(مهرجان الرياض للمسرح) يستعرض دور الدراماتورج في تعزيز النصوص المسرحية
كتب: مروان محمد
بعروض مميزة، تنوعت بين ورش عمل إبداعية ومسرحيات واقعية غنية بالمضامين العميقة، تألق اليوم الخامس من (مهرجان الرياض للمسرح)، حيث انطلقت فعاليات اليوم بورشة العمل (مهندس القصة: دور الدراماتورج في المسرح – الجزء الثاني).
قدم الورشة الدكتور (رياض سكران)، حيث ألقى الضوء على دور الدراماتورج في تعزيز النصوص المسرحية وصياغتها بشكل إبداعي يدعم رؤية المخرجين والمؤلفين.
وعلى خشبة مسرح (مهرجان الرياض للمسرح) جذبت مسرحية (خاتم زواج) الأنظار بقصتها الواقعية التي تأخذ الجمهور في رحلة مشوقة داخل دهاليز الحياة الزوجية حيث تدور أحداث المسرحية حول (خالد) الكاتب الذي يواجه سؤالا مؤرقا حول ماهية الفن، هل هو تجارة أم رسالة؟.
ومع تعقد أحداث الحياة اليومية، يجد (خالد) وزوجته نورة نفسيهما في مواجهة صراع مع الواقع الذي لم يخططا له، كما سلطت المسرحية الضوء بأسلوب درامي مؤثر، على قدرة الزوجين على التفاهم وتقبل التحديات، ومحاولة إقناع أحدهما الآخر لتحقيق تماسك الأسرة.
وقدمت المسرحية في قلب فعاليات (مهرجان الرياض للمسرح)، سردا دراميا واقعيا، اعتمد على شخصيتين رئيسيتين في مشهد واحد يدور داخل صالون المنزل، ما أضفى طابعاً حميمياً على الأحداث وأتاح للجمهور التواصل بشكل مباشر مع القصة.
واختُتمت فعاليات اليوم الخامس لفعاليات (مهرجان الرياض للمسرح)، بمسرحية (المكعبل)، وهى إحدى مخرجات دورة هيئة المسرح في الكتابة المسرحية، وقدم العرض تجربة مسرحية فريدة.
حيث أكد مخرج العمل أنه ليس كاتبا مسرحيا بالمعنى التقليدي، بل صانعا للصورة البصرية التي تنقل معان متعددة وفقا لوعي المشاهد وأحاسيسه، وحملت المسرحية تجربة بصرية مختلفة استكشفت الأبعاد الجمالية في المشهد المسرحي وفتحت آفاقاً للتأويل والتفكير.
الشغف المتزايد بالفن المسرحي
تميزت الفعاليات بالشغف المتزايد بالفن المسرحي في المملكة، حيث يظهر (مهرجان الرياض للمسرح)، في دورته الثانية، تطورا ملحوظا في الإبداع المسرحي ودعم المواهب السعودية الواعدة.
معروف أنه في (مهرجان الرياض للمسرح)، تتنافس عروض (السقوط من نص دافئ، رحلة دولية، إمبراطورية منخوليا، حارسة المسرح، الناعشون، المكعبل، كونتينر، شاكر هولمز، الهذيان، المغامر والمملوك، شرهبان، طوق، رشيد واللي سواه في بلاد الواه واه، خاتم زواج، وردة الليلك، حفيد للإيجار، الاشباح، القمقم، غيمة، سليق وباقيت).
وتلك العروض المشاركة في (مهرجان الرياض للمسرح)، تأتي ضمن مسارين رئيسيين (المسرح الاجتماعي، المسرح المعاصر).
ويركز مسار (المسرح الاجتماعي) على الأعمال التي تعكس القضايا الاجتماعية المحلية، وتسلّط الضوء على القضايا والقصص الواقعية من البيئة السعودية، عبر الموروث الشعبي أو القضايا المعاصرة التي تهم المجتمع وذلك بهدف تقديم عروض تؤثر في الجمهور بشكل مباشر.
وتتناول الاحتياجات الاجتماعية بأسلوب جذاب وواقعي، فيما يركز مسار (المسرح المعاصر) على التجديد والإبداع في هيكل العرض المسرحي، مع الاعتماد على الأساليب المسرحية الحديثة.
ويشمل هذا المسار عناصر السينوغرافيا المبتكرة، والتوظيف المتميز للإضاءة والصوت، إضافة إلى تقنيات تكوين الممثل التي تساهم في تشكيل الصورة المسرحية المتكاملة، وكذلك أعمال المونودراما والديودراما، التي تتيح مساحة أكبر لاستكشاف الشخصيات والموضوعات من زوايا غير تقليدية.
تحفيز الوعي الدولي بالمسرح
ويهدف (مهرجان الرياض للمسرح)، في دورته الثانية، إلى تحفيز الوعي الدولي بقطاع المسرح والفنون الأدائية، فضلاً عن اكتشاف وتطوير المواهب وتنشيط وتفعيل الحراك المسرحي المحلي من خلال تنافس الفرق على جوائز المهرجان بالإضافة الى النهوض بحركة النقد المسرحي.
كما يعكس (مهرجان الرياض للمسرح)، في دورته الثانية التطور الكبير الذي يشهده قطاع المسرح في المملكة، ويتيح للمبدعين السعوديين فرصة عرض أعمالهم المسرحية على منصة كبيرة.
ويشهد (مهرجان الرياض للمسرح) إلى جانب العروض المسرحية العديد من الأنشطة التي تهدف إلى إثراء التجربة المسرحية، مثل ورش العمل التي تستهدف تطوير مهارات الفنانين، بالإضافة إلى الندوات الفكرية التي تناقش القضايا المسرحية الحالية في المملكة، كما سيتضمن معرضًا خاصًا للشخصية المكرمة هذا العام.
وتسعى هيئة المسرح والفنون الأدائية من خلال (مهرجان الرياض للمسرح) إلى دعم وتطوير الحركة المسرحية السعودية، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030، حيث يعد المهرجان أحد الركائز الأساسية لتطوير بيئة ثقافية حية ومنفتحة، وتحقيق تنمية مستدامة للفنون في المملكة.