(مهرجان الرياض للمسرح) يستقطبت حضورا واسعا من عشاق المسرح
كتبت: صبا أحمد
سجل (مهرجان الرياض للمسرح) حضورا واسعا استقطب عشاق المسرح ورواده عبر مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات التي انطلقت بورشة عمل حملت عنوان (مهندس القصة: دور الدراماتورج في المسرح)، قدمها الدكتور (رياض سكران)، حيث استعرض خلالها المفاهيم النظرية المتعلقة بدور الدراماتورج في بناء العمل المسرحي.
ركز خلالها الدكتور (رياض سكران) على أهمية البنية الدرامية بدءاً من الاستهلال وحتى النتائج، مشددين على ضرورة وجود موقف فكري واضح لدى الكاتب المسرحي، كما أشار إلى أن الدراماتورج المثالي هو الناقد الذي يمتلك رؤية تحليلية قادرة على تعزيز العرض المسرحي.
على صعيد العروض المسرحية، احتضن (مهرجان الرياض للمسرح) عرضين مميزين وهما مسرحية (المغامر والمملوك) من إخراج (الدكتور عايض البقمي)، حيث قدمت رؤية فنية عميقة تمزج بين المشاعر الإنسانية وتجليات التاريخ، مع معالجة سردية أبدعت في استحضار رمزية الماضي وتأثيره على الحاضر.
وجسد العرض العلاقة بين الإنسان ومحيطه، متناولا التحديات الكبرى التي تواجه البشرية في العصر الحديث مثل الحروب والأزمات الاقتصادية.
أما عرض مسرحية (الناعشون) في (مهرجان الرياض للمسرح) فقد عكست رؤية درامية معاصرة مستوحاة من الواقع، في قالب يعالج القضايا الاجتماعية والإنسانية بجرأة وتفرد.
وحظي هذا العرض بإقبال كبير من الجمهور الذي استمتع بمزيج من الإبداع الفني والحوار الثقافي المثري.
يذكر أن (مهرجان الرياض للمسرح) الذي انطلق في الأحد الماضي 15 ديسمبر ويستمر حتى 26 من ديسمبر الجاري يعد واحدا من أبرز التظاهرات الثقافية التي تحتفي بالمسرح في المملكة العربية السعودية .
تتنافس عروض المهرجان فيما بينها
معروف أنه في (مهرجان الرياض للمسرح)، تتنافس عروض (السقوط من نص دافئ، رحلة دولية، إمبراطورية منخوليا، حارسة المسرح، الناعشون، المكعبل، كونتينر، شاكر هولمز، الهذيان، المغامر والمملوك، شرهبان، طوق، رشيد واللي سواه في بلاد الواه واه، خاتم زواج، وردة الليلك، حفيد للإيجار، الاشباح، القمقم، غيمة، سليق وباقيت).
وتلك العروض المشاركة في (مهرجان الرياض للمسرح)، تأتي ضمن مسارين رئيسيين (المسرح الاجتماعي، المسرح المعاصر).
ويركز مسار (المسرح الاجتماعي) على الأعمال التي تعكس القضايا الاجتماعية المحلية، وتسلّط الضوء على القضايا والقصص الواقعية من البيئة السعودية، عبر الموروث الشعبي أو القضايا المعاصرة التي تهم المجتمع وذلك بهدف تقديم عروض تؤثر في الجمهور بشكل مباشر.
وتتناول الاحتياجات الاجتماعية بأسلوب جذاب وواقعي، فيما يركز مسار (المسرح المعاصر) على التجديد والإبداع في هيكل العرض المسرحي، مع الاعتماد على الأساليب المسرحية الحديثة.
ويشمل هذا المسار عناصر السينوغرافيا المبتكرة، والتوظيف المتميز للإضاءة والصوت، إضافة إلى تقنيات تكوين الممثل التي تساهم في تشكيل الصورة المسرحية المتكاملة، وكذلك أعمال المونودراما والديودراما، التي تتيح مساحة أكبر لاستكشاف الشخصيات والموضوعات من زوايا غير تقليدية.
ويهدف (مهرجان الرياض للمسرح)، في دورته الثانية، إلى تحفيز الوعي الدولي بقطاع المسرح والفنون الأدائية، فضلاً عن اكتشاف وتطوير المواهب وتنشيط وتفعيل الحراك المسرحي المحلي من خلال تنافس الفرق على جوائز المهرجان بالإضافة الى النهوض بحركة النقد المسرحي.
كما يعكس (مهرجان الرياض للمسرح)، في دورته الثانية التطور الكبير الذي يشهده قطاع المسرح في المملكة، ويتيح للمبدعين السعوديين فرصة عرض أعمالهم المسرحية على منصة كبيرة.
ويشهد (مهرجان الرياض للمسرح) إلى جانب العروض المسرحية العديد من الأنشطة التي تهدف إلى إثراء التجربة المسرحية، مثل ورش العمل التي تستهدف تطوير مهارات الفنانين، بالإضافة إلى الندوات الفكرية التي تناقش القضايا المسرحية الحالية في المملكة، كما سيتضمن معرضًا خاصًا للشخصية المكرمة هذا العام.
وتسعى هيئة المسرح والفنون الأدائية من خلال (مهرجان الرياض للمسرح) إلى دعم وتطوير الحركة المسرحية السعودية، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030، حيث يعد المهرجان أحد الركائز الأساسية لتطوير بيئة ثقافية حية ومنفتحة، وتحقيق تنمية مستدامة للفنون في المملكة.