنا أولو القرار في مشهدنا الإعلامي، فهل نحن في حاجه لكل هذه القنوات والمحطات والقطاعات والشبكات؟، وهل نحن بحاجه لإنفاق كل هذه المليارات؟، وهل نحن بحاجه لصناع المحتوى؟، وهل نحن بحاجه للخبرات وأهل المهنة؟، وهل نحن بحاجه لتحديد أهداف وخطط ورسائل لكل وسيلة؟، وهل نحن بحاجه لشغل موطئ قدم في عالم الميديا المحيط بيننا.

ارجو دراسة المشهد بهدوء وتقرير الصالح منه والطالح، ووضع رؤى وطنية مهنية لإعلام الغد، في جمهوريتنا الجديدة بمواطنها الجديد بملامحها العصريه بطموحها الكبير الذي يستدعي إعلام يقظ مهني عصري عملاق يلائم طموح وقيمة وقامة مصر المحروسة.

اللهم آمين.. حمي الله مصر.. وتحيا دوما أما لكل الفنون وأما للدنيا كلها..آمين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.